فلسطين من غربة موثقة
أبيات قصيدة فلسطين من غربة موثقة لـ نسيب عريضة
فِلَسطِينُ من غُربةٍ مُوثَقَة
نُراعيكِ في الكُربةِ المُطبِقة
فَتَعلُو وتهبُطُ منّا الصُدورُ
ونَهفُو وأبصارُنا مُطرِقَة
ومن خلفِ هذا الخِضَمِّ البعيدِ
نُحيِّيكِ بالدَمعةِ المُحرِقة
جِهادُكِ أَورى زِنادَ النُفوسِ
فطارَت شَرارَتُها مُبرِقة
جِهادٌ ملأتِ بهِ الخافِقَينِ
فضاقَت بهِ القُوَّةُ المُرهِقة
وسَطَّرتِ آياته في الخُلودِ
بأرواحِ أبنائكِ المُزهَقة
فلسطينُ كم آرِقٍ بيننا
وبعضُ البَليَّةِ ما أَرَّفَه
إلى ساحةِ المجدِ فيكِ يَتوقُ
ولكنَّ حبلَ النَوى أوثَقَه
فيُمسي على ثَورةٍ في الحَشا
ويُصبِحُ والعَينُ مُغرَورِقة
وتبكِي المُروءةُ مجروحةً
وتاسى الأمانيُّ مُخلَولِقة
لدَمعِ اليتيمِ وأُمِّ اليتيمِ
وكَظمِ الصُدورِ على المِخنَقة
حَذارِ من الدَمعِ يا أوصياءُ
ففي لُجِّهِ عَطَشنُ المُحرَقة
ولو صادفَ الدَمعَ أسطولُكم
لَخِفنا من الدَمعِ أن يُغرِقَه
بَني ربَّةِ البحرِ جُرتم علينا
وكان لنا البَحرُ في مِنطَقة
أَحرَّرتُمونا لِتَستَعبِدوا
أيسترهِنُ العبدَ من أعتَقه
خَفَرتم عهودَ الوَلاءِ الجَميلِ
لوَعدٍ لِبِلفُورَ قد لَفَّقه
فلِله من حُبِّكم من رِياء
ومن وعدِ بِلفورَ من مَخرَقة
ذَبَحتم فِلَسطينَ يا وَيحَنا
أَبَحتم حماها لمُسترزِقة
أكانت مَواعيدُهم حِكمةً
وكانت مواعيدُنا زَندَقة
ألا فاجمعوا من ثَراها حطام
النصال الملطخة المخلقة
وقولوا بها قد غلبنا الضعيف
ودُسنا حقِيقتَه المُقلِقَة
بَني ربَّة البحرِ لا تشمَخُوا
سَلوا الدَهرَ يُنبِئكُمُ عن ثِقَة
إذا نَظَرَ الكونُ شَزراً إِلينا
فأعيُنُنا تُحسِنُ الحَملَقة
وإِن يَرغَبِ العَسفُ في ذلِّنا
فَويلَ المُذِلِّ وما أحمَقَه
فِلَسطينُ أحيَيتِ أيامَنا
ومَجداً لنا كان ما أَبسَقَه
وسِرتِ الى مَذبَحِ التَضحِياتِ
لِتَشري الفِداءَ من المُوبِقة
وبالدَّمِ وهوَ نَجِيعُ الحياةِ
سَقَيتِ الثَرى جَرعةً مُدهَقَة
فيا لَدِمائِك مُهراقةً
فِداءً لأمجادنا المُهرَقَة
فِلَسطينُ سَيراً إلى المشنقة
فِلَسطينُ صَعداً على المُحرَقة
ومُوتِي فِلَسطين فالموتُ فَخرٌ
فِداءً لحُرِّيَّةٍ مُطلَقة
شرح ومعاني كلمات قصيدة فلسطين من غربة موثقة
قصيدة فلسطين من غربة موثقة لـ نسيب عريضة وعدد أبياتها ثلاثون.
عن نسيب عريضة
نسيب بن أسعد عريضة. شاعر أديب، من مؤسسي (الرابطة القلمية) في المهجر الأميركي. ولد في حمص، وتعلم بها، ثم بالمدرسة الروسية بالناصرة، وهاجر إلى نيويورك (سنة 1905) فأنشأ مجلة (الفنون) سنة 1913 وأغلقها ثم أعادها، وأضاع في سبيلها ما يملك. وعمل في التجارة، ثم تولى تحرير (مرآة الغرب) الجريدة اليومية، فجريدة (الهدى) وتوفى في مدينة بروكلن. له: (الأرواح الحائرة - ط) ديوان شعره، و (أسرار البلاط الروسي - ط) قصة مترجمة، و (ديك الجن الحمصي - ط) قصة نشرها في (مجموعة الرابطة القلمية) .[١]
تعريف نسيب عريضة في ويكيبيديا
نسيب عريضة (1887 - 1946 م) شاعر وقاص سوري ولد في حمص، درس في دار المعلمين الروسية في الناصرة وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1905م، حيث عمل محرراً في بعض الصحف العربية. أسس مطبعة وأصدر مجلة «الفنون» عام 1912م. كان أحد مؤسسي الرابطة القلمية في نيويورك عام 1920 م، وقد ضمت هذه الرابطة كثيراً من أدباء المهجر في أميركا الشمالية. نشر عدة مقالات، وترجم عدة كتب عن الروسية. يتميز شعره بالرقة والحنين للوطن، وقد جَمعهُ في ديوان «الأرواح الحائرة»، الذي توفي قبل أربعة أيام من صدوره. له قصّتان: «الصمصامة» و«ديك الجن الحمصي». يقول نسيب بن أسعد عريضة في قصيدته «أم الحجارة السود» واصفاً مدينته حمص: حمص العديّة، كلنا يهواك ِ يا كعبة الأبطال، إنّ ثراكِ غمدٌ لسيف الله، في مثواكِ وهي القصيدة الشهيرة التي يقول فيها: يا دهر قد طال البعاد عن الوطنْ هل عودة تُرجى وقد فات الظعنْ خذني إلى حمصٍ[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ نسيب عريضة - ويكيبيديا