فجع المشرقين خطب جليل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فجع المشرقين خطب جليل لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة فجع المشرقين خطب جليل لـ جميل صدقي الزهاوي

فجع المشرقين خطب جليل

وعرى المغربين حزن طويل

مات في الغرب سيد الشرق ضيفا

واذا الغرب بالأسى مشمول

واذا الشرق من نعي زعيم الشرق

ولهان فكره مشلول

فوق ذي اللجتين موج مثار

وعلى الساحلين منه ذيول

أسى الشرق للفجيعة لما

غار برهان الشرق عنه يزول

ذهبت كلها الزعامة في الشر

ق فلا منقذ ولا تعويل

ان رزء البلاد بالملك الرا

حل من غير اوبة لثقيل

حمل الشرق منه شطرا ومنه الغرب

شطرا فلم يخف الحميل

عندما مات فيصل انشق عنه

لعيون ستاره المسدول

فرأوه على الحقيقة وتا

داً كشمس ضياؤها موصول

كان يرنو لوحدة العرب الغر

بعين شعاعها التأميل

رب آثار كالنجوم وضاء

هي للدهر غرة وحجول

فيصل مات فالعروبة ثكلى

مالها للسلو عنه سبيل

فعلى فيصل العروبة تبكي

وعلى فيصل البكاء قليل

وعزيز على العروبة ان يغمد

في قبر سيفها المسلول

فيصل قد قضى ففي كل بيت

بالفراتين رنة وعويل

قد مضى بالحامي الزماع عجولا

ونأى بالراعي يحث الرحيل

بعد ان بلغ الرسالة بالحق كما

يفعل النبي الرسول

فبكاه الفرقان حزنا عليه

وبكاه التوراة والانجيل

كان كالكوكب الذي قد عراه

قبل ان يأتي الاوان افول

او كسيف مجرد للتقاضي

من قراع الاحداث فيه فلول

كان يسعى الى اعادة مجد

فقدته العراق وهو اثيل

يوم لم يبق في العراق لصرح

المجد مجد الآباء الا طلول

خر من جوه شهاب المعالي

وهوى طود اللاجئين الطويل

كان اما رفعت طرفاً اليه

يرجع الطرف عنه وهو كليل

كان ان قال خاطباً يحسب

السامع منه ان السماء تقول

لم يكن في ظنى ولا ظن غيري

ان ضوء الشعرى العبور يزول

غير ان المنون في كل نفس

سنة الله ما لها تبديل

كان والعزم يملأ الصدر منه

عنده المستحيل لا يستحيل

تخذته لها اماما شباب

تتسامى الى العلا وكهول

رأيه مثل سيفه قاطع عند

التلاحي ومثله مصقول

يقرأ الحادثات في حلكة الشك

بعين منها لها قنديل

عرجت روحه الى الموطن الاعلى

بليل يدله جبريل

وبه رحبت ملائكة العر

ش كما ينبغي له التبجيل

ان يوما قد مات فيصل فيه

هو يوم فيه العزاء قليل

ان خطبا هز الشآم ومصرا

والعراقين والحجاز جليل

لو سألت البلاد ايكم الثا

كل قال الجميع اني التكول

مثلما نبكي فيصل اليوم تبكي

بعدنا جيل فيصل ثم جيل

اندبي يا قريش سيدك الصقر

فقد غاله من الليل غول

آه يا نفسي قد تقلص ظل

كان للاجئين فيه مقيل

امروا بالصبر الجميل ومن اين

لدامي الفؤاد صبر جميل

كيف اسلوا وكيف لا اترك لد

مع من العين حيث شاء يسيل

ثم جاؤا به خفافاً على طيارة

في جناحها تعجيل

فاحطت به الجماهير افرا

جا وعبت كما تعب السيول

فعيون من المدامع شكرى

وصدور للحزن فيها غليل

ورؤس نواكس ورقاب

في خشوع منها الى الغش ميل

وعلى ظهر مدفع حملوه

انما يحمل الجليل الجليل

وكأن الجموع بحر خضم

قد اثارته شمأل او قبول

لمن النعش خلفه الناس يبكون

عليهم كآبة وذهول

ولمن هذه البنادق والاعلام

منكوسة وهذا المويل

كنت لاستشفاء نزلت ببرن

مؤثراً طبها وانت عليل

ومللت البقاء فيها غريباً

تشتكي الداء والمريض ملول

فتيممت دار ملكك محمو

لا وقد لاقى حتفه المحمول

وشجاني بالليل في كل بيت

من حماماته عليك الهديل

دفن الشعب جسم فيصل في قبر

كما يدفن الخليل الخليل

وابتغى نظرة الوداع اليه

واذا دونها التراب يحول

موقف فيه ادمع القوم صرعى

دمها فوق ارضه مطلول

موقف تنطق العواطف فيه

بتباريحها وتعيا العقول

سيدي قم من قبرك الضنك واخطب

فالجماهير حاشدون مثول

عد الينا فما فراغك ذا يملؤه

الا شخصك المأمول

انت ما مت بل رحلت سليما

ومن العين للقلوب الرحيل

ثابت انت والليالي توالى

خالد انت والسنون تدول

كان منا لك الهتاف طويلا

واذا ذلك الهتاف عويل

ينشأ المرء من تراب وماء

واخيراً اليهما يستحيل

قلت للدهر عاتبا انت عمّا

هو يؤذى قلوبنا المسؤول

قال اني من الوجود كغيري

بنواميس صعبة مكبول

ايها القلب لا يهولنك موت

ليس في هذا الموت شيء يهول

قد بلوت الحياة وهي بلتني

فكلانا من الفه مملول

يا لها من رواية كلما مثلها

الدهر هاجني التمثيل

يا لها من رواية ذات شجو

ملئت بالدماء منها الفصول

وكأني كوخ عفته الاعاصير

فلم تبق منه الا طلول

انا مهد اليك فيصل شعري

فتقبله انه اكليل

غير شعري الذي سيبقى ندّيا

ايّ دمع على ثراك اذيل

هو من رقة كدمعي في الحز

ن على نفسه يكاد يسيل

افرحي بعد الحزن نفسي وطيبي

ان غازي من فيصل لبديل

لمعت نارهم وقد عسعس الليل

ومل الحادي وتاه الدليل

فيصل الباني مات فليحى غازي

انه ذو الجلالة المأمول

ملك ان تزره يعجبك منه

نظر نافذ ورأى اصيل

سر بالتاج فهو تاج ابيك الفرد

والعرش عرشه المكفول

انت فرع له واكرم بفرع

وسليل له ونعم السليل

شرح ومعاني كلمات قصيدة فجع المشرقين خطب جليل

قصيدة فجع المشرقين خطب جليل لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها ثمانون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي