في راحتيك الرزق والأجل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة في راحتيك الرزق والأجل لـ الطغرائي

اقتباس من قصيدة في راحتيك الرزق والأجل لـ الطغرائي

في راحتيكَ الرِزقُ والأجَلُ

وبعزمتيكَ الأمنُ والوَجَلُ

ولك الكتائب وهي مُشعَلَةٌ

والبيضُ في الهامات تشتعلُ

والرأيُ يمضي حيثُ لا أسَلٌ

يمضي لِطيَّتهِ ولا بَطَلُ

والمكرُماتُ يضِلُّ إنْ حُصِرتْ

في عدِّها التفصيلُ والجُمَلُ

ويدٌ تَهُدُّ المالَ راحَتُها

أبداً ويعمُرُ ظهرَها القُبَلُ

ومجالسٌ يُكْنَى الكلامُ بها

لِيناً وتُغْضِي دونَها المُقَلُ

بكَ دانتِ الدنيا لصاحبِها

وانقادَ منها السهلُ والجبلُ

مادتْ غُصونُ العيشِ مُثْقَلةً

حَمْلاً وغصنُ الدِين مُعتدلُ

وأعادتِ الأيامُ بهجَتَها

فالملك غَضُّ العود مقتبلُ

ولعَ العُداةُ بهم فذادَهُمُ

يَقظانُ في استعجاله مَهَلُ

كالسيلِ لولا أنه دُفَعٌ

والليلِ لولا أنهُ ظُلَلُ

وذَعرتَ ريبَ الدهرِ منتقِماً

من كيدِه فصِعابهُ ذُلُلُ

لو دبَّ رأيُك في كعوبِ قَناً

ما مسَّها طنبٌ ولا خَطَلُ

أو كان ضوؤُكَ للغزالةِ لمْ

يحجُبْ ضياءَ جبينها الطَفَلُ

في كلِّ مكرمةٍ وإن عظُمَتْ

بجميلِ فعلكَ يُضربُ المثلُ

سُسْتَ الأنام برأي مشتمِلٍ

بالحزمِ لا سأمٌ ولا مَلَلُ

ترعَى إِذا غفلوا وتسهرُ إنْ

ناموا وتَحلم كلَّما جَهِلُوا

أنت الذي لولا مَداهُ عفتْ

طرقُ الهُدى واستبهمَ السُّبُلُ

في كل شعبٍ من رويَّتِه

شُعَبٌ ومن آرائِه شُعَلُ

تمضي الأمورُ على إرادتِه

فتكادُ قبلَ الفِعل تنفعلُ

يرتدُّ عنه جَفنُ حاسدِهِ

وكأنهُ بالنارِ مكتحِلُ

وجهٌ كيومِ الصحوِ مبتسمٌ

ويدٌ كلَيلِ الدّجْنِ تنهملُ

متخرِّقٌ في العُرْف منبسطٌ

متأزِّرٌ بالمجدِ مشتمِلُ

لا الهولُ يملأُ ناظريهِ ولا

يجتابُ فُرضةَ سمعِه عَذَلُ

ما شئتَ من وعدٍ يساوِقُه

نُجْحٌ وقولٌ تِلوُهُ عملُ

مُسِحتْ على الأنواءِ راحَتُهُ

فانساقَ منها العارضُ الهَطِلُ

وتبرَّجَتْ للمجدِ همَّتُهُ

فانصاعَ منها الجبنُ والبُخُلُ

هو عِلّةُ المعروفِ لو صدقوا

أنّ الأمورَ لكونها عِلَلُ

إنْ ضَنَّ غيثٌ أو جنَى قمرٌ

فيمينُه وجبينُه البَدَلُ

تغدُو بنو الدنْيَا وليس لهمْ

من طولِ ما أغناهمُ أمَلُ

أغناهُ عن سعيٍ وعن طَلَبٍ

جَدٌّ حثيثٌ خطوُهُ عَجِلُ

وكفاهُ جهدَ الرأي يَشْغَلُهُ

عفوُ البديهةِ ما بها شُغُلُ

فالرأيُ مثلَ القول مبتدَهٌ

والقولُ مثلَ الطعنِ مرتَجَلُ

من دوحةِ العلياء حيثُ نَبَا

عن صفحتيها القادِحُ العَمِلُ

صمَّاءُ ما في عودِها خَوَرٌ

عيطاءُ ما في عِطْفِها مَيَلُ

زمَّ الممالكَ أوّليّتَه

حتى أقامَ قناتَها الدوَلُ

الساكتينَ وما بهم حَصَرٌ

والقائلينَ وما لهم خَطَلُ

فَعلوا وما قالوا وأينَ هُمُ

من معشرٍ قالوا وما فعلوا

إنْ أطرقُوا هِيبُوا وإنْ نطقُوا

قالوا الجميل وإن وَلُوا عَدَلوا

وإِذا الخطوبُ رسَتْ كلاكِلُهَا

وتشابهَ الأَعجازُ والقُلَلُ

وتبادرتْها البُزْلُ وانعكستْ

فيها على أصحابِها الحِيَلُ

سبقتْ بديهتُه رويَّتَهُ

كالبرقِ لا ريثٌ ولا كَسلُ

يهوى اللَّحاقَ بشأوِه نفَرٌ

عن شأوِهِ غَفلوا وما عَقِلُوا

ألِفُوا الهُوينَا فاستطارَ بهِ

متمهِّلٌ بالبرقِ منتعِلُ

لوْ أنَّ شُرْبَ الماءِ منقصةٌ

لم يُصْبِهِ نهلٌ ولا عَلَلُ

فإليكَ مجدَ الدينِ مُعلِمَةً

بالشكرِ أقطعُها وتتَّصِلُ

فالمدحُ مختارٌ ومنتخَبٌ

والشكرُ معتامٌ ومنتخَلُ

واسلمْ على الأيام تأمُرُها

أبداً بما تهوَى وتمتثلُ

أيامكَ الأعيادُ ناصعةٌ

غُرٌّ وبالُكَ ناعِمٌ جَذِلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة في راحتيك الرزق والأجل

قصيدة في راحتيك الرزق والأجل لـ الطغرائي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن الطغرائي

الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد أبو إسماعيل مؤيد الدين الأصبهاني الطغرائي. شاعر، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ، ولد بأصبهان، اتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولاه وزارته. ثم اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود فظفر محمود وقبض على رجال مسعود وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه، لما كان الطغرائي مشهوراً به من العلم والفضل، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالإلحاد والزندقة فتناقل الناس ذلك، فاتخذ السطان محمود حجة فقتله. ونسبة الطغرائي إلى كتابة الطغراء. وللمؤرخين ثناء عليه كثير. له (ديوان شعر - ط) ، وأشهر شعره (لامية العجم) ومطلعها. أصالة الرأي صانتني من الخطل. وله كتب منها (الإرشاد للأولاد - خ) ، مختصرة في الإكسير.[١]

تعريف الطغرائي في ويكيبيديا

العميد فخر الكتاب مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الدؤلي الكناني المعروف بالطغرائي (455 - 513 هـ/ 1061 - 1121م) شاعر، وأديب، ووزير، وكيميائي، من أشهر قصائدة لامية العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الطغرائي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي