في ذات يوم كان في الصحراء

أبيات قصيدة في ذات يوم كان في الصحراء لـ صالح البدري

رجل يسير بهمة قعساء

قد عاد من سفر يقود حماره

والكلب يتبعه بكل وفاء

اذ مر في غاب بديع راقه

ما فيه من شجر ومن أفياء

ولقد أحس هناك في أتعابه

من بعد سيرٍ متعب وعناء

فأراد أن يرتاح فاستلقي على

عشب بظل شجيرة خضراء

وهناك نام براحة متفيئاً

في ظلها متنعماً بهناء

وغدا الحمار يسير تحت غصونها

يلهو ويرتع في هنا وصفاء

والكلب يمشي خلفه مترجياً

منه يجود له ببعض غذاء

من سلة فيها طعام فاخر

قد كان يحملها بلا أعياء

صد الحمار وراح منه هازئاً

وغدا يقول له بغير حياء

سيقوم صاحبك الذي هو نائم

متلذذ في عالم الاغفاء

ولسوف يعطيك الذي ترجوه من

أكل شهي رائق أو ماء

فاذا بذئب قد أطل عليهما

من ربوة في سحنة نكراء

فزع الحمار وقد غدا مستنجداً

بالكلب في ذل بلا استحياء

عجل وانقذني من الذئب الذي

يبغي افتراسي وامتصاص دمائي

فأجابه الكلب الوديع بقوله

لا تبتئس واصبر على البلواء

سيقوم صاحبك النؤوم وانه

ينجيك من هذا بغير مراء

واذا أبو سرحان يقفز فوقه

فقضى عليه بموتة شنعاء

فاسمع هديت الى الرشاد وطرقه

مثلا غدا يروى عن الحكماء

ان التعاون والتآزر قوة

فيها ترد غوائل الاعداء

قصيدة في ذات يوم كان في الصحراء لـ صالح البدري وعدد أبياتها عشرون.