قالوا أترجو من إلهك نصرة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قالوا أترجو من إلهك نصرة لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة قالوا أترجو من إلهك نصرة لـ ميخائيل خير الله ويردي

قالوا أَتَرجو مِن إِلهِكَ نَصرَةً

أَوَلَستَ تَعلَمُ يا غَبِيُّ مَشاغِلَه

ما أَنتَ إِلاّ ذَرَّةٌ في مُلكِهِ

سَتَظَلُّ عَن سِرِّ السَّعادَةِ غافِلَه

فَانعَم وَلَذَّ بِما حَوَت دُنياكَ مِن

مُتَعٍ وَلا تَرجُ العَطايا الآجِلَه

أَنفَقتَ بعُمرَكَ في المَباحِثِ غاِئِصاً

وَالعِلمُ بَحرٌ لَستَ تُدرِكُ ساحِلَه

وَالأَرضُ مِلكُ الصّالِحينَ فَإِن تَكُن

مِنهُم لأَغنَتكَ العُلومُ الطّائِلَه

وَاللهُ لَيسَ بِناصِرٍ عَبداً غَوى

ما دامَ يَسرِقُ عِلمَهُ لِيُماثِلَه

فَأَجبتُهُم إِنّي أَرى أَنوارَهُ

مَلأَت فُؤادي بِالهِباتِ الشّامِلَه

وَأُحِسُّ أَنَّ مَباحِثي طابَت لَهُ

وغُيوثَ رَحمَتِهِ الغَنِيَّةِ عاجِلَه

فَيَهُزُّ بَعضُهُمُ الرُّؤُوسَ وَيَزدَري

بَعضٌ بِآمالِ يَراها فاشِلَه

فَيُصيبُني الشَّكُّ المُذيبُ وَلَيس لي

صَبرٌ عَلَى حَرِّ الشُّكوكِ الهائِلَه

وَأُصارِعُ الشَّرَكَ الَّذي نَصَبوهُ لي

وَتَمُرُّ بي ساعاتُ يَأسٍ قاتِلَه

فَينالُهُم فَرَحٌ لِطولِ تَأَلُّمي

وَتَغَصُّ روحي بِالدُّموعِ الهاطِلَه

وَأَخالُ أَنّي مِثلُهُم لا شَأنَ لي

فَأَصيحُ مُرتَعِداً وَتَمشي القافِلَه

وَأرى كَأَنّي قَد قَطَعتُ عَلاقَتي

بِرَجاءِ نَفسي كَالفَتاةِ الجاهِلَه

أُولِعتُ بِالخَطِّ القَويمِ فَعابَني

قَومٌ يُحِبّونَ الخُطوطَ المائِلَه

كَم يَهزَأُ الجُهّالُ مِن أَهلِ النُّهى

وَالعاطِلونَ مِن الأيادي العامِلَه

يَشكونَ شُحَّ الفِكرِ غاضَ مَعينُهُ

شَكوى العُجُولِ مِنَ السِّنينَ الماحِلَه

وَكَأَنَّما المالُ الَّذي يَهوَونَهُ

عَصفُ الزَّوابِعِ في الفَيافي القاحِلَه

لا يَستَوي العُلماءُ وَالجُهّالُ في

شَرَفِ الوُجودِ فَما الصِّفاتُ مُعادِلَه

شرَفُ ابنِ آدَمَ يَومَ يَعرِفُ نَفسَهُ

فَهمُ التَّكامُلِ في القَضايا الكامِلَه

وَإذا بِصَوتٍ سَجَّلتهُ مَسامِعي

كُن واثِقاً فَصِلاتُ رَبِّكَ واصِلَه

سَيَكونُ كَنزُكَ نورَ نَفسِكض وَالأُلى

خَذَلوكَ سَوفَ يُعايِنونَ النّازِلَه

وَلَسَوفَ يُنقِذُكَ الَّذي بِيَمينِهِ

كَتبَ الفَناءَ عَلى الأُمورِ الباطِلَه

فَيَكونُ قَدرُكَ فَوقَ قضدرِ مَنِ ارتَضى

ما ليسَ تَرضاهُ النُّفوسُ العاقِلَه

فَالشِّعرُ يَبقى لِلخُلودش وتَنقَضي

أَوهامُ مَن عَشِقوا الحَياةَ الزّائِلَه

مَن هامَ بِالوَردِ النَّدِيِّ تَهولُهُ

أَخطاءُ مضن عَشِقَ الغُصونَ الذّابِلَه

ظَلَمَ ابنُ عَبدِ المالِ شَيخَ بَني الحِجى

وَرَمى بِسَلِّ المُهمَلاتِ فَضائِلَه

وَاستَضحَكَ الفاني مِنَ الباقي وَلَم

يَبكِ الظَّلومُ عَلَى البُدورِ الآفِلَه

وَالشَّرُّ أَدعى لِلخَرابِ مَتى غَفَت

عَينُ السَّماءِ عَنِ الحُدودِ الفاصِلَه

إِن كانَ لي يا رَبُّ عِندكَ حُرمَةٌ

فَاهدِم بِناءَ الشَّرِّ وَاهزِم فاعِلَه

إِذ ذاكَ تَنتَصِرُ العَدالَةُ في الوَرى

وَيَعيشُ مَن عَشِقَ السَّجايا الفاضِلَه

شرح ومعاني كلمات قصيدة قالوا أترجو من إلهك نصرة

قصيدة قالوا أترجو من إلهك نصرة لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي