قالت أبا القاسم استخففت بالغزل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قالت أبا القاسم استخففت بالغزل لـ الصاحب بن عباد

اقتباس من قصيدة قالت أبا القاسم استخففت بالغزل لـ الصاحب بن عباد

قالَت أَبا القاسِم اِستَخفَفتَ بِالغَزَلِ

فَقُلتُ ما ذاكَ مِن هَمّي وَلا شُغلي

قالَت أُريدُ اِعتِذاراً مِنكَ تُظهِرُهُ

فَقُلتُ عُذراً وَما أَخشى من العَذلِ

قالَت أُلِحُّ عَلى تَكريرِ مَسأَلَتي

فَقُلتُ ما أَنا عَن رَأيي بِذي حَولِ

قالَت أُريد رَشاداً مِنكَ أَتبعُهُ

فَقُلتُ سَمعاً فَاِنَّ الرُشدَ من قِبَلي

قالَت أَبِنهُ فَاِنّي جدُّ سامِعة

فَقُلتُ كَيفَ اِجتِماع الشَيبِ وَالغَزَلِ

قالَت وَكَيفَ اِقتِضاك الشَيبُ تَركَ هَوىً

فَقُلتُ في الشَيبِ اِدناء من الأَجَلِ

قالَت فَما اِختَرتَ مِن دَينٍ تَفوزُ بِهِ

فَقُلتُ اِنِّيَ شَيعي وَمعتَزلي

قالَت أَقَلَّدتَ أَم قَد دَنتَ عَن نَظرٍ

فَقُلتُ كَلّا فَاِنّي واحِد الجَدَلِ

قالَت فَكَيفَ عَرَفتَ الحَقَّ هاتِ بِهِ

فَقُلتُ بِالفِكرِ في الأَقوالِ وَالعللِ

قالَت فَهل هذِهِ الأَجسام مُحدِثَةٌ

فَقُلتُ جِدّاً وَاِن رُمتِ الدَليلَ سَلي

قالَت أُريدُ دَليلاً فيهِ مُختَصَراً

فَقُلتُ أَن لَيسَ فيها غَيرُ مُنتَقِلِ

قالَت فَهل صانِعٌ تَدعو اِلَيه أَجِب

فَقُلتُ لا بُدَّ قَولاً غَيرَ ذي مَيلِ

قالَت فَهَل مِن دَليلٍ فيهِ تذكُرُهُ

فَقُلتُ بَيت بِلا بانٍ من الخَطَلِ

قالَت فَهل هو ذو شبهٍ وَذو مَثَلٍ

فَقُلتُ قَد جَلَّ عَن شِبهٍ وَعن مَثَلِ

قالَت أَبِن لي أَجسمٌ ذاك أَم عَرَضٌ

فَقُلتُ بَل خالِقُ الجِنسَينِ فَاِنتَقِلي

قالَت وَما ضَرَّ لَو أَثبَتَّهُ جَسَداً

فَقُلتُ لا توجَدُ الأَجسامُ في الأَزَلِ

قالَت فَقُل لي أ بِالأَبصارِ نُدرِكُهُ

فَقُلتُ جَلَّ عَن الاِدراكِ بِالمُقَلِ

قالَت وَلِم ذا وَهل شَيءٌ يُغَيِّبُهُ

فَقُلتُ ما هو مَحجوبٌ فَيظهرُ لي

قالَت لَعَلَّ حِجاباً عَنكَ يَستُرُهُ

فَقُلتُ أَخبَرتِ عَن شَخصٍ وَعن طَلَلِ

قالَت فَما القَولُ في القُرآن سُقهُ لَنا

فَقُلت ذاكَ كَلامُ اللَهِ أَينَ تُلي

قالَت فَأَينَ دَليلُ الخَلقِ فيهِ أَبِن

فَقُلتُ تَركيبُهُ من أَحرُفِ الجُمَلِ

قالَت فَأَعمالُنا مَن ذا يُكَوِّنُها

فَقُلتُ نَحنُ مقالاً صِينَ عَن خَلَلِ

قالَت وَلِم لا يَكونُ اللَهُ خالِقَها

فَقُلتُ لَو كُنَّ خَلقاً لَم يَكُن عَمَلي

قالَت أَيُلزِمُ نَفساً فَوقَ طاقَتِها

فَقُلتُ حاشاهُ هذا فِعلُ ذي خَبَلِ

قالَت يَشاءُ معاصينا وَيؤثِرُها

فَقُلتُ لَو شاءَها نَخشَ من زَلَل

قالَت فَمَن صاحِبُ الدينِ الحَنيفِ أَجِب

فَقُلتُ أَحمَدُ خَيرُ السادَةِ الرُسُلِ

قالَت فَهَل مُعجِز وافى الرَسولُ بِهِ

قُلتُ القرانُ وَقَد أَعيا عَلى الاولِ

قالَت فَمَن بَعدَهُ يُصفى الوَلاءُ لَهُ

قُلتُ الوَصِيُّ الَّذي أَربى عَلى زُحَل

قالَت فَهَل أَحَد في الفَضلِ يقدمُهُ

فَقُلتُ هَل هضبةٌ تَرقى عَلى جبلِ

قالَت فَمَن أَوَّلُ الأَقوامِ صَدَّقَهُ

فَقُلتُ مَن لَم يَصِر يَوماً الى هُبَلِ

قالَت فَمَن بات مِن فَوقِ الفِراشِ فدىً

فَقُلتُ أَثبَتُ خَلقِ اللَه في الوَهل

قالَت فَمن ذا الَّذي آخاه عَن مِقةٍ

فَقُلتُ مَن حازَ رَدَّ الشَمسِ في الطَفَلِ

قالَت فَمَن زُوِّجَ الزَهراءَ فاطِمَةً

فَقُلتُ أَفضَلُ من حافٍ وَمُنتَعِلِ

قالَت فَمن والِدُ السبطين اِذ فرعا

فَقُلتُ سابِقُ أَهلِ السَبقِ في مَهَلِ

قالَت فَمن فازَ في بَدرٍ بِمَفخرِها

فَقُلتُ أَضرَبُ خَلقِ اللَهِ لِلقُلَلِ

قالَت فَمن سادَ يَوم الرَوع من أُحُدٍ

فَقُلتُ مَن هالَهُم بَأساً وَلم يُهَلِ

قالَت فَمن فارِسُ الأَحزابِ يفرسُها

فَقُلتُ قاتِلُ عمرو الضَيغَم البَطَلِ

قالَت فَخَيبرُ مَن ذا هَدَّ معقَلَها

فَقُلتُ سائِقُ أَهلِ الكُفرِ في عُقُلِ

قالَت فَيَومَ حُنَينٍ مَن بَرى وَفَرى

فَقُلتُ حاصِدُ أَهلِ الشِركِ في عَجَلِ

قالَت فَمن صاحِبُ الرايات يَحمِلُها

فَقُلتُ مَن حِيطَ عَن غُشٍّ وَعن نَغَلِ

قالَت بَراءَةُ مَن أَدّى قَوارِعَها

فَقُلتُ مَن صِينَ عَن خَتلٍ وَعن دَغَلِ

قالَت فَمن ذا دُعي لِلطَّيرِ يَأكُلُهُ

فَقُلتُ أَقرَبُ مَرضِيٍّ وَمُنتَحَلِ

قالَت فَمن راكِعٌ زَكى بِخاتِمِهِ

فَقُلتُ أَطعَنُهُم مُذ كان بِالأَسَلِ

قالَت فَفيمن أَتانا هَل أَتى شَرفاً

فقُلتُ أَبذَلُ خَلقِ اللَهِ لِلنَّفَلِ

قالَت فَمن تَلوهُ يَومَ الكَساءِ أَجِب

فَقُلتُ أَنجَبُ مَكسُوٍّ وَمُشتَمِلِ

قالَت فَمن باهلَ الطهرُ النَبِيُّ بِهِ

فَقُلتُ تاليه في حَلٍّ وَمُرتَحلِ

قالَت فَمن ذا قَسيمُ النارِ يُسهِمُها

فَقُلتُ مَن رَأيُهُ أَذكى من الشُعَلِ

قالَت فَمن شبهُ هارونٍ لِنَعرِفَهُ

فَقُلتُ مَن لَم يَحل يَوماً وَلَم يَزُلِ

قالَت فَمن ذا غَدا بابَ المَدينَةِ قُل

فَقُلتُ مَن سَأَلوهُ العِلمَ لَم يَسَلِ

قالَت فَمن سادَ في يَوم الغَديرِ أَبِن

فَقُلتُ مَن صارَ لِلاِسلامِ خَيرَ وَلي

قالَت فَمَن قاتَلَ الأَقوامَ اِذ نَكَثوا

فَقُلتُ تَفسيرُهُ في وَقعَةِ الجَمَلِ

قالَت فَمن حارَبَ الأَنجاسِ اِذ قَسَطوا

فَقُلتُ صَفّينُ تُبدي صَفحَةَ العَمَلِ

قالَت فَمن قارَعَ الأَرجاسِ اِذ مَرَقوا

فَقُلتُ مَعناهُ يَومَ النَهرَوانِ جَلي

قالَت فَمن صاحب الحَوضِ الشَريفِ غَداً

فَقُلتُ مَن بَيتُهُ في أَشرَفِ الحِلَلِ

قالَت فَمن ذا لِواءُ الحَمدِ يَحمِلُهُ

فَقُلتُ مَن لَم يَكُن في الرَوعِ بِالوَكِلِ

قالَت أَكُلُّ الَّذي قَد قُلتَ في رَجُلٍ

فَقُلتُ كُلُّ الَّذي قَد قُلتُ في رجلِ

قالَت وَمَن هو هذا المَرءُ سَمِّ لَنا

فَقُلتُ ذاكَ أَميرُ المُؤمِنينَ عَلي

قالَت مُعاوِيَةُ الطاغي أَتَلعَنُهُ

فَقُلتُ لِعنَتُهُ أَحلى مِنَ العَسَلِ

قالَت تُكَفِّرُهُ فيما أَتى وَعتا

فَقُلتُ أي والهِ السَهلِ وَالجَبَلِ

قالَت أَهلٌ لَكَ من نُظم لِنَرويهِ

فَقُلتُ اِنَّ جَوابي فيهِ حَيَّ هَلِ

قالَت فَأَملِ عَلى هذا الفَتى عَجِلاً

فَقُلتُ هذا وَلم أَلبَث وَلم أَتُلِ

قالَت أَمُبتَدِهاً في القَولِ مُرتَجِلاً

فقُلتُ ما قُلتُ شِعراً غَيرَ مُرتَجَلِ

قالَت أَتَيتَ اِبنَ عَبّادٍ بِمُعجِزَةٍ

فَقُلتُ لا تَعجَبي فَالشِعرُ من خَولي

قالَت فَهَل مُنشِدٌ تَرضى لِينشدها

قُلتُ اِبنُ صالِحٍ النَحرير يُنشَدُ لي

شرح ومعاني كلمات قصيدة قالت أبا القاسم استخففت بالغزل

قصيدة قالت أبا القاسم استخففت بالغزل لـ الصاحب بن عباد وعدد أبياتها أربعة و ستون.

عن الصاحب بن عباد

إسماعيل بن عباد بن العباس بن أحمد بن إدريس أبو القاسم الطالقاني. وزير غلب عليه الأدب، فكان من نوادر الدهر علماً وفضلاً وتدبيراً وجودة رأي. استوزره مؤيد الدولة ابن بويه الديلمي ثم أخوه فخر الدولة. ولقب بالصاحب لصحبته مؤيد الدولة من صباه. فكان يدعوه بذلك. كما لقب ب (كافي الكفاة) . ولد في الطالقان (من أعمال قزوين) وإليها نسبته، وتوفي بالري ونقل إلى أصبهان فدفن فيها. له تصانيف جليلة، وشعر فيه رقة وعذوبة، وتواقيعه آية الإبداع في الإنشاء له معرفة وإلمام بالتفسير والحديث واللغة والتاريخ. قال الصاحب بن عباد: أشتهي أن أزور بغداد فأشاهد جرأة محمد بن عمر العلوي، وتنسك أبي أحمد الموسوي، وظرف أبي محمد بن معروف. له: (المحيط - خ) سبع مجلدات في اللغة، وكتاب (الوزراء) ، و (الكشف عن مساوئ شعر المتنبي-ط) ، و (الإقناع في العروض وتخريج القوافي-خ) ، و (عنوان المعارف وذكر الخلائف-خ) رسالة.[١]

تعريف الصاحب بن عباد في ويكيبيديا

أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن عباس بن عباد بن أحمد بن إدريس القزويني، الطالقاني، الاصفهاني، المعروف بالصاحب بن عباد و"كافي الكفاة"، كان من كبار علماء وأدباء الشيعة الإمامية الإثني عشرية، مشاركا في مختلف العلوم كالحكمة والطب والمنطق، وكان محدثاً ثقة، شاعراً مبدعا، وأحد أعيان العصر البويهي. كان وزيراً، ومن نوادر الوزراء الذين غلب عليهم العلم والأدب.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الصاحب بن عباد - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي