فديتك من جان تجور وتعتب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فديتك من جان تجور وتعتب لـ مصطفى لطفي المنفلوطي

اقتباس من قصيدة فديتك من جان تجور وتعتب لـ مصطفى لطفي المنفلوطي

فديتك من جانٍ تجور وتعتبُ

ونبذلُ جهداً في رضاكَ وتغضُبُ

ترى كل شيءٍ حبّةُ قلبه

فتحلو لك العُتبى ويحلو التجنُّب

أما بين أيدٍ ضارعاتٍ مُشفَّعٌ

وبين دُمُوعٍ سائِلاتٍ مُقَرَّبُ

عَهِدناك صباً بالوفاء فما لنا

نرى ماءَ ذاكَ العهدِ قد صارَ يَنضُبُ

قسوتَ وما عهدي بقلبك صخرةٌ

فجوهرُكُ السيَّالُ بالرفق أنسَبُ

فرحماكَ نهرَ النيلِ بالأَنفسِ التي

إذا لم تدارَكها بِرُحمَاكَ تعطَبُ

ورفقاً بهيمٍ ضامراتٍ بُطُونُها

لها الجوعُ عُشبٌ والخصاصَةُ مَشربُ

يَبيتُ حزيناً رَبُّها لِمُصابِها

فيَطوى كما تَطوى الليالي ويَندُب

لقد عاش هذا القفر دهراً حظيرةً

من الخِصبِ في ألوانها تتقلبُ

بها ما يشاءُ الطرفُ من حسنِ منظرٍ

أنيقٍ وما تهوى القلوبُ وترغبُ

فما زالَ سهمٌ للرزايا يصيبُها

وسهمُ الرزايا في الورى لا يخيبُ

إلى أن غدت قفراً فلا غصن ناضرٌ

يلوحُ بمغناها ولا روضَ مُخصِبُ

وكان البنانُ الرطبُ يحسدُ لينَها

فأضحت كصُمِّ الصخرُ أو هي أصلَبُ

فَمُدَّ يداً بيضاءَ مِنك تُنيلُها

مِنَ الخير ما تَرجو وما تَتَطلَّب

وليس لنا إلا الدموع وسيلةٌ

إليك فإن الشبه بالشبه يُجذَبُ

وقد كانَ في فَيض المدامِعِ ناقِعٌ

لِغُلَّتِنا لو كانَ مِثلُك يَعذِبُ

فقدنَاكَ فُقدانَ الرضيعِ لأُمِّه

ولَم يَبقَ مَن يحنُو عليه ويَحدَبُ

فما كنت إلا الروح فارق جسمه

فأني له من بعد في العيش مَأرب

لئن كان قد أقصاكَ قلةُ شكرِنا

لنعماكَ والهِجرانُ نعمَ المؤَدِّبُ

فها يدُنا أن لا نعودَ رهينةَ

وأن لا نزالَ الدهرَ بالشكر نَدأَبُ

لعلكَ خِلتَ الأَرضَ يَبلغ رِيَّها

دماءٌ بأَصقاعِ الجنوبِ تَصبَّبُ

أجل غيرَ أنَّ الحر تكبر نفسه

عن الأمر فيه ما يُهين ويثلبُ

فمن ذا الذي يرضى الحياةَ يشوبُها

من الجَورِ عيشٌ بالدِّماءِ مُخَضَّبُ

أما في قلوبِ الناسِ للناس رحمةٌ

وتُرضِعهم أُمٌ ويجمَعُهم أَبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة فديتك من جان تجور وتعتب

قصيدة فديتك من جان تجور وتعتب لـ مصطفى لطفي المنفلوطي وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن مصطفى لطفي المنفلوطي

مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطي. نابغة في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته وكتبه، له شعر جيد فيه رقة وعذوبة، ولد في منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها، من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء أشراف، تعلم في الأزهر واتصل بالشيخ محمد عبده اتصالاً وثيقاً وسجن بسببه ستة أشهر، لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي، وقد عاد من سفر، وكان على خلاف مع محمد عبده مطلعها: قدوم ولكن لا أقول سعيد وعود ولكن لا أقول حميد وابتدأت شهرته تعلو منذ سنة 1907 بما كان ينشره في جريدة المؤيد من المقالات الأسبوعية تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف سنة 1909 ووزارة الحقانية 1910 وسكرتارية الجمعية التشريعية 1913 وأخيراً في سكرتارية مجالس النواب، واستمر إلى أن توفي. له من الكتب (النظرات - ط) ، و (في سبيل التاج-ط) ، و (العبرات-ط) ، و (مختارات المنفلوطي-ط) الجزء الأول، وبين كتبه ما هو مترجم عن الفرنسية، ولم يكن يحسنها وإنما كان بعض العارفين بها يترجم له القصة إلى العربية، فيتولى هو وضعها بقالبه الإنشائي، وينشرها باسمه.[١]

تعريف مصطفى لطفي المنفلوطي في ويكيبيديا

مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن حسن لطفي أديب وشاعر مصري نابغ في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته، له شعر جيد فيه رقة، قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ، وصياغة عربية في غاية الروعة. لم يحظ بإجادة اللغة الفرنسية لذلك استعان بأصحابه الذين كانوا يترجمون له الروايات ومن ثم يقوم هو بصياغتها وصقلها في قالب أدبي. يعتبر كتاباه النظرات والعبرات من أبلغ ما كتب في العصر الحديث.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي