فقدت مصر فهي سكرى المآقي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فقدت مصر فهي سكرى المآقي لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة فقدت مصر فهي سكرى المآقي لـ جميل صدقي الزهاوي

فقدت مصر فهي سكرى المآقي

كوكبا في سمائها ذا ائتلاق

كوكبا كان يرسل الشعر نورا

ثم يرمي به على الآفاق

خر من جوه الرفيع صريعا

لا السنى يحميه ولا الشعر واق

ايها الكوكب انطفأت بليل

بغتة بعد ذلك الاشراق

ايها الليل هل وراءك صبح

مؤذن بعد ريثه بانفلاق

فجعت مصر بابنها البر شوقي

فهي ثكلى كثيرة التشهاق

صب يشوي على العراق شواظا

رزء مصر ومصر اخت العراق

كان روض وكان زهر وصدا

ح فما منها اليوم شيء باق

ايها الروض انك اليوم اورا

ق تهاوى سفعاً على اوراق

يوم صاح النعي قلت له تباً فما

هذا منك غير اختلاق

ثم لما ادل اطرقت حتى

مل شمس النهار من اطراقي

فلقد كنا شاعرين على ما

بيننا من تفاوت الاذواق

ايها الموت مالنا منك بد

كلنا هالك وانت الباقي

ايها الموت انت آخر سهم

من سهام لها الحياة تلاقى

ايها الموت قد خطفت كذئب

واحدا بعد واحد من رفاقي

ذهبوا مكرهين من غير عود

وقريب بالذاهبين لحاقي

انت كف القضاء تضرب من شا

ء وسيف القضاء في الاعناق

غلت بالامس حافظا وبشوقي

اليوم انشبت الظفر للالحاق

احتججنا لما عصفت بشوقي

انا والشعر والهوى باتفاق

بعد شوقي يا لهف نفسي عليه

اخفق الشعر ايما اخفاق

لا ترى اليوم منه الا رمادا

بعد نار من الشعور حراق

سرت تنأى فما تركت على الاخلاق

عينا يا شاعر الاخلاق

كان هذا الذي به كنت تشدو

بعض دقات قلبك الخفاق

تلك انفاس منك تصعد حرى

وانين يأتي من الاعماق

كل ما قلته لئالئ الا

انها لا تباع في الاسواق

وسيبقى على الزمان جديدا

ادب صنته من الأخلاق

انت ما ان فارقتنا لمعاد

نتسلى به زمان الفراق

انت ما كنت بالحمام خليقاً

فيوافيك آخذاً بالخناق

ايها الراقد الكريم بقبر

لك مما في قبرك الله واق

لك قد ذابت القلوب اسى ثم جرت

ادمعاً من الآماق

كنت ترتاب في فاسمع انيني اليوم

حزنا عليك واسمع شهاقي

بابي ذاك الوجه قد بات يذوي

تحت ما للثرى من الاطباق

ليس لي ما اهدى اليك سخياً

غير شعري ودمعي المهراق

انما انت للخلود بما

ابقيت للناس من قريض راق

انت فان وخالد في زمان

انت جسم يبلى وذكر باق

انت من مصر مثل دمعة ثكلى

بين اهداب العين والحملاق

كنت إما القيت في مصر شعراً

رنّ يرغو صداه في الآفاق

تسبك المعنى البكر في خير لفظ

فبه يحلولي وخير سياق

لم تبلغ من الرسالة شيئاً

غير الهام قلبك الخفاق

كل حي فأنما هو يوما

سيلاقي من الردى ما يلاقي

كل داء فانه لاصطياد الروح منا

ضرب من الاوها

قد ابى الجسم تفارقه الرو

ح فقالت لا تخشين فراقي

انا يا جسم لا اطوف على غيرك

فيما اذا فككت وثاقي

ثم حم الفراق فافترقا بعد

وداع برح وبعد عناق

ثم راما تلاقيا واذا الموت

فراق ما بعده من تلاق

رب قبر به صدى الحياة لي

يروى من وابل غيداق

ولقد كنت في قريضك ترجو

ما لحق اهين من احقاق

نبض الشعر من فيما اليه

مصر كانت تحتاج من اشفاق

شاعراً ان تكون اول من يد

مع فيها سياسة الارهاق

فلقد كنت ذا يراع ذليق

هو امضى من السيوف الرقاق

بك كانت امارة الشعر تزهو

مذ تقلدتها بالاستحقاق

رب خيل ركضن في حلبة السبق

فخلين الدرب للسباق

لا تعب الفاظي اذا هي رثت

بعد ان كانت غضة الاوراق

رب حسناء سلمها الدهر فقرا

فبدت في ثوب لها إخلاق

ساورتني بك الرزية حتى

ضاق عما اقول فيك نطاقي

واذا قصرّ القريض فدمعي

لك يغني عنه لدى الاهراق

لم يكن ما نظمته من رثاء

لك اصفى من دمعي الرقراق

نم بعيداً في جوف قبرك عمن

يتصدى اليك بالاقلاق

وانس ايامك التي كنت فيها

تتملى الحياة في كأس ساق

انس ما قد خلفته من قصور

شاهقات توفى ومن اعلاق

انما هذا القبر آخر بيت

لك يا مالك القصور الطباق

ان اناتي في المشيب سهام

لم يكن عن قصد لها اطلاقي

فهي اثناء سيرها قد تلاقي

غرضا نازحاً وقد لا تلاقي

حسرة لي على الليالي المواضي

وتخش من الليالي البواقي

لا يذم الحياة الا فريق

ما لهم من لذاتها من خلاق

قد رضعنا منها الافاويق ايا

ماً فكانت لذيذة في المذاق

واخذنا من الرفاهة حظاً

وشربنا المنى بكأس دهاق

الشباب الشباب فهو يساوي

كل ما في الحياة من اذواق

لا اظن الارواح تقبل اسراً

بعد حرية لها وانطلاق

غير ان الدنيا وان قل منها

الوصل دنيا كثيرة العشاق

شرح ومعاني كلمات قصيدة فقدت مصر فهي سكرى المآقي

قصيدة فقدت مصر فهي سكرى المآقي لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها سبعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي