فما استنشقت ريح الصباح خياشم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فما استنشقت ريح الصباح خياشم لـ عمارة اليمني

اقتباس من قصيدة فما استنشقت ريح الصباح خياشم لـ عمارة اليمني

فما استنشقت ريح الصباح خياشمٌ

من القوم إلا والقنا في الخياشم

رميتهم بالصافنات وفوقها

ضراغم لا يفرسن غير الضراغم

إذا اعتقلوا سمر الوشيج حسبتهم

أراقم ينهش العدى بأراقم

تظنهم في الروع خرساً وبينهم

كلام بأطراف الرماح الهواجم

توهم بهرامٌ ويوسف ضلة

من الرأي لم تخطر على وهو واهم

هما جمعا ضغثا كثيراً ومنيا

نفوسهما منهم بأضغاث حالم

وكانا يظنان الظنون جهالةً

بمن ألفاه من لفيف الأعاجم

فملا التقى الجمعان باحلي أصبحا

يعضان فيها حسرةً بالأباهم

وصبحهم بدر بن رزيك معلما

يجيش كموج الأخضر المتلاطم

كأن اشتعال الزرق في ليل نقعه

كواكب في قطع من الليل فاحم

كأن وميض البرق في جنباته

بروقٌ سرت في عارض متراكم

وأرسلتها مثل النسور كواسراً

تسوق حماماً نحو سرب الحمائم

صدمتهم منها بجرد صلادمٍ

فصدعتهم صدع الجياد الصلادم

طلعت وفيهم بجدةٌ وحمية

وهم بين مهزوم هناك وهازم

وقد منع الأبطال أن لا تزورهم

نبالٌ كمنهل من الوبل ساجم

وفي خيلهم كرٌّ وفرٌّ وعندهم

طعانٌ وضربٌ بالقنا واللهاذم

فغادرتهم بالحي صرعى كأنهم

بقية زرع من حصيد وقائم

نثرت بحد السيف ما نظم القنا

هنالك من عقد الطلى والمعاصم

وأدركتهم والأرض واسعة الفضا

وصيرتهم في مثل حلقة خاتم

فأضحوا وهو من بعد غبطة حاسد

لنعمتهم يرجون رحمة راحم

ورحت سليم العرض من كل وصمةٍ

ولكن حد السيف ليس بسالم

ولما رأيت الناس في خيفة الردى

وأوجههم ما بين شاهٍ وساهم

رميت سواد الجيش بالجيش فانجلت

عجاجته من أذرع وجماجم

حملت عليهم حملةً فارسيةً

فمزقت ثوب المارق المتلاحم

وأوقدت نار الحرب ثم اصطليتها

بعزم مشى في جمرها المتجاحم

وباشرتها جهراً بنفسٍ كريمةٍ

تصان وتفدي بالنفوس الكرائم

فسادٌ كفاه اللَه منك بمصلحٍ

وداءٌ شفاه اللَه منك بحاسم

وكم غمة لولا أبو النجم أصبحت

قذىً في عيون أو شجاً في حلاقم

ومعضلةٍ جلى دجاها ولم يزل

مليّاً بكشف المعضل المتفاقم

وخطب عظيم قام في دفع صدره

وما زال مدحوراً لدفع العظائم

ينادي لأمر لا ينادي وليده

إذا حزم الإشفاق شمل الحيازم

تلقى تميماً حين أقبل طالباً

مني قطعت منه مناط التمائم

وقابله الملك الهمام بعزمةٍ

غدا قاصراً عن مجدها كل قائم

وما افترق الجيشان إلا ورأسه

يميل على غصن من الخط ناعم

وأعوانه عونٌ على ما يسوءه

وجثمانه طعم النسور الحوائم

وما كان ذاك الجمع إلا غنيمةً

لبدرٍ وإلا عدةً للهزائم

همامٌ يروع الأسد في كل مازق

ويصحبه التأييد في كل مأزم

فتىً عجمت أيدي الليالي قناته

فألفته أيديهن صلب المعاجم

أخو الحزم والإقدام ما زال عنده

شجاعة هجامٍ وتدبير حازم

تراه غداة الحرب أول طاعنٍ

رعيلاً ويوم السلم إخر طاعم

أفاد جسيمات الأيادي تبرعاً

وخلد ذكر المأثرات الجسائم

أحاديث من حلم وبأس ونائل

تجدد ذكر السودد المتقادم

نسيناً بها أخبار قيس بن عاصم

وعمرو بن معدي وكعبٍ وحاتم

شرح ومعاني كلمات قصيدة فما استنشقت ريح الصباح خياشم

قصيدة فما استنشقت ريح الصباح خياشم لـ عمارة اليمني وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن عمارة اليمني

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط) ، و (أخبار الوزراء المصريين- ط) ، و (المفيد في أخبار زبيد) ، و (ديوان شعر- خ) كبير.[١]

تعريف عمارة اليمني في ويكيبيديا

نجم الدين أبو محمد عمارة بن أبي الحسن بن علي بن زيدان بن أحمد الحكمي المذحجي (515 هـ/ 1121 م - 2 رمضان 569 هـ/6 أبريل 1174 م) هو كاتب ومؤرخ وشاعر يمني من تهامة عاش في القرن السادس الهجري، واشتهر بارتباطه بالحكام الفاطميين في مصر. أوفده أمير مكة قاسم بن هاشم رسولاً إلى الفاطميين بالقاهرة، وفي بعثته الثانية قرر البقاء في القاهرة، وبها توفي. مآثاره «أرض اليمن وتاريخها» (وقد ترجمها هنري كسلز كاي إلى الإنكليزية) و«النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية»، نشرهما المستشرق هرتويغ درنبرغ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عمارة اليمني - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي