في نظام مرصع الأصفاد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة في نظام مرصع الأصفاد لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة في نظام مرصع الأصفاد لـ ميخائيل خير الله ويردي

في نِظامٍ مُرَصَّعِ الأَصفادِ

مائِجٍ بِالشَّقاءِ وَالإِجهادِ

لَم يَزَل نَسلُ آَدَمٍ في جَحيمٍ

يَتَلَظَّى وَبُؤسُهُم في ازدِيادِ

جَمَعَ المالَ بَعضُهُم فَاطمأَنُّوا

وَغَدا غَيرُهُم حَليفَ سُهادِ

يَرتَجي النُّعمى مِن نِظامٍ عَقيمٍ

فَيَرى البابَ مُحكَمَ الإِيصادِ

وَإِذا شاخَ لَم يَجِد مِن مُعيلٍ

دونَ حَقِّ الحَياةِ خَرطُ القَتادِ

لَيسَ بِالرُّوحِ وَحدَها المَرءُ يَحيا

أَينَ حَقُّ الأَجسادِ ياذا الرَّشادِ

أَينَ حُرِّيَّةُ الفَقيرِ وَهَل في الفَقرِ

إِلاَّ قَضِيَّةُ استِعبادِ

وَالمُساواةُ في الحُقوقِ هُراءٌ

وَالقَوانينُ آلةُ استبِدادِ

دَولَةُ النّاسِ لَوعَةٌ وَصِدامٌ

وَأَذًى مِن كُوى المَصالِحِ بادِ

أَبدَلوا عُنجُهِيَّةَ الدَّمِ بِالمالِ

وَبُؤسَ النُّفوسِ بِالأَكبادِ

وَلَعَلَّ المَحرومَ يَرتاحُ لِلمَوتِ

وإِن لَم يَكُن مِنَ الزُّهّادِ

وَإِذا كانَ عالِماً يَتَمَنَّى

عالَماً خالِياً مِنَ الأَحقادِ

لا يَجوعُ الإِنسانُ فيهِ وَيَعرى

فَيَبيعَ الأرواحَ بِالأجسادِ

ما صِراعُ الأنامِ إلاّ نَذيرٌ لِلغَنِيِّ

لِلغَنِيِّ المُلتَذِّ بِالحُسّادِ

فَهوَ مَسؤُولٌ عَن شَقاءِ سَوادِ النّاسِ

حَتَّى يَلينَ قَلبُ الجَمادِ

إِنَّما السُّقمُ وَالجَهالَةُ فَرعانِ

وَأصلُ البَلاءِ فَقرُ السَّوادِ

أَوَ لَيسَ المُحتاجُ عَبداً لِما

يَحتاجُ مِن مَلبَسٍ ومَأوىً وَزادِ

سَيَثورُ العَبيدُ ضِدَّ طُغاةٍ

حَرَموهُم بِالفَقرِ طيبَ الرُّقادِ

تَخِذوا المالَ لِلتَّحَكُّمِ فَاشتضقنا

إِلى عَهدِ الرِّقِّ وَالأَسيادِ

يَومَ كانَ العَبيدُ كَالبَهَمِ الآمِنِ

هَمَّ الإنفاقِ وَالإيرادِ

أَينَ شَرُّ الحيتانِ مِن نَهَمِ الإِنسانِ

أَينَ الإِنصافُ بَينَ العِبادِ

وَحُقوقُ المِسكينِ حِبرٌ عَلَى الأوراقِ

لِلهزءِ أَو لِذَرِّ الرَّمادِ

تِلكََ أُضحوكَةُ الدُّهورِ وَإِشباعُ

الجِياعِ بِرَنَّةِ الأعوادِ

إنَّ سِرَّ الحُروبِ لَم يَبقَ سِراّ

فَمَتى العَودُ عَن سَبيلِ الفَسادِ

وَالسَّلامُ الصَّحيحُ لَم يَبقَ سِرّاً

لِلغِنى عَن قَناعَةٍ وَاعتِقادِ

وَضمانُ الفَقيرِ مِن آفَةِ الإعوازِ

كَي لا يَعيشَ كَالأوغادِ

ذلِكَ العَدلُ غايَتي وَسَبيلُ العَدلِ

فَرضُ التَّعاوُنِ الاتِّحادي

كُلُّ فَردٍ لِلكُلِّ يَحيا

وَما المَجموعُ إِلاّ سَلامَةُ الأًفرادِ

عَجَباً لِلأُلى يَظُنّونَ أَنَّ المَرءَ

كَالأرضِ تابِعٌ لِلبِلادِ

وَبِلادُ الدُّنيا مُوَحَّدَةٌ في

كَوكَبٍ سائِرٍ إلى ميعادِ

ما طَلَبتُ السَّلامَ إِلاّ لأَحيا

ناعِمَ البالِ مُطمَئِنَّ الفُؤادِ

إِنَّ ذاكَ الضِّياءَ غايتُنا العَليا

فَرُدُّوا السُّيوفَ لِلأغمادِ

هَل يُريدُ الوَرى دَماراً سَريعاً

بِحُروبٍ أَتُّونُها في اتِّقادِ

أَم يُريدونَ غِبطةً وَنَعيماً

لِرُقِّي الأَرواحِ قَبلَ المَعادِ

لا تَظُنُّوا السَّلامَ بِالحَولِ وَالطَّولِ

فَلَيسَ الإِرعادُ كَالإِنشادِ

إِنَّ أَعمالَ النّاسِ تَعمَلُ فيهِم

فَاكتًبوا بِالقُلوبِ لا بِالمِدادِ

وَاستَعينوا عَلَى الفَسادِ بِإصلاحِ

نِظامِ الدُّنيا وَنَشرِ الوِدادِ

وَكَأَنَّ السَّماءَ رَدَّت ندائِي

بِخِطابٍ عَنِ المَسيحِ الفادي

فَهوَ بِالرَّحمَةِ الغَنِيَّةِ آتٍ

وَهوَ بِالحُبِّ وَالسَّلامِ يُنادي

إِنَّ حالَ الأرواحِ في دَولَةِ اللهِ

لَرَهنٌ بِما أَتَتهُ الأيادي

فَإذا دَلَّهَتكَ عَندَلَةُ الأَطيارِ

في الرَّوضِ بَينَ شاكٍ وَشادِ

وَرَأَيتَ الحُولَ تَرفُلُ بالحُسنِ زَماناً

فَاذكُر أَوانَ الحَصادِ

وَاتَّخِذ مِن حَياتِها صُوراً تَبقى

فَإِنَّ الأَيّامَ رَهنُ النَّفادِ

ما لَنا هائِمينَ وَالمُلكُ لَهوٌ

وَالمَنايا تَعدو كَخَيلِ الطِّرادِ

رُبَّ لَحدٍ قَد صارَ لَحداً مِراراً

ضاحِكٍ مِن تَزاحُمِ الأَضدادِ

عِشتُ مِثلَ السَّجينِ أَشقى بِوادٍ

وَفُؤادي وَما يَرومُ بِوادي

أُرسِلُ الفِكرَ في الفَضاءِ لِيلقى

رَبَّهُ مُطلَقاً مِنَ الأصفادِ

فَأراهُ مُقَيَّداً بنِظامٍ

مِن مُديري جَهَنَّمٍ مُستَفادِ

إِنَّني خائِفٌ مِنَ الغَدِ دَوماً

كَيفَ لا وَالشَّقاءُ بِالمِرصادِ

فَسَأَلتُ أَخي المُعَذَّبَ مِثلي

كَيفَ نَنجو مِن زَلاَّةِ الأَجدادِ

وَلِماذا نُلثي بِأبنائِنا في

بُؤسِنا عَن تَعَمُّدٍ وَعِنادِ

قُم نُبَدِّل ما نَحنُ فيهِ وَإلاّ

لَن يُفيدَ الأبناءَ أَيُّ اجتهادِ

كُلُّ يَومٍ يَمضي يَزيدُ بِهِ البُؤسُ

وَيُقصيهِم عَن طَريقِ السَّدادِ

فَأَجابَ الأخُ المُعذَّبُ مِثليَ

قُم نُهَدِّم بِناءِ هذا النَّادي

فَلَقَد عِفتُ ما بِهِ مِن فَسادٍ

أَثبَتَتَهُ مَباحِثُ النُّقّادِ

قُم نُباشِر إِصلاحَ أَنفُسِنا

فالسَّيرُ خَيرٌ مِنِ انتِظارِ المُرادِ

قُم نُشّيِّد عَهدَ العَدالَةِ في الدُّنيا

لِكَي تَغدُو بَهجَةَ الرُّوّادِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة في نظام مرصع الأصفاد

قصيدة في نظام مرصع الأصفاد لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي