في الحب المقارن ...

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة في الحب المقارن ... لـ نزار قباني

1
ما بين وجهكِ والقصيدة
حين أكتب نصها..
شبه كبير

2
ما بين خصرك.. والكمان..
علاقة وترية..
شعرية.. لغوية.. مائية..
تبكي.. كما يبكي من الشوق الحرير...

3
ما بين شعرك.. حين يصهل..
والخيول, إذا رمت بسروجها
شبه مثيرُ..

4
ما بين صوتكِ.. والبلابل..
صحبةٌ أزليةٌ.
فإلى السماء..
مع الطيور.. يطيرُ..

5
بيني.. وبين المشمش الحموي
في شفتيكِ, سيدتي.
علاقاتٌ مميزة.
وأشواقٌ مميزة.
وقبلات مميزة.
وحالات مثقفةٌ.
وحالات مراهقة.. وعاصفة..
وحالات من الإبداع, تكتبها العطور..
وأسفار إلى جزر من الياقوت..
تذكرها المراكب والبحور...

6
ما بين حرفِ النون..
والنهد الذي صورته
تفاحةٌ ذهبيةٌ..
شبه حطير..
فإذا أنا شاهدته
متأنقاً..
متبسماً..
ومجاملاً..
ومميزاً بحواره..
وسألتهُ: من أنتَ؟
قالَ: أنا السفيرُ ..

7
للنهد..
تاريخٌ حضاريٌ معي..
فهو المكرم..
والمبجل..
والأميرُ !!.

8
إني أحبكِ..
مثلما شاء الهوى..
ما همني الشعرُ الطويل..
ولا القصير..

9
إني أحبكِ..
كي أؤكد صورتي..
وحضارتي..
فأنا أفرق دائماً..
بين الثقافة .. والسرير!!..

10
ما بين أوراقي .. وبين يديكِ..
تاريخٌ حضاريٌ طويلُ..
فإذا تركتُ أصابعي
في راحتك دقيقةً
نبتُ النخيلُ !!..

11
وإذا جلستُ على سريرك لحظةً
طلعت زهور الصيف من جسدي ..
وفي عينيَّ..
أورقت الحقولُ !!..

12
وإذا سمعتك تقرأين قصائدي
في الليلِ.. زارتني عصافيرٌ..
وغطاني الهديلُ!!..

13
مازلت أبحثُ عن كلامٍ آخرٍ..
لم تسمعيهِ..
ووردةٍ حمراءَ..
توجز كلَّ تاريخِ العبيرِ..

14
مازلتُ أبحثُ في لغات الأورشِ..
عن لغةٍ..
تكونُ بمستوى حبي الكبير..

15
ما زلت أبحث عنكِ..
في نفسي..
وفي أعماثِ ذاكرتي..
وفي الورق المكدس فوق طاولتي..
وفي الحطب الذي يبكي بموقدي..
يا من أحممها بماء العينِ..
أو ماء الضميرْ..

16
يا من أنا شكّلتها
بأصابعي.. وزوابعي.. ومدامعي..
لن تخرجي من سلطتي أبداً..
ولن تتحرري منّي.. ومن هذا السعيرْ..
أنشدتُ في عينيكِ ألف قصيدةٍ..
لكنني لم أمتبِ البيت الأخيرْ !!

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي