قالوا عساك مرجم فتبين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قالوا عساك مرجم فتبين لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة قالوا عساك مرجم فتبين لـ مهيار الديلمي

قالوا عساك مرجِّمٌ فتبَيَّنِ

هيهات ليس بناظري إن غَرَّني

هي تلك دارُهمُ وذلك ماؤهم

فاحبس ورِدْ وشِرقتَ إن لم تسقِني

ولقد أكاد أضِلُّ لولا عنبرٌ

في الترب من أرَج الحبائب دلَّني

فتقوا به أنفاسَهن لطائما

وظعنَّ وهي مع الثرى لم تظعنِ

يا منزلا لعبت به أيدي الصَّبا

لعبَ الشكوك وقد بدت بتيقُّني

إمَّا تناشدني العهودَ فإنها

حُفِظت فكانت بئس ذخرُ المقتني

سكنتْكَ بعدهم الوحوش تشبّها

بهمُ وليتك آنفا لم تُسكَنِ

لعيونهنّ علامةٌ سحريَةٌ

عندي فما بال الظباء تغُشُّني

أزْمانَ أنفق من شبابي مسرفا

والعيش أعمى عن صروف الأزمنِ

ندمانَ كلِّ فصيحةِ التأنيث لو

خطَبَتْ لتَنعَتَ حسنَها لم تُحسِنِ

تمشي قناةً ثم يذكر قدُّها

أن التثنّيَ للقضيب فينثني

لله ما تلك الغصون لوَ انها

غيرَ الخديعة أثمرت للمجتني

نفض الصِّبا أوراقَه وأعادني

خُوطَ اليراعة كيف يُعجم ينحني

إني لأعلم قبل فضِّي ختمَه

ما في كتابٍ بالمشيب معنونِ

مالي عن الدنيا حلُمتُ ومكرُها

أنَّى التفتُّ مُطالعي من مكمنِ

أبدا رُقاها تستثير تذلُّلي

فكأنها ملسوعةٌ بتصوّني

حتى لأنساني الدجى ما لونُها

أو كاد رَيبُ زمانِيَ المتلوّنِ

قالوا مُتاجرُه رهينُ خَسارةٍ

إن صافقتْ يدُه يدي فليُغبَنِ

حاشى طلابي أن أعُمَّ به وقد

خُصّ السماحُ بموضعٍ متعيِّنِ

يا حظُّ قمْ فاهتفِ بناحيةِ الغنى

في الرَّيِّ وارحْم كدَّ من لم يفطُنِ

وأعن على إدراكها فبمثلها

فرّقتُ بين موفَّق ومحيَّنِ

لمن الخليط مشرِّقٌ وضمانُهُ

رزقٌ لنا في غيره لم يؤذَنِ

اشتقتُ يا سفُنَ الفلاة فأبلغي

وطربتُ يا حادي الركابِ فغنِّني

وانهضْ فرحِّلْ يا غلامُ مذلِّلاً

تتوعَّر البيداءُ منه بمُدمنِ

يرضَى بشمّ العُشب إما فاته

والسير يأكلُ منه أكلَ الممعنِ

مرِح الزمامِ يكاد يصعُبُ ظهرُه

فتصيحُ فاغرة الرحال به لِنِ

الرزقُ والإنصافُ قد فُقدا فلُذْ

بالريّ واستخرجهما من معدِنِ

وإلى أبي العباس حافظِ ملكِها

سهُلَ الأشدُّ ولان خُبثُ الأخشنِ

يا موحَدا عدِم النظيرَ كنايةً

إني متى أذكْرك باسمك أجبُنِ

لاينسَينْ ملكٌ ضمنتَ بقاءه

بالأمس غَمْدَك منه سيفَ المقتني

كانت جحيما وهي تُحسبُ جَمرةً

حتى غضبتَ فقال موقدُها اسكُني

جاءوك جمعَ الصوت حولَ مرجم

لم تخترق سمعيه زجرةُ أيمَنِ

عدَّ الكثيرَ ولم يطِرْ بحسابه

ما بين موثوقٍ به ومخوَّنِ

وأطاع رأيا جاهليّا لو رأى

آياتِ غيرك حجّةً لم يوقِنِ

حتى طلعتَ فكنتَ شمسا مزَّقتْ

بيد الشَّمال ضبابَ يومٍ مُدجنِ

نحلوك سابقة بلهوة مثلها

طاف الأمان بمعقل المتحصن

بهماءَ إلا نقطةٌ فكأنما

نُبِلتْ بسهمٍ في الجبين مقطَّنِ

عوّدتها خوضَ الدماء فإن تَدُسْ

يَبسَ الترابِ ولم تقُم بك تَصْفِنِ

لما رأَوك تفرّقت أرواحُهم

فكأنما عرفتك قبلَ الأعينِ

ألقِ السلاحَ فقد غَنيت سعادةً

عن حمله واضربْ بجَدِّك واطعنِ

فإذا هممتَ بأن تفُلَّ كتيبةً

لاقيتها فتسمَّ فيها واكتنِ

وقفَ الجمالُ عليك كلَّ فضيلةٍ

قادت لك الأهواءَ قيدَ الأرسُنِ

وعُدِدتَ وحدَك سيِّدا فمتى تزدْ

في اللفظ تثنيةً له لا ينثني

لا يُنكرنَّ حسودُ ملكك ما رأى

فاللهُ أعلمُ ما اجتبَى وبمن عُني

صلَّت عليك وقد ذُكرتَ مدائحي

والناسُ بين مذمَّمٍ وملعَّنِ

اقرأ على بُعد المسافة بيننا

ولو استطعتُ القربَ قلتُ لك أئذنِ

قولاً يُقِرُّ الحقَّ منه مقرّه

ويرُدّه ما لم يكن بمبرهَنِ

مما أبثُّك أننا في أرضنا

لا يُذكَرُ الإحسانُ غيرَ مؤَبَّنِ

في معشرٍ إن جاد قولةَ مُظهرٍ

منهم فتىً لامته نيّةُ مُبطِنِ

خشُنَتْ جِعادُ أكفِّهم فكأنما

في اللؤم صيغت من طباع الأزمنِ

لم يبق غيرُك من يُقالُ مؤمَّلٌ

أو يُتبَعُ الداعي له بمؤمِّنِ

كرمٌ شمَلتَ به وعدلُ سحابةٍ

سوَّى الأجمَّ بنانُها بالأقرنِ

أشكو ظَمايَ وليس غيرُك ساقيا

فامدد يديك على البعادِ فروّني

واسمع فإن عَزَبَتْ فلم تسمَع لها

أختاً لها في مادحيك عرفتني

هي قِبلةٌ صلَّى القريضُ لها فمن

لم يَعْنُ منه لَها فليس بمؤمنِ

لولا ثناؤك ما امتننت بوصلها

والمرءُ يقدحُ في صَفاة المحسنِ

ثمِّنْ بها الأرباحَ فهي بضاعةٌ

مازلتُ أذخَرُه لعلقٍ مثمَنِ

كان الزمانُ لأن أشافِهَ ضامنا

فأعاضَ منه بأخرسٍ متضمّنِ

ولئن أُعنتُ لأتلُوَنْهُ مصلِّيا

ولأطلَعنَّ عليك إن أنهضتني

ما بالأديب إذا تغرَّبَ ذِلَّةٌ

إن الخَصاصةَ غُربةٌ في الموطنِ

قعد الغنى عنّي فقم بي مُرغِما

أنفَ الزمان وأَغْنني تتملَّني

وإن اجتديتُ سواك بعدُ فجازني ال

حرمانَ إنّ القتلَ حدُّ المحصَنِ

عاقت خواطرِيَ الهمومُ وخالفتْ

نوبٌ على الفكر الغزيرِ عَصَينني

فلو اتبعتُ لغير مدحك لفظةً

عنها أقرِّر خاطري لم يُذعنِ

قبضَ الجلوسُ يديّ عن أمنيَّتي

إن الظُّبا مأسورةٌ في الأجفنِ

وإذا قلوبٌ قارعت أحزانَها

ظهرَ الفلولُ على غُروب الألسنِ

ما فات حظّي أنّ مثلي ممكنٌ

لكن كثُرتُ على الزمان فملَّني

يا من رآني قبلَ أحمدَ سائلا

قوماً يقول جوادُهم لي عُدَّني

كبرُ الرجاءُ اليومَ عن أقدارهم

فطغى وأبزلَ بعدَك الأملُ الثَّنِي

شرح ومعاني كلمات قصيدة قالوا عساك مرجم فتبين

قصيدة قالوا عساك مرجم فتبين لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها تسعة و ستون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي