فديناك سيفا لم تخنه مضاربه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فديناك سيفا لم تخنه مضاربه لـ ابن دراج القسطلي

اقتباس من قصيدة فديناك سيفا لم تخنه مضاربه لـ ابن دراج القسطلي

فَدَيْنَاكَ سَيْفاً لَمْ تَخُنْهُ مَضَارِبُهْ

وبحرَ عَطَاءٍ مَا تَغِيضُ مواهِبُهْ

وبدراً تجَلَّى فِي سماءٍ رياسةٍ

كواكبُها آثارُهُ وَمَنَاقِبُهْ

تقلَّدَ سيفَ اللهِ وَالتَحَفَ النَّدى

فَسَدَّدَ رَاجيهِ وَأعْذَرَ هائِبُهْ

فها هو ذا في كلِّ قلبٍ ممثَّلٌ

وهاتيك عند الفرقدين مراتبُهْ

فَمَا عَرَّجَتْ عنه سبيلٌ لِطَالِبٍ

ولا رَحُبَتْ أرضٌ بِمَنْ هو طَالِبُهْ

خلائِقُ مِنْ مَاءِ الحياةِ وطَالَمَا

يَغَصُّ بِهِ يوم الكريهةِ شارِبُهْ

أَمُلْبِسَنَا النُّعْمى أَلاَ رُبَّ مَلْبَسٍ

سَنِيٍّ وتاجٍ لِلْعُلا أَنت سَالِبُهْ

وَلَيْلٍ كريعانِ الشباب قَذَفْتَهُ

بِهَوْلِ السُّرى حَتَّى أُشِيبَتْ ذَوَائِبُهْ

وَصَلْتَ بِهِ يوماً أَغَرَّ صَحِبْتَهُ

غُلاماً إِلَى أَنْ طَرَّ باللَّيْلِ شَارِبُهْ

بِكُلِّ مُذَلٍّ كَرَّمَتْهُ جُدُودُهُ

وَكُلِّ كمِيٍّ أَحْكَمَتْهُ تَجَارِبُهْ

وَعَضْبٍ يَمَانٍ قَدْ تَعَرَّفْتَ يُمْنَهُ

وإِنْ يَنْتَسِبْ تَعْطِفْ عَلَيْكَ مَنَاسِبُهْ

وسُمْرٍ لِدَانٍ كالكواكب سُقْتَهَا

ليومٍ من الأَعداءِ بَادٍ كَواكِبُهْ

صليتَ ونارُ الحربِ يَذْكُو سَعِيرُهَا

وَخَضْتَ وَمَوْجُ الموتِ تَطْفُو غَوَارِبُهْ

ولا مثلَ يومٍ نحو لُونَةَ سِرْتَهُ

وقد قَنَّعَت شَمْسَ النهارِ غَيَاهِبُهْ

رَفَعْتَ لَهَا فِي عارِضِ النَّقْعِ بَارِقاً

تَسِحُّ شآبيبَ المنايا سَحَائِبُهْ

وَعَذْرَاءَ لَمْ يأَتِ الزمانُ بِكُفْئِهَا

ولا رامها بَعْلٌ وإِنْ عَزَّ جانِبُهْ

معوَّذةٍ لَمْ يَسْرِ خطبٌ بِأَرْضِهَا

ولا عَرَفَتْ بالدَّهْرِ كَيْفَ نوائِبُهْ

ثَوَتْ بَيْنَ أَحْشَاءِ الضَّلالِ وَأُشْرِعتْ

أَسِنَّتُهُ مِنْ دُونِهَا وَقَواضِبُهْ

وأَصْبَحْتَ يَا عبد المليكِ مَليكَهَا

وَأَنْجَحَ سَاعٍ جَاءَ والسَّيفُ خاطِبُهْ

وَسُقْتَ لَهَا صِدْقَ اللقاءِ مُعَجَّلاً

صَدَاقاً إِذَا مَا هَلْهَلَ الضَّرْبَ كاذِبُهْ

وجيشٍ أَضاءَ الخافِقَيْنِ رِمَاحُهُ

وفاضت عَلَى رَحْبِ البِلادِ كتائِبُهْ

وقد ضَمَّهَا فِي نَفْنَفِ الجوِّ مَعْقِلٌ

عَسِيرٌ عَلَى عُصْمِ الوُعُولِ مَرَاقِبُهْ

بَعَثْتَ عليها منكَ دَعْوَةَ واثقٍ

صَفَا شاهِدُ الإِخْلاصِ منه وغَائِبُهْ

فسَرْعَانَ مَا أَقْوى الشّرى من أُسودِهِ

وأُبرِزَ من حُرِّ الحِجَالِ كواعِبُهْ

ثَلاثَةُ آلافٍ حِسَاباً وَمِثْلُهَا

وَقَدْ غَلَّ عَازِيهِ وأَسَأَرَ حَاسِبُهْ

فيا لَيْتَ قُوطاً حين شادَ بِناءَهُ

رآه وَقَدْ خَرَّتْ إِلَيْكَ جَوانِبُهْ

ويا ليت إِذْ سَمَّاهُ بَدْراً مُعَظَّماً

رآه وَفِي كِسْفِ العَجَاجِ مَغَارِبُهْ

فَيَعْلَمَ أَن الحقَّ دَافِعُ كَيْدِهِ

وَأَنَّكَ حِزْبَ اللهِ لا شَكَّ غَالِبُهْ

فلا خُذِلَ الدِّينُ الَّذِي أَنت سَيْفُهُ

ولا أَوْحَشَ المُلْكُ الَّذِي أَنت حَاجِبُهْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة فديناك سيفا لم تخنه مضاربه

قصيدة فديناك سيفا لم تخنه مضاربه لـ ابن دراج القسطلي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن ابن دراج القسطلي

أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر. شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر، وكاتب الإنشاء في أيامه. قال الثعالبي: كان بالأندلس كالمتنبي بالشام. وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.[١]

تعريف ابن دراج القسطلي في ويكيبيديا

ابن درّاج القسطلي (347 هـ/958 م - 421 هـ/1030 م) كاتب وشاعر الحاجب المنصور. ولد أبو عمر أحمد بن محمد بن العاصي بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن درّاج القسطلي في المحرم 347 هـ في قرطبة لأسرة أصولها من بربر صنهاجة كانت تسكن قرية «قسطلة دراج» غرب الأندلس. قال عنه الثعالبي في يتيمة الدهر: «هو بالصقع الأندلسي، كالمتنبي في صقع الشام.» أورد ابن بسام الشنتريني في كتابه «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» نماذجًا من رسائله وشعره، ولابن دراج ديوان شعر مطبوع. توفي ابن دراج القسطلي في 16 جمادى الآخرة 421 هـ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن دراج القسطلي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي