في الروض تحكي الأقاحي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة في الروض تحكي الأقاحي لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة في الروض تحكي الأقاحي لـ جميل صدقي الزهاوي

في الروض تحكي الأقاحي

ثغور غيد ملاحِ

أذكى الشقيق شموعاً

فوق الربى والبطاح

لوى البنفسج جيداً

كأَنَّه غير صاحي

وَالورد شبه عروس

جلته أيدي الرياح

رأى الهزار قريباً

وكانَ جم الصياح

فحل من فرح بال

عناق زر الوشاح

ما أَجمل الروض ترنو

أَزهاره في الصباح

كل الَّذي هو في الزه

ر ظاهر من رواء

آت من الشمس فيما

تفيضه من ضياء

يا شمس أنت ستبقي

نَ بعدما أنا أردى

وَيجعل القبر يوماً

بيني وبينك سدا

الشمس في كل وقت

جديرة بالتَباهي

فإنها أم دنيا

نا وابنة اللاتناهي

وشى الرَبيع البقيعا

إني أحب الرَبيعا

أرى العنادل فيه

مغردات جميعا

وجدتُ للشدو في فص

لِهِ مجالاً وسيعا

أُلفي البنفسج تحت ال

نسرين ملقىً صريعا

والأقحوانة سكرى

والياسمين خليعا

إني إذا ما دَعاني ال

هزار كنت سميعا

لبيك ها أَنا ذا مُن

شدٌ قريضاً بديعا

هاج الهزار شجوني

إن الهزار يهيج

حتى نشجت بشعري

والشعر منه نشيج

لَقَد سمعت هزاراً

في الروض يدعو هزارا

تجاوبا فوق غصني

نِ ساعةً ثم طارا

يا شعر إنك يا شع

رُ صورة من شعوري

وأنت للناس بالحق

قِ ترجمان ضميري

يا شعر باللَّه غنِّ

كبلبل فوق غصن

أظن فيك اقتداراً

جماً فكن عند ظني

إن لم تقم بحقوق

عني فَما أنت مني

يا شعر إنك قيثا

رتي ولحنك لحني

اشرح سروري كما كن

تَ قبل تشرح حزني

إني لكل رجائي

عليك يا شعر أبني

أحسنتَ يا شعر أحسن

تَ شادياً إيهِ زدني

يا عندليب ترنَّم

في الروض يا عندليب

إذا أطلت سكوتاً

فالروض ليس يطيب

شدو العنادل شعر

تجيده بالتَغنِّي

أَرويه للناس عنها

أنا وترويه عنِّي

أقول للناس شعراً

وَلَيسَ بالشعر كسبي

إن فاتَني رغد العي

ش اليوم فالشعر حسبي

ما إن يعبر شعري

عما يجيش بصدري

ما كل ما في فؤادي

على لسانيَ يجري

وإنَّ عذري عجزي

فليقبل القوم عذري

ما كنت آمل أَنَّ ال

أيام تجبر كسري

وأنها بلقاء ال

أصحاب تشرح صدري

بين الألى كرَّموني

وقفت أبسط شكري

فليحيَ ناسٌ كرامٌ

بهم قد ازداد قدري

لأشكرنَّ سماءً

قد أمطرتني رذاذا

ما كنت آمل منها

قبل المواسم هَذا

بكيت من فرح يو

م زال عني الشقاء

وقد يَكون لعمري

مَع السرور بكاء

يا برق إنك يا بر

ق عارف بنزوعي

فلا بتسامك هَذا

علاقة بدموعي

وقفت بين أناس

مثل الجبال الرواسي

إن قستهم بجبال

فَما يَمينُ قياسي

لهم من المجد صرح

بنوه فوق أساس

جاؤوا جماهير يطلو

ن بالنضار نحاسي

فأَلبسونيَ عزاً

والعز خير لباس

بهم رجوت حياة

للعلم بعد اندراس

وإنّ خير رجاء

ما جاء من بعد ياس

يا علم أنت سراج

يضيء ليل الحياة

وأنت يا علم أَنت ال

دليل في الظلمات

أرى النجوم فأُطري

ضياءَها وأجلُّ

كأَنَّما هي حور

من السماء تُطلُّ

يا ايُّها القمر المُس

تَنير إنك سعدي

كَم كنت تطلع قبلي

وَكَم ستطلع بعدي

يا حبذا الصحب صحباً

طابوا نجاراً وقلبا

فَلا أَرى بينهم إل

لا مسعفاً أَو محبا

قد أدرك الشعر في ظل

لهم مراداً وإربا

لَولا العنايات منهم

به قضى الشعر نحبا

دعوته ليؤدي

شكر الجميل فَلبى

يا أَيُّها الشعر إني

أَرى مجالك رحبا

أركِضْ جوادَك في حم

دِ مكرميك وخِبَّا

إنَّ الزَمان صفا سر

ر جاء بالطيبات

وَهذه حسنات

يذهبن بالسيئات

هناك ناس أمدُّوا

أولئك المصلحونا

وآخرون اِستَعدُّوا

أولئك المفلحونا

ما سر بالنفع قوماً

في الغرب إلا الوفاق

وما أَضر بقوم

في الشرق إلا الشقاق

قد علمتنا السماء

أن العداء شقاء

الناس في الدين شتَّى

وَفي الحقوق سواء

الدين فيه وفاق

وَلَيسَ فيه عداء

إن العداء لشر

تذمه العقلاء

وَما لشعب تمادى

فيه الخلاف بقاء

فليحى بين النصارى

وَالمسلمين الإخاء

كلاهما عرب عن

دما يَكون انتماء

إن العراق لبيت

لأهله أي بيت

الشعب يشرب ماء

وَيستضيء بزيت

يسر بالبذل سعياً

إلى الوفاق الجميعُ

وَلا يَكون إذا ما

شحَّ السحاب رَبيعُ

يا مُلك لا تخش يوماً

من هلكة وانقراض

فانما أَنتَ في ذم

مة السيوف المواضي

قد حف ليلي الغمامُ

واشتد فيه الظلامُ

فبت سهران فيه

والناس حولي نيامُ

إن الرقاد على من

يَشكو سقاماً حرامُ

وكنت أَرعى نجوماً

كأَنهنَّ سهامُ

وهن قبل ثغور

يَبدو عليها ابتسامُ

الحمدُ لِلَّه رَبي

إذ زالَ عني السقامُ

وَسر أَبناء قَومي

طراً وقومي كرامُ

بَغداد مهبط روحي

في أَرضها هُزَّ مهدي

رأَيت أيام نحس

بها وأَيّام سعدِ

أوطاننا هي عز

ومصدر للحياة

إن المجرَّة رمز

لدجلة والفرات

إن طبتَ طبتُ وإن هن

تَ يا عراق أهون

إِنّي على كل حال

كما تكون أَكون

شرح ومعاني كلمات قصيدة في الروض تحكي الأقاحي

قصيدة في الروض تحكي الأقاحي لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها مائة و أربعة.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي