فسحة العمر وإن طالت قصيره

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فسحة العمر وإن طالت قصيره لـ محمود قابادو

اقتباس من قصيدة فسحة العمر وإن طالت قصيره لـ محمود قابادو

فُسحةُ العمرِ وَإِن طالَت قَصيره

فَعَلامَ يُغفلُ المرءُ مَصيره

وَمضةٌ من بارقٍ سرعانَ ما

تَنطوي حينَ تَراها مُستطيره

عيشةُ الإنسانِ كالحلمِ وما

هيَ في يقظتهِ إلّا يَسيرَه

أَفهَل يجملُ مِن ذي نُهيةٍ

أثرةُ الدنيا وَتسويفُ الأخيرَه

رَحمةُ اللّه عَلى مَن لَم تَكُن

نَفسهُ في قيدِ أهواءٍ أَسيره

يَرقبُ اللّه على حالاتهِ

وَيرى أولاهُ للأُخرى ذَخيره

كالّتي لَم يَنسها مَضجَعها

في ثرى اللّحدِ حَشاياها الوَثيره

لا وَلا غُرّتُها شامخةٌ

بينَ ملكٍ وَوزاراتٍ أَثيره

بِنتُ صدرِ الوزراءِ المُصطفى

زوجُ خيرِ الدينِ ذي الرتبى الخَطيرَه

شادَ بَيتَيها وَزيرا دولةٍ

قَد نَمتها دوحةٌ مِنها شَهيره

فَهيَ في أَعلى مجالي عزّها

مِثلَما تُكسفُ شمسٌ في ظَهيرَه

رَيثما حلّت بِذا القبرِ اِغتدى

روضةً مِن جنّةِ الخلدِ نضيره

كَيفَ لا وهيَ الّتي عاشَت على

فطرةٍ طابَت جهاراً وَسريره

لَم تُخف يوماً لها بادرةٌ

لا ولا خِذلانُ جارٍ في جَريره

وَأَياديها لوجهِ اللّه في

سرّها وَالجهرِ لَم تبرح وَفيره

غادَرَت أَفلاذَ أكبادٍ لها

ما لَهُم مِن نظرةٍ منها بَريره

آثرَت حبّ لقاءِ اللّه عَن

حبّهم إِيثارَ ذي عينٍ قَريره

ولَوت ليّاً عَن الدنيا على

أنّها في سنّ عِشرينَ غَريره

وَدَعاها ربّها فَاِبتَدرت

وَهيَ تَستودعهُ كلّ العشيره

وَبحسنِ الختمِ أَنبا نُطقها

حيثُ كانَت كلمةُ التقوى أَخيره

كَيفَ لا يَهدي لَها أدعيةً

مِن صميمِ القلبِ يوماً ذو بصيره

كلّما عَنّت لهُ الذّكرى لها

قالَ فازَت وهيَ بِالفوزِ جَديرَه

زيّنت الجنّة إكراماً لها

فَهيَ مِن بشرٍ إليها مُستَنيرَه

وَغَدا يُنشدُ في تَأريخها

زانَ دارَ الخلدِ علياءُ كَبيرَه

شرح ومعاني كلمات قصيدة فسحة العمر وإن طالت قصيره

قصيدة فسحة العمر وإن طالت قصيره لـ محمود قابادو وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن محمود قابادو

محمود بن محمد قابادو أبو الثنا. نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة. برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين. ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.[١]

تعريف محمود قابادو في ويكيبيديا

محمود بن محمد قابادو (1230هـ=1815م - 3 رجب 1288هـ= 7 سبتمبر 1871م) مصلح تونسي. كان كاتبًا وباحثًا في الدراسات القرآنية، وعالمًا إسلاميًا، ومدرسًا من الطبقة الأولى في مدرسة جامع الزيتونة. عمل الشيخ محمود قابادو قاضيًا ثم مفتيًا في تونس. ولد محمود بن محمد قابادو في تونس سنة ونشأ في أسرة أندلسية الأصل لجأت إلى تونس في بداية العهد العثماني في أوائل القرن السابع عشر الميلادي، ثم نزح والده إلى العاصمة تونس حيث كان يعمل في صناعة الأسلحة. تنقل لطلب العلم بين مصراتة في ليبيا وإستانبول ومكث في الأخيرة أربع سنوات عاد بعدها إلى تونس وعين مدرسا بمدرسة باردو الحربية (المكتب الحربي). كان يحبب تلاميذه للترجمة من الفرنسية. انتقل قابادو إلى جامع الزيتونة حيث عين مدرسا من الطبقة الأولى، عين قاضيا لباردو عام 1277 هـ ثم عين في منصب الإفتاء عام 1285 هـ. له ديوان شعر.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمود قابادو - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي