في ذي الجفون مصارع الأكباد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة في ذي الجفون مصارع الأكباد لـ أحمد شوقي

اقتباس من قصيدة في ذي الجفون مصارع الأكباد لـ أحمد شوقي

في ذي الجفون مصارع الأكباد

الله في جنب بغير عماد

كانت له كبد فحاق بها الهوى

فهوت وقد كانت من الأطواد

وإذا النفوس تطوّحت في لذة

كانت جنايتها على الأجساد

نَشوَى وما يُسقَين إلا راحتي

وَسنَى وما يُطعمن غير رقادي

ضَعفَي وكم أبلين من ذى قوّة

مرضى وكم أفنَين من عُوّاد

يا قاتل الله العيون فإنها

في حَرِّ ما نصلى الضعيفُ البادى

قاتلن في أجفانهن قلوبنا

فصرعنها وسلمن بالأغماد

وصبغن من دمها الخدود تنصلا

ولقين أرباب الهوى بسواد

والهدب أرأف بالقلوب وإنما

يَتِد السلامُ بأوهن الأوتاد

يا ساقِيَّ تخيرا صرف الأسى

أو فامزجا كأسيكما بسهاد

فلعل بعض الهم يخلف بعضه

فأرى بذلك راحة لفؤادي

مالي تعالجني المدام كأنما

عقلي بواد والمدام بوادي

هذا الزجاج ولى فؤاد مثله

ريان من هذى السلافة صادى

صدعت حواشيه الهموم بنابها

واللب من صدع على ميعاد

ما كنت أوثر أن تطول سلامتي

فأرى المعالي حلية الأوغاد

وأرى الأعادي في البلاد مواليا

وأرى الموالي في البلاد أعادي

وأيادىَ المتقدمين مساوئا

ومساوئ المتأخرين أيادي

وأرى بني وطني تُفرِّق بينهم

أيدى العداة وألسن الحساد

وأشد من وقع المصاب على الفتى

ذكر المصاب على لسان عادى

عباس إنك للبلاد وإنه

لم يبق غيرك من يقول بلادي

لولاك لم نُعِر المواسم نظرة

كلا ولم نقبل على الأعياد

ولما توردنا لسائمة دما

نفدى نفوسا ما لها من فادي

شطت بنا فلك الأمور فكن لنا

في بحر حيرتنا المنار الهادى

وكن السعود الطاردات نحوسنا

الغاديات بنفحة الإمداد

يأتي الشقاء على البلاد وينقضى

وشقاء مصر مؤبد الآباد

وأرى مصيبة كل قوم غيرهم

وأرى مصيبتنا من الأفراد

من كل أرعن كاذب لا يُرتَجى

لعداوة يوما ولا لوداد

يا ابن الأولى لا ينتهى إلا لهم

إحياء مصر وغرس هذا الوادي

ثبتوا على عهد البلاد بموقف

ناب الثبات به عن الأجناد

والعصر يرعد والملوك حنيقة

والفلك رابحة الشراع غوادي

فأبوا فكان العزم أكرم ناصر

لهمُ وكان الحزم خير عَتَاد

والحق يُنصر حين ليس بنافع

بأس الجيوش ودُربة القوّاد

فاسأل فكم من صيحة لك في الورى

نقلت إلى الدنيا صدى الآساد

مولاى وآبق الدهر أسلم سالم

وتَلقَّ أعيادا بغير عِداد

تؤتى رعيتك الوفية سؤلها

وتبلغ الأوطان كل مراد

وتفوز بالنصر المبين على العدا

والغاصبين الحق والأضداد

وتطهر السودان من آفاته

وتقيمه في الأمن والإسعاد

وتبيد ملك الذاهبين بعزه

الصائرين بسوقه لكساد

سلطت في تأديبهم رعدا على

رعد وجلادا على جلاد

فاندك بغيهم ببقى مثله

والله للباغين بالمرصاد

شرح ومعاني كلمات قصيدة في ذي الجفون مصارع الأكباد

قصيدة في ذي الجفون مصارع الأكباد لـ أحمد شوقي وعدد أبياتها أربعون.

عن أحمد شوقي

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.[١]

تعريف أحمد شوقي في ويكيبيديا

أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك (16 أكتوبر 1868 - 14 أكتوبر 1932)، كاتب وشاعر مصري يعد أعظم شعراء العربية في العصور الحديثة، يلقب بـ «أمير الشعراء».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد شوقي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي