في طريق يحفه الزهر النض

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة في طريق يحفه الزهر النض لـ صالح الشرنوبي

اقتباس من قصيدة في طريق يحفه الزهر النض لـ صالح الشرنوبي

في طريق يحفّه الزهرُ النض

ر وفي جوفه تفُحُّ الأفاعي

سرت كالطائر الرضيع يُباري

أمّهُ في تحدّر وارتفاع

سرت ظمآن جائع النفس والقلب

سجين الرؤى ضريرَ الشعاع

ملهماً أستبيح مالا يبيح النا

س في عالم قليل المتاع

وحوالي من بني الطيش أشبا

ه قطيع مشرّد في يفاع

دمهم ماؤهم وراعيهم الذئ

ب وأعراضهم سفوح الراعي

كلّهم ذابحٌ ذبيح فيما أش

به قلب المريع بالمرتاع

كفروا بالجمال والحبّ والحقّ

وجنّوا بالشرّ والأطماع

دمويّون يستخفّهم السو

ط إذا جرّدته كفّ الصراع

فإذا رنَّ مزهرٌ أو شدا شا

دِ أعاروهُ ميّتَ الأسماع

ألهذا القطيع أنفقُ أيّا

مي وتفنيني الليالي الحزينه

ألتلك الأصنام أسحق عمري

وأغنّي ألحانيَ المجنونه

من سقاني كأس الحياة ومن

صور نفسي من المعاني الحنونه

من رماني إلى التراب ومن قدّر

للشمس أن تعيش سجينه

من بني الشامخ الممرد في نفسي

وأعلى آفاقه وركونه

ثم أغرى به رياح المقادي

ر فسوّت سهوله وحزونه

ومشى فيه عنكبوت المنايا

مستبيحاً أيّامه وسنينه

همجيّ اليدين يهدمُ أحلا

مي ليبنى أحلامه الملعونه

ألمَحض الوجود والموت جئنا

أم لسرٍّ وحكمةٍ مكنونه

ليت من في السماء يرحم شكى

فيريني ضياءه أو يقينه

من أنا من أكون ما كنت ما بد

ءُ وجودي متى تكون النهايه

ما وراء الحياة ما غاية الده

ر وما كان قبل بدءِ الروايه

كان من أوجد الورى من تراب

وله في الوجود أعظم آيه

ثم ماذا صمت وعيٌّ وعجزٌ

وظلام وحيرةٌ وعمايه

وشكوك تعبّ أيّام عمري

وتريني ضلالتي كهدايه

ومقادير تستحثُّ خطانا

وهي تجري بنا إلى غير غايه

وتمرُّ الحياة بين سؤال

وجواب يزيد جهلي غوايه

ويفرّ السجين من قبضة القي

د فتنسى عند الختام البدايه

ثم يسلو على المدى أبواه

وهما كالفقيد بعض الحكايه

وكأنّ الذي مضى لم يجىء بع

د فيستأنف الجناةُ الجنايه

لم أكن قبل أن أرى الأرض شيئا

أم تراني قد كنت في الغيب شيّا

أنا إغفى وأستفيق وأمشي

وأحسّ الحياة ملء يديّا

أنا أعشى إذا رأيتُ سنا اللّ

ه يحيّى بلمحه مقلتيّا

وأغني الشيطان ما تلهم الشهوة

نفسي فيستجيب إليّا

أنا أشكو إذا ابتليتُ وأشدو

حين يصفو الوجود في ناظريا

أنا أصبو إلى الصباح وأشتا

ق إلى الليل هادئاً عبقريّا

أنا أحيا كالناس ما دمت فيهم

فإذا ما خلوت صرت نبيّا

صرت شيئا يحار في فهمه الكو

ن ولغزاً محجّباً أبديّا

أستثيرُ الظنون حتى أراني

ثورةً تملأُ الوجود دويّا

وأرى العالم الملطّخ بالأو

حال قبراً من الحياة خليّا

أنا أهفو إلى الحياة وروحي

تشرب الموت في كئوس الحياة

أنا أرنو إلى الغروب بعين

قبَست نورها من الظلمات

أنا أستقبل الربيع بقلب

هامد الحس قاهل الخفقات

أنا أستشهد السماء على ما

أمطرتني السماء من نكبات

أنا ماض إلى السراب فحيّوا

يا ضحايا الظما شهيد الفلاة

أنا ماضٍ فلا تخفّوا إلى قبر

ي ولا تزعجوا سكوان رفاتي

حطّموا مزهري وذرّوا بقايا

ه وصلّوا في مأتم الذكريات

واسحقوا هيكلي وألقوا إلى الري

ح حطامى وبعثروا أغنياتي

واذكروا إن ذكرتموني ضياعي

وشرودي وحيرتي وشتاتي

ودعوني أنم فقد آن للعا

لم أن يستريح من صرخاتي

شرح ومعاني كلمات قصيدة في طريق يحفه الزهر النض

قصيدة في طريق يحفه الزهر النض لـ صالح الشرنوبي وعدد أبياتها خمسون.

عن صالح الشرنوبي

صالح بن علي الشرنوبي المصري. شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها. دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم. ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام. ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً. له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط) .[١]

تعريف صالح الشرنوبي في ويكيبيديا

صالح علي شرنوبي (1924م - 1951م / 1370 هـ)، ولد في 26 مايو 1924 بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ. حفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات. درس بمعهد دسوق الديني وحصل على الابتدائية من معهد القاهرة عام 1939م. حصل على الثانوية الأزهرية من المعهد الأحمدي بطنطا عام 1947م. فشل في الالتحاق بدار العلوم بعد أن اجتاز الامتحان التحريري. التحق بكلية أصول الدين ثم هجرها بعد سبعة أشهر من الدراسة. بعد عام من تركه كلية أصول الدين عاد إلى بلطيم ليعمل مدرسا بالمدرسة الابتدائية. ترك بلطيم إلى القاهرة. كتب قصائد الشك والحزن والحرمان والموت وهو مقيم بحجرة الدجاج على سطح أحد المنازل، أو وهو ملتجئ ـ بعد أن طردته صاحبة البيت لعجزه عن دفع الإيجار - إلى مغارة بجبل المقطم، أو وهو مقيم في بدروم تحت الأرض يخيل إلى داخله أنه يستنشق هواء قد سبق تنفسه حسب تعبير الدكتور عبد الحي دياب. عمل مدرسا بمدرسة أجنبية للبنات هي مدرسة «سان جورج» لكنه فصل منها لكثرة تخلفه وعدم التزامه بمواعيد الحضور والانصراف. مرة ثانية حاول الالتحاق بكلية دار العلوم ليلقى نفس النتيجة التي لقيها عام 1947 م. التحق بكلية الشريعة، ولكنه سرعان ما هجرها لنفس الأسباب التي هجر بها كلية أصول الدين. تعرف على الممثلين والممثلات وكتب أغنيات بعض الأفلام، كما أنه عرف وذاق كل خصائص عالم الفن إلى درجة التخمة. علم كامل الشناوي بمأساة الشاعر صالح الشرنوبي فعينه مصححا في جريدة (الأهرام) لتظل الماساة قائمة نتيجة لنمط الحياة التي قد استغرقت هذا الشاعر. في إجازة عيد الأضحى عاد الشاعر إلى بلطيم لتكون النهاية الحزينة، ولتشيع بلطيم شاعرها إلى مثواه الاخير يوم 17 سبتمبر 1951 م الموافق 15 من ذي الحجة 1370 هجرية. خلف صالح الشرنوبي عدة دواوين وبعض الأزجال والقصص القصيرة والمسرحيات، وقصائد النثر والشعر الحر جمعت كلها في مطبوع ضخم (675 صفحة) في سلسلة «من تراثنا» مع مقدمة للدكتور عبد الحي دياب[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. صالح الشرنوبي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي