فديتك من ظالم منصف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فديتك من ظالم منصف لـ عماد الدين الأصبهاني

اقتباس من قصيدة فديتك من ظالم منصف لـ عماد الدين الأصبهاني

فديتكَ من ظالمٍ منصفِ

وناهيكَ من باخلٍ مُسْعفِ

بلقياكَ يُشفى سقامي الممضُّ

ولكن بسفكِ دمي تشتفي

وتخلفُ وعدَكَ لي بالوصال

حنانيكَ من واعدٍ مُخلفِ

وتستحسنُ الغدرَ طبعاً ومَنْ

وَفَى من ذوي الحُسنِ حتى تفي

أَمثْلكَ كلُّ حبيبٍ جفا

ومثليَ كلُّ حبيبٍ جُفي

أَيا ليِّنَ العطفِ قاسي الفؤادِ

بعيشكَ باللّهِ لنْ واعطفِ

فما تركَ الوجدُ لي مُسْكَةً

ولا منَّةً ليَ لمْ تَضْعُفِ

تلافَ قصدُّكَ لي متلفٌ

فؤادي من الأَسفِ المتلفِ

وإن كنتَ لابدَّ لي قاتلاً

بما صنعَ الوجدُ بي فاكتفِ

تناهيتَ في قتلتي عامداً

فحيثُ انتهيتَ بقتلي قفِ

ثناياكَ بُرئيَ في رَشْفها

وقد طالَ سُقمي ولم أَرشُفِ

أَنجو ومن قدَّك السّمهريِّ

لحَيْني وفي جفنكَ المَشْرَفي

أَيا مسرفاً في عذابي اقتصدْ

أَعيذكَ من شَطَطِ المُسرفِ

نحوليَ من خصرِكَ النّاحلِ

السّقيمِ كعاشقكَ المُدْنَففِ

ومن سُقمِ لحظكَ ذاكَ المريضِ

شفائي وأُشفى أَنا لو شُفي

على خَطْفِ قلبي يحل الشّبا

كَ عقدُ وشاحكَ في مُخْطَفِ

أَنا المستهامُ بذاكَ القوام

وذاكَ الموشّحِ والمعْطَفِ

وذاك المقبّلِ والمبسمِ ال

مفدَّى المقدَّمِ والقرقفِ

بخدِّكَ من وَهَجٍ شعلةٌ

أَحاطتْ بقلبي فما تنطقي

فإنْ تُخْفِ ألحاظُكَ القاتلاتُ

دمي فبخديّكَ ما يختفي

غدا عاذلي عاذراً مذْ رأَى

عذاركَ كالقمرِ الأَكلفِ

وقال أَرى خدَّه مرهفاً

ولا عيبَ في خَصْرِه المُرهفِ

أَقاحٍ وآسٌ ووردٌ لها اج

ماعٌ على غُصن أَهيف

ترفّقْ رفيقي فليستْ الذي

يعنِّفُ في الحبِّ لم يَعْنُفِ

عرامٌ عرا وزمانٌ عَدا

فهل ظالمٌ منهما منصفي

زمانٌ خلا من جميلٍ فليس

لغير ذوي نقصهِ يَصْطفي

جنى ظلمةَ الفضلِ حظي المنيرُ

ولولا سنا الشَّمسِ لم تُكْسَفِ

ويا ليتَ دهري إذا لم يكنْ

بسؤليَ يُسْعفُ لم يَعْسُفِ

أَيبلغُ دهريَ قصدي وقد

قصدتُ بمصرَ ذُرَى يوسفِ

ويوسفُ مصر بغيرِ التُّقى

وبذلُ الصَّنائع لم يوصفِ

فَسرْ وافتحِ القدسَ واسفكْ بهِ

دماءً متى تجرها ينظفِ

وأهدِ إلى الأَسْبار البتار

وهُدّ السُّقوفَ على الأسقفِ

وخلِّصْ من الكفرِ تلكَ البلادَ

يُخلِّصُكَ اللّهُ في الموقفِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة فديتك من ظالم منصف

قصيدة فديتك من ظالم منصف لـ عماد الدين الأصبهاني وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن عماد الدين الأصبهاني

محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن أله أبو عبد الله عماد الدين الأصبهاني. مؤرخ عالم بالأدب، من أكابر الكتاب، ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب وتفقه. واتصل بالوزير عون الدين "ابن هبيرة" فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط، ومات الوزير، فضعف أمره، فرحل إلى دمشق. فاستخدم عند السلطان "نور الدين" في ديوان الإنشاء، وبعثه نور الدين رسولاً إلى بغداد أيام المستنجد ثم لحق بصلاح الدين بعد موت نور الدين. وكان معه في مكانة "وكيل وزارة" إذا انقطع (الفاضل) بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مكانه. لما ماتَ صلاح الدين استوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة بالعمادية وتوفي بها. له كتب كثيرة منها (خريدة القصر - ط) وغيره، وله (ديوان شعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي