فرقت بين جفونه ورقاده

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فرقت بين جفونه ورقاده لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة فرقت بين جفونه ورقاده لـ السري الرفاء

فَرَّقتُ بينَ جفونه ورُقادِه

وجمعْتُ بينَ غَرامِه وفُؤادِه

وأبثُّ في ثِنْيَيْ حَشاه صَبابةً

باتَت لها الأشجانُ بينَ وِسادِه

للهِ أيامُ الكثيبِ فقد مَضَتْ

بمُرادِه الغضِّ الهَوى ومُرادِه

أيامَ للعُذَّالِ عِزُّ جِماحِه

شَغَفاً وللأحبابِ ذِلُّ قِيادِه

غَفَلاتُ دَهْرٍ غَيُّهُ وضَلالُه

أَولى بنا من هَدْيهِ ورَشَادِه

ودُجىً بذاتِ الطَّلْحِ يَبيَضُّ الهَوى

لأخي الصَّبابَةِ في ارتكامِ سَوادِه

وثَرىً كأنَّ رُباه تَنشُرُ حَلْيَها

ما بينَ حُرِّ تِلاعِه ووِهادِه

عُطْرٌ تَمرُّ به الرِّياحُ فتنكسي

عُطرَين من أجسادِها وجِسادِه

ما صانَ قُرْبَ العيشِ فيه مَدامعي

حتى أُزيلَ مَصُونُها لبِعادِه

وإذا الصَّبا أضحَى عِتادَ مُتيَّمٍ

فنَفادُها يَهواه عندَ نَفادِه

والدَّهْرُ كالنَّشوانِ في إصلاحِه

ما راحَ يُصلِحُه وفي إفسادِه

راعٍ لنا يَجتاحُ دَثْرَ سَوامِه

وأبٌ لنا يسطو على أولادِه

فَفَعالُهُ المحمودُ عند بخيلهِ

وفَعالُه المَذْمومُ عندَ جَوادِه

ولو اقتَدى فينا بأحمدَ لارتَدَى

بُردَيْنِ من تَوقيفِه وسَدادِه

خِرْقٌ تَخرَّقَ في سَماحٍ لم يَزَلْ

غَمْرُ السَّماحِ يَقلُّ عندَ ثِمادِه

مُرتادُ حَمْدٍ لا تَزالُ خوافقاً

راياتُ أنعُمِه على مُرتادِه

إن كنتَ مُطَّرَدَ الجِوارِ فَعُذْ بِهِ

أو كنتَ مُمتحَنَ الزَّمانِ فَنادِه

يُعْطِيكَ ما يُعطيه غَرْبُ حُسامِه

وشَبا أسنَّتِه وكرُّ جَوادِه

ما زالَ يَصعَدُ بينَ بيضِ سُيوفِه

قُلَلَ الفَخارِ وبينَ سُمْرِ صِعَادِه

تَعِبَ الجَوانحِ يَشتري قَضَضَ العُلى

أبداً براحتِه ولينِ مِهادِه

قد قلتُ للجاري على آثارِه

أنتَ الجَوادُ ولستَ من أندادِه

ذهَبتْ سِجالُكَ عند جَرْيِ جَوادِه

وخَبا ضِرامُكَ عندَ وَرْيِ زِنادِه

وإذا امرؤٌ أعيَتْ عليكَ سُهولُه

فاغضُضْ جفونَك عن ذُرَى أطوادِه

شَرَفٌ إذا ما اختالَ فيه رأيتَه

في تاجِ تُبَّعِه وحُلَّةِ عادِه

بيتٌ لتُبَّعَ تلتقي عَمَدُ العُلى

في ملتقى أطنابه وعِمادِه

هذا ومُعتَرَكٌ إذا عَرَكَ القَنا

فيه الشُّجاعُ مضى طريدَ طِرادِه

خلَطَ العَجاجةَ بالدِّماءِ كأنَّما

نُشِرَتْ مَجاسِدُه خِلالَ جِيادِه

أوفى عليَّ فما انجلَتْ غَمَراتُه

إلا بصِدْقِ كِفاحِه وجِلادِه

رحلَ الصِّيامُ وقد أعدَّ من التُّقى

والنُّسْكِ فيهِ عُدّةً لمَعادِه

متمسِّكاً بالصِّدقِ في مَوعودِه

متمسِّكاً بالعَفوِ في إيعادِه

قَبِلَ الإلهُ صيامَه في شَهْرِهِ

وأعادَ ما يَهواه من أعيادِه

شرح ومعاني كلمات قصيدة فرقت بين جفونه ورقاده

قصيدة فرقت بين جفونه ورقاده لـ السري الرفاء وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي