فوق هذي الربا أقمت وحيدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فوق هذي الربا أقمت وحيدا لـ صالح الشرنوبي

اقتباس من قصيدة فوق هذي الربا أقمت وحيدا لـ صالح الشرنوبي

فوق هذي الربا أقمت وحيدا

ومعى معزفي صموتا جهيدا

أتملّى الحياة بدءاً عجيباً

وأحِسُّ الختام بدءا جديدا

حلقات من الزمان تغايَر

نَ وإن كان صوغُهن فريدا

القرون التي مضت والتي

تأتي سواء إذا نسينا القيودا

وبنو الأرض مثل ذرّاتها الغَب

راء تأبى ألوانُها التجديدا

وحّدتهم آلامهم وأمانيّهم وإن

لم يحقّقوا التوحيدا

فأنا أنت حين تسمو وأسمو

فوجودي يتمُّ فيك الوجودا

أمُّ كلّ الأنام قَبضة طينٍ

فاعذر النور إن أبي أن يزيدا

وانظر الأرض كيف تجمعُنا الأر

ض مصيراً وأعظما وجلودا

فالتراب الذي يصير نُصارا

كالتراب الذي يصير حديدا

حانتي عالمُ الخواطر في نفسي

ودنيا الآمال والآلام

خمرتي ما يُراق من ذوب وجدا

ني وكاسي مواكب الأيام

قَذَفَتني الغيوب بالرغم منّي

في عُباب من الحوادث طام

هو بحر الحياة سطحٌ وأعما

قٌ وغرقى آمالهم من حطام

يترامَون تائهين حيارى

بين موت دان وعيش دام

والمقادير كالأعاصير تهوى

بالمناكيد من ضحايا الأنام

فاعف عني إذا جهلت فإني

لست أدرى ما غايتي أو مرامى

عشقت نفسها الحقيقة فازدا

دت خفاءً وأوغلت في الظلام

حين رُحنا نحن الظلال نراها

بضرير العقول والأفهام

خَنَق الطين والظلام حِجانا

فعمينا وما هدانا هوانا

نحن نرجو من الحقيقة أن تكشف

محجوبها وتبدو عيانا

حين نرجو من الذي قد بَرانا

أن نراه في قدسه إذ يرانا

ويحَنا كالفراش حُمقاً وما أوه

ى حماقاتنا وأشقى خطانا

الفناءُ العديم يطمع فيما

يتحدّى إعجازه الإمكانا

إنما يطلب الأنام مراماً

سوف يبقى عن الأنام مصانا

قتل السابقين في الدهر يأساً

وطواهم من جهله ما طوانا

ليس شيئا أن تشتهى كلّ شيءٍ

ضاع من يطلب المُحال وهانا

فدع السرّ خافياً مثلما كا

ن ولا تسأل الورى كيف كانا

وإذا شئت أن تعيش سعيدا

فاصحب الدهر جاهلا غفلانا

إن أشقى الأحياءِ والأمواتِ

آدميٌّ يعيش بالفلسفات

يتمنّى الخلود بعد المَمات

وهو حيّ معذّب في الحياة

تنظر الكائنات فيه أخاها

وهو في ذاته أبو الكائنات

ساخراً يطقعُ الحياة ويلقى

مضحِكات الأيام كالمُبكيات

سادِراً والطريقُ شتّى المناحى

وهو في شاغلٍ عن الغايات

يتّقى حين يطمئن وقد ين

تجعُ الغيثَ في سراب الفلاة

يحسَبُ الناس وهو منهم شياها

جهلوا أنّه إله الرعاة

قل له إن قدرت ما أنت في الكو

ن سوى ذرّة من الذرّات

غاية الغَيبِ أن تكون كما أن

تَ سجيناً ما بين ماضٍ وآتِ

ذلك الغيبُ أيّ شيءٍ تراه

ظُلِّل العالمون فيه وتاهوا

أنا لا علمَ لي إذا كان علمي

هو جهلي بكائن لا أراه

كائن كلُّ كائن منه يأتي

وإليه إذا انتهى منتهاه

وصفوه بما أفاءَ عليهم

وهمو يجهلون ما فحواه

وعلى قدر ما يطيقون خافو

ه وراحوا يستمطرون رضاه

ويقول الذي تمرّد منهم

فتساوى ضلاله وهداهُ

ليس إلا أسطورةً ذلك الغي

ب ومالي ولا لغري إله

وهو فوق المحدود إذ هو فوق ال

عقل فالعقل شارد في مداه

وهو البحر والشواطىء والأسما

ك والدرُّ والحصى والمياه

وأنا في محيطه موجةٌ تف

نى فلا يحتفى بها شاطئاه

من ترابٍ أنا وغيري ترابٌ

فخداعٌ ما أشتهى وكذابُ

وهباءٌ ما نلتهُ ولو أنّي

ملك يمناي ما يظلّ السحاب

إن بؤساً أنى ولدت وبُؤسٌ

أن أبَقّى وأن أموت عذاب

لو أراد الذي له الأمر أن نَس

عد ما خان والدَينا الصواب

عصيا أمره وكان يسيراً

أن يطيعا لو لم يجفّ الكتاب

قدَرٌ تنفذُ المشيئة فيه

وقضاءُ كربَّه غلّابُ

لست أنت الذي براك ولا أنت

المريد المقَدِّرُ الوهّاب

فدَع الموجة العتيَّة تُجري

كَ كما شاءَ بحرُها الصخاب

لا تقُل لَيتني وقد نفذ الس

م فما ينفعُ العطاش السراب

وارض بالجدِّ فالسعادةُ وهمٌ

أزليٌّ ودعوة لا تُجاب

كم تمنّيتُ للمُنى أن تكونا

وتمثّلتُها لجَدبى عيونا

لم تكن هذه المنى لي لو كا

نت فإني وهبتُها البائسينا

بين جنيَّ خافِقٌ بعثَرُ العم

رَ دموعا على الورى وأنينا

أنا للناس قد خلِقت فما أر

جو لنفسي إلا الذي يفضلونا

ولقد أسكبُ الدموع لبلوا

هم وهم في مناحتي ضاحكونا

ربّما فوّقوا السهام لقتلى

فرَأَوني أُبارِكُ القاتلينا

غير أني أحبّهم وأُرَجّى

لهم الخير والهدى واليقينا

وأراهم كأنّهم في وجودي

خطراتٌ تأبى عليّ السكونا

فلهم ما أقول من ملهم الشعر

طروباً أو ثائراً أو حزينا

فليُغنّوا به فما هو إلا

بعض ما يشعرون أو يُلهمونا

شرح ومعاني كلمات قصيدة فوق هذي الربا أقمت وحيدا

قصيدة فوق هذي الربا أقمت وحيدا لـ صالح الشرنوبي وعدد أبياتها ثمانية و ستون.

عن صالح الشرنوبي

صالح بن علي الشرنوبي المصري. شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها. دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم. ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام. ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً. له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط) .[١]

تعريف صالح الشرنوبي في ويكيبيديا

صالح علي شرنوبي (1924م - 1951م / 1370 هـ)، ولد في 26 مايو 1924 بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ. حفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات. درس بمعهد دسوق الديني وحصل على الابتدائية من معهد القاهرة عام 1939م. حصل على الثانوية الأزهرية من المعهد الأحمدي بطنطا عام 1947م. فشل في الالتحاق بدار العلوم بعد أن اجتاز الامتحان التحريري. التحق بكلية أصول الدين ثم هجرها بعد سبعة أشهر من الدراسة. بعد عام من تركه كلية أصول الدين عاد إلى بلطيم ليعمل مدرسا بالمدرسة الابتدائية. ترك بلطيم إلى القاهرة. كتب قصائد الشك والحزن والحرمان والموت وهو مقيم بحجرة الدجاج على سطح أحد المنازل، أو وهو ملتجئ ـ بعد أن طردته صاحبة البيت لعجزه عن دفع الإيجار - إلى مغارة بجبل المقطم، أو وهو مقيم في بدروم تحت الأرض يخيل إلى داخله أنه يستنشق هواء قد سبق تنفسه حسب تعبير الدكتور عبد الحي دياب. عمل مدرسا بمدرسة أجنبية للبنات هي مدرسة «سان جورج» لكنه فصل منها لكثرة تخلفه وعدم التزامه بمواعيد الحضور والانصراف. مرة ثانية حاول الالتحاق بكلية دار العلوم ليلقى نفس النتيجة التي لقيها عام 1947 م. التحق بكلية الشريعة، ولكنه سرعان ما هجرها لنفس الأسباب التي هجر بها كلية أصول الدين. تعرف على الممثلين والممثلات وكتب أغنيات بعض الأفلام، كما أنه عرف وذاق كل خصائص عالم الفن إلى درجة التخمة. علم كامل الشناوي بمأساة الشاعر صالح الشرنوبي فعينه مصححا في جريدة (الأهرام) لتظل الماساة قائمة نتيجة لنمط الحياة التي قد استغرقت هذا الشاعر. في إجازة عيد الأضحى عاد الشاعر إلى بلطيم لتكون النهاية الحزينة، ولتشيع بلطيم شاعرها إلى مثواه الاخير يوم 17 سبتمبر 1951 م الموافق 15 من ذي الحجة 1370 هجرية. خلف صالح الشرنوبي عدة دواوين وبعض الأزجال والقصص القصيرة والمسرحيات، وقصائد النثر والشعر الحر جمعت كلها في مطبوع ضخم (675 صفحة) في سلسلة «من تراثنا» مع مقدمة للدكتور عبد الحي دياب[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. صالح الشرنوبي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي