قال هذا ثم ولى غاضبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قال هذا ثم ولى غاضبا لـ خالد الفرج

اقتباس من قصيدة قال هذا ثم ولى غاضبا لـ خالد الفرج

قال هذا ثم ولى غاضبا

ليس يدري أيَّ صوب يقصد

وجهه أشبه بالرمل سفتْ

فوقه الريح عبوسٌ أَجعد

تارةً يُهْرع في مشيته

وتراه تارة يتئد

يقصد الغابة لا النَّهْرُ لا

تارة يمشي وأُخرى يقعد

يحصب الجو بما في يده

ويكاد الفم منه يزيد

قالتِ الكبْرى وأَومتْ نحوه

وهو في ذات الفضا يبتعد

لِمَ لا يبدي لنا قصته

لنواسي بعضَ ما قد يجد

إنه من أَجمل الناس على

ما به من خلق لا يحمد

إن تبسمت له أزورّ حيا

وكأن الجفن منه أَرمد

وإذا قرضته معجبة

ظَنَّني هازئة أَنتقد

هو لا شك محبٌ إنما

قلبه عن جسمه مبتعد

صخرة والحب فيها جذوة

فهو مهما تقدحيه جلمد

قالتِ الصغرى لقد قابلته

مرة وهو وحيد مفرد

فرأَيت الحب فيه ماثلا

وعليه الكبريا والكمد

وإذا خالسته في نظرة

لا يدانيه حياءً أَحد

ولقد صافحته باسمة

فوجدت الكف منه توعد

ولقد عبّرتِ العينان لي

ولسانٌ بالهوى منعقد

وجهه بالصد عني شائح

وذبول العين بي يستنجد

عَيْبُه عزة نفس تحتها

عِتْق نبل قد نماه محتد

عزة العارف معنى نفسه

بين قوم جهلوا ما يقصد

جهلوا منه الذي يجهله

منهم والجهل شيءٌ مفسد

فقصاراه صدود عنهم

دام لا يفتك أو لا يحقد

ثم ويل الناس ما أَلأمهم

من فصولٍ فيهمُ لا ينفذ

كلما مر بهم أَبدوْاله

من فضول القول ما لا يحمد

قالت الأخرى لقد حيرني

كلما فكرت هذا السيد

أَنا أهواه ولا أَكتمكم

ولقد شاهدته يبترد

فرأَيت الرث من أثوابه

تحته جسم وسيم أَملد

ومحياه كما أَنظره

قمر جلاَّه شَعْرٌ أَسود

يملأ العين جمالا وبهاً

جسد غضّ وحَوْل أَيّد

وكأن الماءَ أَضحى هالةً

حوله م نوره يتقد

تحت ظل الدوح يشدو سابحاً

وعلى الأغصان حينا يصعد

أَسَمِعتم بعذارى الماءِ في

عبقر تشدو وآنا تنشد

إنه أَوقع في النفس فيا

لوسيم فيه صوت غَرِد

فإذا إنشاده في شعره

سُورةُ الحب وقلبي مسجد

ثم مدّ الصوت باسم داعيا

آه ليلى أَين منك الموعد

قلت لبيك وبادرت إلى

شاطيء النهر ولا أَتئد

أَفتح الصدر له ملَْ يدي

لعناق حره لا يبرد

فأشاح الوجه عني لاهيا

مبديا لي عكس ما أَعتقد

عابثا أَنمله في ذقنه

حيرة الضائق فيما يزهد

قائلا ليلى ولا ليلى التي

كنت في تلك الأغاني أَقصد

ومضى يعدون إلى الغاب فلا

تسأَلا عني وعما أَجد

وأَتى الراعي على أَكتافه

رزمة يحملها أَو مزود

قائلا إن فلانا قد قضى

وسَطَ الغاب فلا تفتقدوا

ولقد بادرت في دفني له

خوفَ أَن يأكل منه الأسد

وإذا الرزمة ديوانٌ به

شعره أَجمل ما خطتْ يد

وهو يهديه إلى ليلى التي

أسعدته لو شَقِيٌّ يسعَد

حَرّرت والدمع يمحو حِبرَها

سُوةَ الحب يدٌ ترتعد

لكِ شعري لكِ حبي والهوى

وأَنا باسمك ليلى أَوقد

فاغفري لي قسوتي أَو هفوتي

خَلَّدَ الحبَّ بقلبي الأَبد

شرح ومعاني كلمات قصيدة قال هذا ثم ولى غاضبا

قصيدة قال هذا ثم ولى غاضبا لـ خالد الفرج وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن خالد الفرج

خالد الفرج

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي