قال سمعت أن طاووسا سعى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قال سمعت أن طاووسا سعى لـ ابن الهبارية

اقتباس من قصيدة قال سمعت أن طاووسا سعى لـ ابن الهبارية

قالَ سَمعت أن طاووساً سَعى

في طَلَب القوت المشوم فرعى

حُباً لِصَياد عَلى شباكه

فَعادَ مِن ذَلِكَ في إِشراكِهِ

قَد صارَ مَأسوراً يُعاني الشبَكه

في حيرة يَرى الردى وَالهلكه

فَقال لَما أن رَأى ما حَل بِه

وَما تَشك نَفسه في عطبه

لَقَد هَلَكت شَرها وَحرصا

كَفى بِذاك سبة وَنقصا

فَهَل إِلى الخَلاص مِن طَريق

أَو مِن شَريك في الأَذى رَفيق

فَإِن في الوحدة هما زائِدا

يا حَبَذا لَو أن لي مُساعِدا

فَجاءهُ في الحال يَوم أَطلَس

فَساءهُ وَقالَ بئس المؤنس

ما نجرنا متفق فَكَيفَ ذا

هَذا أَشَد ما لَقيت مِن أَذى

أَعظَم ما يَلقى الفَتى مِن جُهد

أَن يَبتَلي مِن جنسِهِ بِالضد

جهد البَلاء صُحبة الأَضداد

فَإِنَّها كَي عَلى الفُؤاد

لَولا نَفاذ القَدر المَحتوم

ما بت بِالحَبس رَفيق البوم

صَبراً عَلى أَحوالِها وَلا ضحر

وَرُبَّما فازَ الفَتى إِذا صَبَر

وَقالَ أَهلاً بِأَخي وَمَرحبا

ادن تَعالَ ها هُنا وقربا

مِن أَين قالَ البوم من ناووس

كُنت بِه بِالأَمس مع طاووس

نادمني فيهِ فَكانَ ضَيفي

ثُم جزي بري بِكُل حيف

قالَ وَكَيفَ جاءَكَ الطاووس

ضَيفاً حلفت أَنَّهُ مَنحوس

قالَ نَعم جن الظَلام وَسَقَط

عَلى جِدار مَنزِلي وَقَد شَحط

عَن وَكرِهِ وَالليل وَالسحاب

فَحارَ إِذ أَعوزه الذهاب

فَقُلت ضَيف فَاِصنَعوا طَعاما

وَروقوا الشراب وَالمداما

فَهوَ كَريم ظاهر الوَسامَه

للمَجد في أَعطافِهِ علامه

ثُم دَنَوت مِنهُ فَاِستَخبرته

عَن حالِه فَقَص ما ذكرته

فَقُلت طب نَفساً فَهَذا مَنزل

رَحب وَكنٌ وَالجَميل أَجمَل

فَقالَ إِن الجوع عِندي أَطيَب

مِن زادِ يَومٍ والكَريم يسغب

فَقُلت خَل هَذِهِ الحَماقه

وَوافق الناس لأَجل الفاقه

ثُم دَخَلت الوَكر وَهوَ خَلفي

في فاقَةٍ يَعجَز عَنها وَصفي

وَقدم الطعام وَالشراب

وَهاجَت الأَشجان وَالأَلباب

يَقول لا آكل زاد اليَوم

زادَ اللئيم طَعمة اللئيم

فَقُلت ما أَخرَني وَقدمك

وَما الَّذي لأمني وَكرمك

لَيسَ بِقَدر الصور التفاضل

كَم حسن وَهوَ لَئيم جاهل

وَإِنَّما الفَضل بِفعل وَكَرَم

وَخَلق حُر وجود مقتسم

فَظهرت دَفائن الضمائر

وَباحَ كُل القَوم بِالسرائر

فَقالَ ما أَعجَب ما مَرَّ بِكا

وَشَر ما لَقيته مِن دَهركا

قُلت لَهُ وَالسكر قَد أَباحا

حمى فُؤادي كُله وَاِجتاحا

أَعجب ما لَقيته في عُمري

إِني كُنت جالِساً في وكري

عيشة وَزَوجَتي وَصبيتي

فسنحت أنثى فَهاجَت صَبوَتي

فَطرت مِن عِند فِراخي تابِعا

لَها وَقَد أَمسيت فيها طامِعا

وَلَم أَزَل أَتبَعها حَتَّى أَتت

وَكراً لَها في رأس نبق فعدت

وَأَخبرت بِقصتي حَليلها

وَسَجعت وَرَجعت هَديلها

وَقُلت تَدعوني فَجئت قَصدَها

وَزَوجَها مِن غَيظه قَد شَدها

ثُم أَتاني في بَني أَبيه

فَشوهوني أَقبح التشويه

وَنَتَفوا ريشي وَألقوني وَقَد

لَقيت ما لَم يَلقه قَبلي أحَد

عَلى ثُلوج وَقَعت كَثيره

في لَيلة بارِدة مطيره

فَكدت أَن أَهلك لَولا أَني

أَحضَرت قَلبي وَاستشرت ذهني

فَقُلت لابُد مِن التجَلُد

لأَنَّهُ خَير مِن التبَلد

فَالحر للعبء الثَقيل يحمل

وَالصبر عِندَ النائِبات أَجمَل

لا يَجزع الحر مِن المَصائب

كَلا وَلا يَخضع لِلنَوائب

لِكُلِّ شَيء مدة وَتنقَضي

لا يغلب الأَيام إِلا من رضي

ما أَحسَن الثَبات وَالتجَلُّدا

وَأقبح الحيرة وَالتبَلُّدا

قَد يَضحَك المَرء وَإِن قَلبه

باكٍ بسر غمه وكربه

ويأكل الحر شغاف قلبه

وَلا يَبين جَزعَةً لِصَحبه

وَيؤثر الضيف عَلى عياله

وَنَفسه بِزاده وَماله

حَتَّى يَظن جوده عن مال

وسعة في عيشه والحال

والحر لا يخضع للشدائِد

قَط وَلا يَغتاط بِالمَكايد

لَيسَ الفَتى إِلا الَّذي إِن طرقه

خطب تَلقاه بِصَبر وَثقه

وَالمَوت لا يَكون إِلا مره

وَالمَوت أَحلى مِن حَياة مره

وَفي الخطوب تَظهر الجَواهر

ما يَغلب الأَيام إِلا الصابر

إذا الرزايا أقبلت ولم تقف

فثم أقدار الرِّجال تختلِف

كَم قَد لَقيت لذة في زَمَني

فَاِصبر الآن لهذي المِحَن

فَالعُمر مثل الكاس وَالدهر القَذر

وَالصفو لا بُد لَهُ مِن الكدر

إِني مِن المَوت عَلى يَقين

فَاجهد الآن لما يَقيني

ثُم دَنوت ساعياً لا طائِرا

إِذ نَتَفوا ريش جَناحي الوافِرا

حَتَّى تَعَلقت بِأَغصان الشَّجر

في وَرق يكنني مِن المَطر

وَبَرد الليل وَزاد أَلَمي

وَلَم أَزَل أَئن مِن تَأَلمي

فَسَمِعَت دَجاجة أَنيني

قالَت أَنين دنف مسكين

فَسَخط الديك عَلَيها وَغَضب

وَنق مِما ذكرته وَصَخب

قالَت لَهُ لا تَنهر الضعيفا

وَاِرحَم لِكي ترحَم ذا اللهيفا

فَاِسعد العِباد عِندَ اللَّه

من ساعد الناس بِفَضل الجاه

لا تَغترر بِالخَير وَالسلامه

فَإِنَّما الحَياة كَالمدامه

في دنها فيها صَفاء وَقَذى

وَهَكَذا في الدَّهر خَفض وَأَذى

خَفضٌ وَبُؤس وَغِنى وَفَقر

وَصحة وَمَرَض وَأَسر

وَإِنَّما الموفق الحَكيم

مَن لَم يُغَير رَأيه النعيم

فَيَحسَب الصحة حَقاً وَاجِباً

لَهُ عَلى اللَّه حِساباً كاذِبا

فَعوذ النعمة مِن زَوال

بِكَثرة الإِحسان وَالإجمال

وَاِرحَم عَساكَ إن سَقَطت ترحم

فَالمَرء في أَيّامِهِ لا يَسلَم

وَلا تَكُن حاشاكَ كَالبقال

فَقالَ قصي شَرح تِلكَ الحال

شرح ومعاني كلمات قصيدة قال سمعت أن طاووسا سعى

قصيدة قال سمعت أن طاووسا سعى لـ ابن الهبارية وعدد أبياتها ستة و سبعون.

عن ابن الهبارية

محمد بن محمد بن صالح العباسي الهاشمي نظام الدين أبو يعلى. ابن الهبّارية: سمي بذلك نسبة إلى هبّار جده لأمه شاعر هجاء ولد في بغداد، وأقام مدة في أصبهان، وفيها ملكشاه ووزيره نظام الملك. وله مع الوزير أخبار، فقد كان شاعراً خفيف الظل طيب النفس ظريفاً. قال ابن خلكان: كان شاعراً مجيداً حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء، والوقوع في الناس لا يكاد يسلم من لسانه أحد. وتوفي في كرمان. من كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و (نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط) ، و (فلك المعاني) ، و (ديوان شعر) أربعة أجزاء.[١]

تعريف ابن الهبارية في ويكيبيديا

ابن الهَبَّاريَّة (414 - 509 هـ / 1023 - 1115 م) هو شاعر عربي من شعراء العصر العباسي. هو محمَّد بن محمَّد بن صالح بن حمزة بن عيسى بن محمَّد بن عبد الله ابن العبَّاس، نظامُ الدِّين أبو يَعْلى العبَّاسيُّ الهاشميُّ، عُرِفَ بابن الهَبَّاريَّة نسبةً إلى جدِّه لأمِّه هَبَّار.نظم حكايات «كليلة ودمنة» شعراً في كتاب أسماه «نتائج الفطنة في كليلة ودمنة» وله أيضاً «الصادح والباغم» وهو مجموعة من الأراجيز على نمط كليلة ودمنة أيضاً.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن الهبارية - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي