قالوا فما ذاك فقال ذكروا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قالوا فما ذاك فقال ذكروا لـ ابن الهبارية

اقتباس من قصيدة قالوا فما ذاك فقال ذكروا لـ ابن الهبارية

قالوا فَما ذاك فَقال ذكروا

وَهوَ حَديث شائع مُشتهر

إِن أَميراً كانَ بِالأَهواز

وَملكه بِالشام وَالحِجاز

لَهُ مِن القِلاع وَالدساكر

وَالمال وَالجُنود وَالعَساكر

ما لَيسَ في كُل الملوك لأَحد

وَكانَ مَع ذَلِكَ لَم يُرزق وَلد

حَتَّى إِذا ما صارَ شَيخاً فانياً

جاءتهُ بِنت تَستَحق الرائيا

مَليحَةٌ فشغفته حُبا

وَلَم تَزَل في حجره تربى

وَهوَ عَلَيها حذر شَفيق

ببرها وَحفظِها حَقيق

وَقالَ لا أنكحها فَلا أَرى

كفوءاً لها مؤازيا بَينَ الوَرى

وَكُل مَن يخطبها من ملك

يجيبه بِسَطوة المنتهك

فَدخل الحَمام يَوماً فاحتجم

وَحَولهُ جَماعة مِن الخَدَم

فَقالَ في الحال لَهُ الحجام

لي حاجة يا أَيُّها الهمام

فَغضب السلطان لَما كلمه

وَلامَ فيما قَد جَناه خدمه

قالَ لَهُم أَيحسن الكَلام

عِندي من ذا العلج يا طغام

فَإِن يَكُن شَيخاً قَديم الخدمه

لَه حُقوقٌ جَمة وَحرمه

وَهوَ رَبيب نعمَتي وَقصري

وَهوَ غَذيُّ دَولَتي وَبري

فَإِنَّهُ لَيسَ لَهُ أَن يَنطِقا

بِحَضرَتي وَإِنَّهُ ما وفقا

وَسَكَن الطيش وَثابَ حُلمه

وَقالَ ردوه لما يهمه

فَحينَ عادَ ثُم قامَ يحجمه

عادَ إِلى عادته يُكلمه

لي حاجة قالَ وَما حاجتكا

اذكر وَأوضح ذاكَ قالَ ابنتكا

أريدها لابني نجاح فَعجب

لِقَوله وَجَهله وَما غَضب

لأن ما كانَ مِن الأَمر عَجَب

لا يَقتَضي في حكمة العَقل الغَضب

قالَ أَعد ما قُلتهُ فظَنه

مُختَبِلاً قَد اعترته جنه

فَعادَ لِلقَول فَقالَ جَنا

لا شَك هَذا البائس المعنى

قالَ لَهُ شَيخ مِن الخدام

قَد لَجَ في ذا القَول وَالكَلام

وَلَيسَ مَجنوناً وَلا سَكرانا

إِن لَهُ لقصة وَشانا

فَفَكروا في أَمرِهِ وَقالوا

أَنطقه بِما سَمعنا المال

فَتحته كَنز بِغَير شَك

هُوَ الَّذي أَنطقه بِالإفك

فَحَفَروا الحَمام تَحتَ رجله

فَوَجَدوا ما قَد بَغى لأَجله

خَزائن الجَبابر العاديه

كانَت بِها متينة قَويه

وَسألوه بَعدها عَن حاجَتِه

فَحجد السالف مِن لجاجته

وَقالَ ما قُلت وَلا لي علم

بِما جَرى مني وَلا لي جُرم

قالوا صَدَقت المال قالَ ذَلِكا

لَولاه ما كُنت لرشدٍ تارِكا

وَهَكَذا صبيح يا رِجال

أنهضه إِلى العَلاء المال

لَو كانَ مهتماً بِقوت أَهلِه

ما كانَ مَشغولاً بِغَير شُغله

لَكنه مِن هَمه تَفَرغا

فَتاه بِالمال عَلَينا وَطَغى

فَقالَ شَيخ ما الَّذي يَمنعه

مِن خطبة الملك وَما يَدفعه

مِن أَهل بَيت الملك وَالإِماره

وَخَلفه عَساكر جَراره

وثم أَموال وَفَضل وَأَدَب

وَمَنصب ذاكَ وَبَيت وَحَسَب

فَقالَ شَيخ مِنهُم هَذا كَذب

ما هو مِمَن لِلمحال يَضطَرب

وَقالَ بَعض القَوم مثل ذَلِكا

وَانَّهُ لا يعرف التماسُكا

وَإِنَّما قالوا الَّذي قالوه

وَالمَقصد الحيلة وَالتمويه

لِيَسمَعوا جَماعة هنالِكا

كَأَنَّهُم لَم يَعمَدوا لِذالِكا

فَيظهر القَول وَيمضي شائِعا

بَينَ الرجال سائِراً وَذائِعا

فَكانَ مِن ذَلِكَ ما أَرادوا

وَبَلغوا من نكبتي ما كادوا

وَهكَذا الحازم إِذ يَكيدُ

يبلغ في الأعداء ما يريدُ

وهوَ بريء مِنهُم في الظاهِر

وغَيرهُ مختضب الأَظافِر

كَقصة القادر وَالخَباز

وَالكَيد داء ما له مُؤاز

شرح ومعاني كلمات قصيدة قالوا فما ذاك فقال ذكروا

قصيدة قالوا فما ذاك فقال ذكروا لـ ابن الهبارية وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن ابن الهبارية

محمد بن محمد بن صالح العباسي الهاشمي نظام الدين أبو يعلى. ابن الهبّارية: سمي بذلك نسبة إلى هبّار جده لأمه شاعر هجاء ولد في بغداد، وأقام مدة في أصبهان، وفيها ملكشاه ووزيره نظام الملك. وله مع الوزير أخبار، فقد كان شاعراً خفيف الظل طيب النفس ظريفاً. قال ابن خلكان: كان شاعراً مجيداً حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء، والوقوع في الناس لا يكاد يسلم من لسانه أحد. وتوفي في كرمان. من كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و (نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط) ، و (فلك المعاني) ، و (ديوان شعر) أربعة أجزاء.[١]

تعريف ابن الهبارية في ويكيبيديا

ابن الهَبَّاريَّة (414 - 509 هـ / 1023 - 1115 م) هو شاعر عربي من شعراء العصر العباسي. هو محمَّد بن محمَّد بن صالح بن حمزة بن عيسى بن محمَّد بن عبد الله ابن العبَّاس، نظامُ الدِّين أبو يَعْلى العبَّاسيُّ الهاشميُّ، عُرِفَ بابن الهَبَّاريَّة نسبةً إلى جدِّه لأمِّه هَبَّار.نظم حكايات «كليلة ودمنة» شعراً في كتاب أسماه «نتائج الفطنة في كليلة ودمنة» وله أيضاً «الصادح والباغم» وهو مجموعة من الأراجيز على نمط كليلة ودمنة أيضاً.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن الهبارية - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي