فرض الغرام على المحب المدنف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فرض الغرام على المحب المدنف لـ محمد سعيد الحبوبي

اقتباس من قصيدة فرض الغرام على المحب المدنف لـ محمد سعيد الحبوبي

فرض الغرام على المحب المدنف

حج المنازل مألفاً في مألف

فبكل مصقول الشبيبة مترف

قف في ديارهم أعز الموقف

إن الديار محصبي ومعرفي

لهم مقام بالحطيم مدرس

مأوى الحجاج الديار ومحبس

عرس به يا سعد فهو معرس

واخلع نعالك فالمقام مقدس

واسع بمنعرج اللواء وطوف

واحرم ولب واعتمر في جمعهم

اذكر ربارب سرحهم في جمعهم

واتل بذكرك آية في شرعهم

واحجج بأبناء الغرام لربعهم

واربع على دمن الخليط وخيف

طف مثلثاً بالدراسات ومربعا

نبك مصيفاً للخليط ومربعا

فبأجرع الغورين بورك أجرعا

قد رمت أن أرد الحمام وأجرعا

لما طربت لدى الحمام الهتف

يا صاحبي ترتلاً وترنما

وبمألف السر بين منا أن جزتما

عوجا صدور اليعملات وسلما

فبمألف السر بين من قنن الحمى

بالغور حياه الحيا من مألف

قلب تعلق بالحمول وزمزما

إذ أم ركبهم الحطيم وزمزما

ترميه أقواس التفرق اسهما

قلب توزعه الصبابة اسهماً

في كل خدر ظاعن أو نفنف

يشكو تتابع نبلة في نبلة

من قوس جائرة النوى أو مقلة

وقد استقلت عيسهم في رحلة

ملكته ويح الشوق كل ربحلة

خصت بحسن للضياغم متلف

برزت أميراً في جيوش متونها

لو لم يفض بالحب غرب شؤنها

وتدرعت بالشعر فوق متونها

تستل عضباً من مريض جفونها

ينبيك عن حد الحسام المرهف

أخذت سلاح الحب عن فتيانه

فتسل عضباً ريع من سطواته

أسد العرينة في ذرى هضباته

وتهز لدنا قد شكت وخزاته

كبدي كهز الذابل المتقصف

ظلت قلوب العاشقين خلالها

تشكو سهام جفونها ونصالها

هل كيف زجرت بالقصي نبالها

بيضاء قد صبغ الحياء جمالها

بمعصفر من لونها ومفوف

اللَه من أدما بسفح رباعها

برزت كضبية حاجرٍ بتلاعها

وقف الغراء بمنحني أضلاعها

قد خد منها الخد يوم وداعها

بدموع طرفٍ للتفرق مطرف

للَه شاكية الفراق لدهرها

سجرت صباوتها الضلوع بجمرها

فإذا وجفن ضلوعها من سجرها

جعلت يديها في جناجن صدرها

خوفاً على تلك الضلوع الريف

أدرت أميمة إذ حدا بنياقها

حاد حديت القلب خلف حقاقها

إني بعيد وداعها وعناقها

لي غلة لا تنطفي لفراقها

أي والهوى لي غلة لا تنطفي

يوري بتذكار الترحل زندها

حرى يوجج نار حزن بعدها

بضلوع مضني لا يبارح وجدها

وغذا تأجج بالأضالع وقدها

أرسلت منهمر الدموع الوكف

قد ضاق في عيني واسع رحبها

لما تجاوبت الحداة بركبها

فبحق هاتيك البطاح وسربها

كن منصفي يا عاذلي في حبها

في حبها يا عاذلي كن مصفي

خفت رواتكها كراشق نصلها

تطوي الفلا من حزنها أو سهلها

فإذا تغنى سائق في رحالها

رقصت أيادي الراتكات بأهلها

رقصات منهز المعاطف هيف

بأبي القلائص بالخليط نوازحا

تطوي القفار أهاضباً وصحاصحا

قد زج مهن الحداة طلائحاً

ظعنت يجشمها الغرام أبطاحاً

من أهل عقد وقاع صعضف

لم يبق لي بعد الخليط تصبراً

ولتلك أعضائي مقطعة العرى

وأنا الفدا للظاعنين تنفرا

خبت رواحلهم تهش إلى السرى

في كل مصقول الشبيبة مترف

فبقيت أبكي في لوى فلواتهم

أطلاهم من مهجتي وحياتهم

أدروا وقد طربو الرجع حداتهم

أبقوا أسير الشوق في عرصاتهم

يكبي المنازل في عيون ذرف

ظعن الخليط وشب ورى زناده

بفؤاد من لعب الأسى بفؤاده

ومتى يمل الدمع من لبعاده

يجد الدامع من هتون عهاده

أصفى شراباً من سلاف القرقف

يغني النهار بلوعة في لوعة

تذكو بسائل دمعة في دمعة

وإذا الكواكب قد سفرن بطلعة

يرعى الكواكب لا يلذ بهجعة

بنواح ساجعة الحمام الهتف

لما غدوتم للتفرق مغنماً

عللت نفسي بالوصال لعلما

يشفي التعلل بالوصال متيما

عرضت فيكم يا أحبة بعدما

صرحت خوفاً من ملام معنف

هام الفؤاد وناظري ما هو ما

خذ وصف حالي يا ابن ودي واعلما

لما أغار الدهر فيك واتهما

شأني أبيت مرقرقاً شأني دما

أعرف شأني فيك أم لم تعرف

قد شط عن مضني هواك رقاده

إذ بات مفترشاً لديك قتاده

قلقاً لبين الظاغين وساده

متلهفاً يشجي الخلي فؤاده

في طول ترجيع وطول تلهف

عبد الرضا ما رام سخطاً أو دنا

أأسر لاحي حبه أم أعلنا

يا من تحكم في الفؤاد وأفتنا

قد رمت أمحضك الوداد وها أنا

لم يثنني عما أروم معنفي

أصبحت في غير الهوى لم أبتذل

أوصلت من بعد الجفا أم لم تصل

ينبيك عما قلت دمع منهمل

فامنن وجد واسمح واعطف وصل

وارفق وبادر بالزيارة واسعف

جفت الجفون رقادها لما جفا

وصفا الوداد ووده ما إن صفا

أدعوك متبول الحشا متلهفا

يا متلفي كن واصلي بعد الجفا

بعد الجفا كن واصلي يا متلفي

أعن الغوير أخذت قلبي مرتعا

لما غدا روض الصبابة ممرعا

وشربت من جفني المسهد أدمعا

للَه ريم رام قلبي مرتعا

والورد من وجناته لم يقطف

ووضئ وجه إن ظلام أردنا

ما شاقه قمر تبلج موهنا

ألا تردى من حياه الديجنا

وقضيب بان ما أنثني إلا انثنى

في طير قلب بالضلوع مرفرف

ألفت لاعج حبه بتردد

فذوت رياض تصبري وتجلدي

وانا الفداء لشادن متنهد

بددت فيه الصبراي تبدد

لما غدوت بلاعج متألف

أني كلفت بحبه عن غيره

والحب لا يبقي قوادم طيره

اللَه من ظبي بسفح غويره

لو شام منه الثغر راهب ديره

لقلى الصلاة بجنح ليل مسدف

وغدا أصماً لو رآك مشنفا

لم يصغ للاحي ألح وعنفا

واجتاز عن سبل النقا وتعسفا

ورمى المدارع لو رآك مهفهفا

في برد حسن بالشباب مفوف

كم بت من حرم الغرام بجذوة

مضني الفؤاد بطعنى وبسطوة

أدعو فأشجي الساجعات بدعوتي

يا مر جفي في حبه من جفوة

من جفوة في حبه يا مرجفي

أشكو الصبابة في تضرم وقدها

وبدا لعيني هولها في حدها

ومذ اغتذى قلبي بغاية جهدها

ضعفت متوني عن تحمل بردها

والقلب عن حمل الهوى لم يضف

يا بارقاً بين الغوير وبارق

حييت من زور تلوح وبارق

قل للخليط عدتك أيدي طارق

كن مسعفي بخيال طيف طارق

قد قل في حكم الصبابة مسعفي

نعم استقلوا ظاعنين عن اللوى

واشتاق قلبي في تشوقه الهوى

وطووا بساط البيد شوقاً فانطوى

وقد استقل بركبه حادي النوى

وأغار في قلب اللهوف المدنف

حبسوا لدى التوديع في رمل النقا

خيلاً تخيلها الصبا أو أينقا

قد ضم شيقهم عناقاً شيقا

كشح إلى كشح تقارب والتقى

بعد التباعد مرشفاً من مرشف

زموا ففاض الدمع مني راجسا

والواحد قد أورى لدى مقابسا

أدعو فأطمع بالتلاقي آيسا

يا سائق الأظعان عرج حابساً

بالركب وارحم حسرتي وتلهفي

حكم الهوى بطليقهم وحبيسهم

من ظاعن مخلف بدريسهم

عند الوداع ومهجتي برسيسهم

حبسوا كما شاء الوداع بعيسهم

والدمع يسفحه الحياء بمطرفي

هل ضمة لغصونهم هل ضمة

ام هل لنشر القرب منهم شمة

أدعو وأجفان البكا منهمة

يا ليت شعري والحوادث جمة

تعدو علي بصارم ومثقف

أصفيت حتى لست فيه بماذق

دائي عضال من تجن صادق

في وده فعسى بقربي يشتفي

عاتبتني لما جنيت جناية

أسمعت مني في هواك حكاية

قد حدت عن طرق الوداد غواية

أرأيت هل يبدي الوداد هداية

لمجانب عن طرقة متعسف

قسماً بما ضم الحمى من ديمة

تسبي الجآذر في تلفت ظبية

كلا وإن أبديت صدق آلية

قسماً برب الراقصات وفتية

تخذت غواربها مصيف مصيف

ملكته يوم البين أجناد الجوى

وطوى الفؤاد الحب منه فانطوى

هل ينقذ المشتاق في أيدي الهوى

أم ينصف المشتاق من بعد النوى

من كان من قبل النوى لم ينصف

أنجدت في صد وقلبي متهم

قد ضمه ليل لصدك مظلم

ولكم أقول ومهجتي تتضرم

أني على الود المقيم مخيم

لم ألف عنه مساعة من مصرف

أغدو بدمع للتباعد دافق

وفؤاد مضني بالأضالع خافق

وبمجرمين تطوفوا من شرعه

وبكل من لبى بواكف دمعه

وبحي ذياك المقام وجمعه

وبذي المشاعر والمقام وجمعه

وبكل حبر بالحجيج مخيف

وبمن تطاوف للتطوف خطوه

وبمن سما أوج الكواكب شأوه

خير البرية والمعلى صنوه

للود ما يرنق صفوه

في طول إعراض وطول تخلف

شرح ومعاني كلمات قصيدة فرض الغرام على المحب المدنف

قصيدة فرض الغرام على المحب المدنف لـ محمد سعيد الحبوبي وعدد أبياتها مائة و واحد و أربعون.

عن محمد سعيد الحبوبي

محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي. شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً. وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.[١]

تعريف محمد سعيد الحبوبي في ويكيبيديا

السيّد محمد سعيد بن محمود بن كاظم الحَبّوبي (16 أبريل 1850 - 14 يونيو 1915) (4 جمادى الآخرة 1266 - 2 شعبان 1333) فقيه جعفري وشاعر عربي عثماني عراقي. ولد في النجف ونشأ ودرس بها. درس الأدب على خاله عباس الأعسم، ثم رحل إلى حائل في نجد سنة 1864 مع والده للعمل ثم عاد إلى النجف سنة 1867. واصل دراسته في مدارسها الفقهية، فكوّن تكوينًا اجتهاديًا مستقلًا. زامل جمال الدين الأفغاني أربع سنوات أثناء الدّراسة. ثم تولى التدريس فصار إمامًا في الصحن الحيدري بالعتبة العلوية. كانت له مجالس أدبية ومحاضرات. اشتهر بمواقفه ضد الاحتلال البريطاني في العراق، وقاد جيشًا من أبناء الفرات الأوسط للمقاومة ضد حملة بلاد الرافدين سنة 1914. توفي في الناصرية ودفن في العتبة العلوية. له ديوان شعر طبع مرّات.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي