قال أبو الحسين عبد الباقي
أبيات قصيدة قال أبو الحسين عبد الباقي لـ عبد الباقي العمري

قال أبو الحسين عبد الباقي
ابن سليمان سليل الراقي
إلى مراتب المعالي أحمدا
ومثله من للمعالي صعدا
نجل أبي الفضائل المفتي علي
العمري الحنفي الموصلي
أحمد ذا العرش المجيد الباري
على عميم فضله المدرار
مصليا على نبي الرحمة
محمد ذي المعجزات الجمه
وآل بيته أسود الغابه
جميعهم مع جملة الصحابه
بقولهم وفعلهم من اقتدى
من غير ريبة إلى الرشد اهتدى
وبعد ذا فهذه أرجوزه
جواهر الحمد بها مكنوزه
وإنني إن قلت أما بعد
كان لقسِّ عن مداي بعد
نظمتها في نعت من أمدَّنا
بما به كل بعيد قد دنا
من مدد مسلسل الامداد
يلوح مرفوعا على أعواد
تهتف فوقها هواتف الثنا
على أمير المؤمنين علنا
خليفة الله على العباد
عبد المجيد خان أبي الامجاد
رب المساعي الغرَّ فيمن قد رعى
وليس للانسان إلا ما سعى
وإن سعيه غدا سوف يرى
واليوم قد شاهدته مكرَّرا
فكم له مآثر عليها
دار الأثير فانتهى إليها
ودوره مسلسلا لا زالا
يقطع الآباد والآزالا
قابل بالمثل وزاد فوق ما
يراد فاستعلى على من قاوما
ومذ علا قولا وفاق فعلا
قيل له إنك أنت الأعلى
من بعض تسهيلاته الجزئية
وهي لعمر جده كليه
صدور أمره الشريف العالي
للخطة الزورا بلا أمهال
في مد خط التلغراف المستوى
على قواعد بأحكام قوي
من أسكدار وهلمَّ جرا
إلى العراق جاز قطرا قطرا
فاتصل البعض ببعض منه
سل بصرة الفيحا قريبا عنه
فقلت إذ أمعنت ببعض منه
سل بصرة الفيحا قريبا عنه
فقلت إذ أمعنت فيه النظرا
وشاهدت عيناي منه الأثرا
مشبها له بتشبيهات
قد انتهت لغاية الغايات
قد طويت على مضامين إذا
ما نشرت فاح من المسك الشذا
مصدَّرا أعجاز أبيات خوت
ألفية ابن مالك بها حوت
وذاك من مخترعات السابقة
ألفية بان مالك بها حوت
واصغ لما أقوله بأذن
واعية واسمع رخيم رنَّ
للتلغراف لمع برق خاطف
في لمحة يفعل فعل آصف
قبل ارتداد الطرف يأتيك بما
قد كنت جاهلا به لتعلما
ذو أحرف من أبجد وهوَّز
تقرِّب الاقصى بلفظ موجز
أنمل من يغدو لهنَّ راقما
ثلاثهنَّ تقضي حكما لازما
تنفي باثبات بلا تأني
لشبه من الحروف مدني
والحرف بالحرف غدا مطردا
ويلي إلا اختيارا أبدا
كم منه لفظة بها المقصود تم
وكلمة بها كلام قد يؤمَّ
يتلو شفاها للذي يعي الكلم
كلامنا لفظ مفيد كاستقم
فنصبه على عموده ظهر
ورفعه ينوي كذا أيضا يجر
منه ثوانيه بلا تواني
كابنين وابنتين يجريان
تخبر بالجزئي منه القاعده
والخبر الجزؤ المتم الفائدة
ولا يجيء الحرف منه متصل
إلا مع الحرف الذي به وصل
يوصل للاسماع من بعد المدى
ما ناطق أراده معتمدا
أحرفه أفرادها بالجملة
حاوية معنى الذي سيقت له
تجيب عما قد سألت مخبره
مفردة جاءتك أو مكرَّره
وكم وكم بسرعة قد أخبرا
عن الذي خبره قد أضمرا
وكل حرف نطقت به الشفه
حقيقة الحال به منكشفه
وكم غدوت عن مهمِّ عنَّ لي
مستفهما به ولم ينفصل
كم أذن أصغت له إذ نقرا
فأعطيت ما اعطيته خبرا
يقول مقصودي لسائر الامم
تبييني الحق منوطا بالحكم
يعطيك إن أصغيت للكلام
ما تستحق دون الاستفهام
منفصلا تراه عمن فعلا
والاصل في المفعول أن ينفصلا
ما جوَّزوا تأخير حادث طرا
وجوَّزوا التقديم إذ لا ضررا
وكم مهمٍّ عند كل ذي نظر
ملتزم فيه تقدَّم الخبر
يأتي الكلام منه في تدرِّج
مكرَّرا كقولك ادرج ادرج
فاستغن عن اسقاط حرف بأخر
إذ المراد مع سقوطه ظهر
خط على خط استواء ركبا
تركيب مزجيِّ كمعد يكربا
قد رفعوا منه المثنى بالالف
في مضمر الاسرار لما قد وصف
كالباسليق واحد خلالا
وآخر يشاكل القيفالا
وكل عرف منهما إذا نبض
دل مجسه على أصل المرض
وأفهم الحاذق تشخيص العلل
من الاطباء لسائر الملل
آونة ينبض منه الاكحل
وتارة صافنه يململ
توحي إليك القول منه الاحرف
وما بها من المقال زخرف
ممدَّد على اساطين لها
شغل مع العيوق أو مع السهى
يهتز كالافعى إذا ما نضضت
أو كبروق من فروق أومضت
يدخل في اذن من الفغفور
بياضها انقى من الكافور
كذاك في اذن كأذن النوبي
سوداء قمطريرة الشحوب
في بكرات تستقيه دائما
كجدول يجري وما هناك ما
حديده مموه بالسحر
أم بنقيع الغنج لست أدري
يحرِّر السحر بكل عين
من أعين الانسان في ميلين
مجاوبا عن السؤال سائلا
عن الجواب ليس ينفي خاملا
يحكى الصراط المستقيم مدَّه
لقد تساوى عكسه وطرده
في الحال منه تبرز البداية
فتنتهي فورا إلى النهايه
ومستقيما تارة تراه
وتارة منحرفا تلقاه
ذو نقرات تسمع الصم الدعا
وكم بها من عبرة لما وعدى
نهاية الايجاز في تقريره
وغاية الاعجاز في تعبيره
إِجماله يغني عن التفصيل
بل اختصاره على التطويل
مسافة العام مع العامين
يقطعها كطرفة بالعين
في لحظة من مركز الخلافة
يسري فينتهي الخيال الساري
وينهى ما ينهى بآن واحد
كما هو المشهد في المشاهد
جنَّ سليمان بن داود له
قد أذعنت وقد عراها الوله
إن الذي أبدعه تخييلا
مستوجب ثنائي الجميلا
ابرزه من قوَّة للفعل
فانفعلت نتيجة للشكل
بزيبق الفكر طلا السجنجلا
من فكرة عنها الصدى قد انجلى
بها استضاء فغدا مبتكرا
من صور الحكمة ما تصورا
ومن هيولاها تراءت صور
شاهدها من قبله الاسكندر
فانطبعت منها له أشياء
حارت بدرك كنهها الآراء
لا تبخسوا الناس اتبعت هبني
في وصف ما أبرزه لكني
لا يستفزني الذي أبدعه
من حاذق وما به أودعه
أنا ابن من مع الرياح الساريه
سرت حروف قوله يا ساريه
فقرَّطت في الحال منه الأذنا
ومن نهاوند استباح الحصنا
كرامة هاتيك فاروقيه
وهذه صناعة برقيه
وخير ما فيه النظام يختم
وفي صحائف الدهور يرسم
بث الدعا لحضرة السلطان
عبد المجيد خان العظيم الشان
أيده الله بحزب البرٍّ
على الاعادي وبحزب البحر
ودام ظلَّ عدله ممدودا
وبحر جود كفه مورودا
ما أنشد الشهير بالفاروقي
يخاطب الساكن في فروق
على أعادي الدين سلطان الورى
الله أرَّخ دائما مظفرا
شرح ومعاني كلمات قصيدة قال أبو الحسين عبد الباقي
قصيدة قال أبو الحسين عبد الباقي لـ عبد الباقي العمري وعدد أبياتها تسعة و تسعون.
عن عبد الباقي العمري
عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي. شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد. وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال: (بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي) . له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و (نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر) ، و (نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و (الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و (أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.[١]
تعريف عبد الباقي العمري في ويكيبيديا
عبد الباقي افندي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي يمتد نسبه إلى عاصم ابن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث انه من ابرز ما انجبت الاسرة العمرية الشهيرة في العراق ومن أشهر رجالات هذه الاسرة في مجالي السياسة والأدب. ولد في الموصل عام 1203هـ/ 1788م، وولي فيها ثم ولي بغداد أعمالاً حكومية رفيعة في الدولة العثمانية منها منصب كتخدا بغداد والموصل و (منصب كتخدا يعني منصب نائب الوالي)، وحينما شغل العمري وظيفة الكتخدائية أختار من اعيان الموصل وفداً رأسه بنفسه ووفد به على داود باشا والي بغداد يلتمسه في تولية يحيى باشا، وكان داود باشا والي بغداد معروفا بالأبهة والكبرياء مايملأ مراجعيه وزائريه هيبة وخوفاً، حتى في يوم الجمعة وهو يوم جلوسه لاستقبال الضيوف وأكثر من ذلك فقد نقل عن مدى تأثير جبروته وغلظته على زائريه أنهم لم يجرؤوا على تناول القهوة التي تقدم في مجلسه. وعلى وضعية هذا الوالي المليئة بالمهابة. دخل عليه الوفد الموصلي برئاسة الشاعر العمري وجلس بجانب الوالي وتناول قهوته التي قدمت له من دون أن تؤثر هيبة الوالي عليه. وبعد أن استفسر الوالي حاجته. اجابه بالبيتين التاليين: يامليك البلاد منيتي حاشاك..... مثلي يعود منك كسيرا أنت هارون وقته ورجائي..... أن أرى في حماك يحيى وزيرا فاعجب الوالي بموقفه ولباقته وجمال توريته فأصدر أمره برفع الطلب إلى السلطان العثماني للموافقة عليه، ولما تميز به الشاعر عبد الباقي من ذكاء ومهارة سياسية وإدارية فضلا عن مهارته الأدبية التي اهلته لتقلد، ومنذ فترة مبكرة من سني حياته منصب كتخدا ولاية الموصل في عهد الوالي يحيى باشا الجليلي وله في الوزير يحيى باشا الجليلي ديوان من الشعر وهو الديوان المسمى نزهة الدنيا في محامد الوزير يحيى. وعبد الباقي العمري هو ابن عم قاسم باشا العمري الذي قاد أول ثورة شعبية ضد الدولة العثمانية في العراق انتهت بمصرع الوالي المعين من قبلها في الموصل وتنصيبه واليا على الموصل، ومن ثم قيادته للحملة العسكرية الموجهة لاسقاط داود باشا والي بغداد وانهاء حكم المماليك في العراق، حيث رافق عبد الباقي العمري ابن عمه قاسم باشا في هذه الحملة وتولى قيادتها بعد مقتله ولحين وصول الجيش الذي يقوده علي رضا باشا اللاز والي حلب، حيث قتل قاسم باشا بعد دخوله بغداد وتنصيبه واليا عليها بفترة قصيرة. وعبد الباقي العمري هو شقيق محمود منيب الذي تولى تربية وتوجيه الملا عثمان الموصلي بعد ان كف بصره وفقد والديه وهو طفل صغير. وعبد الباقي العمري هو عم أحمد عزت باشا العمري الفاروقي رئيس تحرير جريدة الزوراء وهي أول صحيفة عراقية صدرت في عهد الوالي مدحت باشا، والذي شغل منصب متصرف في شهرزور، ثم متصرفا في الأحساء ثم متصرفا في تعز في اليمن. ثم عاد ليقيم في الاستانة مشتغلا بالعلم والأدب ونظم الشعر والتأليف، ومن مؤلفاته كتاب الطراز الانفس في شعر الاخرس. والشاعر عبد الباقي العمري هو أيضا عم والد سامي باشا العمري الفاروقي ابن علي الرضا، عضو مجلس الأعيان العثماني، والملحق العسكري العثماني في برلين، وقائد الحملة العثمانية (الحملة الحورانية) على جبل الدروز في سوريا، وقائد الحملة العثمانية على الكرك في الأردن، ووالي المدينة المنورة لاربع سنوات (1320هـ - 1324هـ)، وقائد الحملة العثمانية التي جهزتها الدولة العثمانية لمحاربة ابن سعود. وعبد الباقي العمري هو جد رشيد العمري متصرف لواء الرمادي في اواخر عهد الدولة العثمانية، وعبد الباقي العمري هو والد جد ناظم العمري صاحب الندوة العمرية في الموصل وعضو اللجنة التنفيذية للدفاع عن عروبة الموصل ضد محاولات ضمها إلى تركيا عام 1925 (وهي لجنة منتخبة من قبل اهالي ووجهاء الموصل كلفت بالدفاع عن عروبة الموصل وعراقيتها). ومن انجازات عبد الباقي العمري قيادة الحملة العسكرية التي جهزتها الدولة العثمانية للقضاء على الفتنة التي شبت بين قبيلتي الزكرت والشمرت في النجف حيث قضى على الفتنة دون أن يريق قطرة واحدة من الدماء ونال بذلك ثناء القبيلتين المتحاربتين ويعد الشاعر عبد الباقي العمري من ابرز الشعراء في مدح آل البيت رضوان الله عليهم حيث اجاد في مدحهم بشعر كثير شغل معظم ديوانه الشهير (الترياق الفاروقي) إضافة إلى ديوانه الباقيات الصالحات، ومن ابرز قصائده في هذا المجال قصيدته الشهيرة في مدح الخليفة الراشد علي بن أبي طالب والتي مطلعها: أنت العلي الذي فوق العُلا رُفِعا _ ببطن مكة وسط البيت إذ وُضعا_ سمتك امُك بنت الليث حيدرةً _ اكرم بلبوة ليثٍ انجبت سبُعا_ وأنت حيدرة الغاب الذي اسد البرج _ السماويِ عنه خاسئاً رجعا_ وأنت باب تعالى شأنُ حارسه _ بغير راحة روح القدس ما قُرعا وللعمري قصائد غزل عذبة تمور بالرقة والشاعرية، إضافة إلى كتابته أكثر من موشح غني بالصور والظلال وفرح الألوان في الطبيعة المتألقة المتفتحة، وهي موشحات تحتفي بالحياة وتمجد الجمال. وكان له مجلس في بغداد يحضره مع الشيخ أبو الثناء محمود الآلوسي مفتي بغداد، والشاعر عبد الغفار الأخرس، وله مخاطبات ادبية وشعرية رقيقة مع ادباء وشعراء النجف الاشرف، وهو أول من أطلق لقب (الملائكة)، على عائلة الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة، ولقد دون شعر عبد الباقي العمري في ديوانه المعروف ب (الترياق الفاروقي) والذي طبع طبعتين في مصر وطبع طبعة أخرى على مطابع النعمان في النجف الاشرف، ولقد ترجم له الدكتور محمد مهدي البصير في كتابه نهضة العراق الأدبية بطبعتيه الأولى والثانية ترجمة وافية إضافة إلى تراجم أخرى كثيرة لكتاب اخرين. وكان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. ويقول صاحب الروض الأزهر «أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال:[بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي]». خلف عبد الباقي العمري ثلاثة من الأبناء الذكور هم كل من (سليمان فهيم) و (حسين حسني) و (محمد وجيهي)، هاجر اثنان منهم إلى مصر وهم كل من حسين حسني ومحمد وجيهي وشغلا هناك مناصب مهمة في مصر الخديوية منها متصرفية حلوان وانقطعت ذريتهم هناك، وكان آخر من تبقى من ذريتهم هناك السفير محمد طاهر العمري سفير مصر في الفاتيكان في خمسينيات القرن الماضي، اما سليمان فهيم فقد بقي في العراق وتقطن ذريته حاليا في مدينة الموصل ويعدون من ابرز اعيانها ويمتهن معظمهم زراعة الأراضي الزراعية التي يمتلكونها هناك. ومن عائلته (ياسين ابن خير الله العمري) المتوفى بعد سنة 1235هـ/ 1818م، وهو أحد المؤلفين المشهورين في الموصل. حيث قام الدكتور بدري محمد فهد بتحقيق كتابه (منهج الثقات في تراجم القضاة) وطبع في دار الغرب الإسلامي عام 2010.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ عبد الباقي العمري - ويكيبيديا