قان المدام بكأس الشادن الغنن

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قان المدام بكأس الشادن الغنن لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة قان المدام بكأس الشادن الغنن لـ ابن هتيمل

قانِ المُدامَ بِكَأسِ الشّادِنِ الغَنِنِ

واشرَب عَلَى وَردِ خَدَّي وَجهِهِ الحَسَنِ

وَغَادِها قَد تَفانَت فَهيَ مِن عَدَمِ ال

أَجسامِ جَوهَرُها رُوحٌ بِلا بَدَنِ

صارَت خُلاصُتُها كالسِّرِّ ضُمِّنَهُ

صَدرُ الأَمينِ فَلَم يَظهَر إلَى عَلَنِ

تَشُكُّ في كَونِها في الكَيسِ قائِمَةٌ

فَتَمتَري الشِّربُ في كانَت وَلَم تَكُن

صِرفٌ إذا لَعِبَت بِالقَلبِ صورتها

عادَت لِسانُ الفَصيحِ المُدرِهِ اللَّسِنِ

مَحاسِنٌ كَمُلَت في دِمنَةٍ خُلِقَت

في فِتنَةٍ نَشَأَت في أَعظَمِ الفِتَنِ

لا يَصرِفَنَّكَ عَن لَهوٍ وَعَن دََدَنٍ

نَهيُ النُّهاةِ فَطيبُ العَيشِ في الدَدنِ

إن نِمتَ عَن جَرِّ أَذيالِ الصِّبا مَرَحاً

أصبَحتَ تَسحَبُ ذَيل الغُبنِ والغَبَنِ

أَما تَرَى اللَّيلَ مِسكَيَّ الغُلالَةِ مَح

جُوبَ الغَزالَةِ مَسكُوبَ الحَيا الهَتِنِ

وَرَنَّةَ النّاي والمَثنَى تُراسِلُها

فيما تَفَنَّنَ قُمريٌّ علَى فَنَنِ

فاعكِف عَلَى المًطرِبِ الشّادي بِنَغمَتهِ

فَفيهِ حَظّانِ حَظُّ العَينِ والأُذُنِ

العُمرُ عاريةٌ فاغنَم سُرُورَكَ ما

دامَ السُّرُورُ لَهُ دَولٌ عَلَى الحَزَنِ

تَمضي الحَياةُ كَأَن لَم يُكسَ لابِسُها

عَن بَزَّةِ المَهدِ إلاَّ بَزَّةَ الكَفَنِ

إيّاكَ تَرغَبُ في سِلمٍ عَلَى دَخَنٍ

فالحَربُ أسلَمُ مِن سِلمٍ عَلَى دَخَنِ

لا تَحقِرَّنّ عَدُواً عِندَ وَهنَتِهِ

كَم قُوَّةٍٍٍ نَشَأَت مِن أَوهَنِ الوَهَنِ

يَهنَى المُظَفَّرَ أَنَّ اللهَ خَوَّلَهُ

بَعدَ الخَلائِفِ مُلكَ الشّامِ وَاليَمَنِ

فَردٌ تُدَبرُ كُلَّ النّاسِ سيرَتُهُ

مِن العِراقِ إلى مِصرٍ إلَى عَدَنِ

شَمسٌ أَغارَ بُرُوجَ الأُفقِ مِن مَلِكٍ

بِرُوجُهُ في رِماكِ الخيلِ والحُصُنِ

بَحرٌ لَو أنَّ بِحارَ الأرضِ تُشبِهُهُ

في الجُودِ ما خاضَهُنَ السفنُ بِالسُّفِنِ

فَرضٌ وَكُلُّ مُلُوكِ الأَرضِ نافِلَةٌ

إنَّ الفُرُوضَ لَها فَضلٌ عَلَى السُّنَنِ

غَيرٌ وَيَختَرعُ المُثلَى وَيَبتَدِعُ ال

حُسنَى وَيَأنَفُ أن يَمشي عَلَى سُنَنِ

أشهَى إلَى الهيمِ والعَينِ الَّتي فَقَدَت

حُلوَ الكَرَى مِن شَهيّ الماءِ والوَسَن

لَونُ الخَلائِقِ إلاَّ في تَخَمُّطِهِ

بَينَ الصَّوارِمِ والخَطّيَةِ اللدُنِ

تَدُرُّ مِنهُ نُحُورُ البُدنِ نائِبَةً

لِلضَّيفِ عَن دِرَّةِ الأَخلاقِ بِاللَّبَنِ

أَشَمُّ ما سارَت الأَذواءُ سيرَتَهُ

لا ذُو رُعَينٍ وَلا سَيفُ بنُ ذي يَزُنِ

فَما إياسٌ وَأوسٌ وَابنُ ساعِدَةٍ

وَأكتمٌ وأُوَيسُ الفَضلِ في قَرَنِ

دَعِ المُظَفَّر لا تَعدِل بِهِ بَشَراً

فاللهُ أكبَرُ أَن تَحكيهِ بِالوَثَنِ

قُل لِلأُولَى غَفَلُوا مِن خَوفِ يُوسُفَ في

ضُمّ الحُصونِ وَفي العالي من القُنَنِ

مَن كانَ في حَلَبٍ وَالرَّي هِمَّتُهُ

فَكَيفَ يَعجِزُ عَن كَهلانَ أو كَنَنِ

عيشُوا بِهُدنَةِ شَمسِ الدّينِ واعتَمِدُوا

عَلَى التَّوَّسُلِ بالرَّحمنِ في الهُدَنِ

فالذَّلُ أبقَى لِبَعضِ الذُّلِ في نَعَمٍ

كانَ الهُزالُ لَها أوفَى مِنَ السِّمَنِ

رَعَيتُمُ زَهرَةَ الدُّنيا بِها فَرِدُوا

من عَفوِهِ الجَمِّ غَيرَ الآجِنِ الأَسِنِ

يا يُوسُفَ الحُسنِ والإحسانِ والشَّرَفِ ال

عُلويّ والحِلمِ والإقدامِ والمِنَنِ

إذا أَطاعَكَ في أَقصَى مَمالِكِها

بَنُوَ الحُسَينِ فَعَفُوا عَن بَني الحَسَنِ

إنّي لأَشرُفُ عَن قَومي لِكَونِكَ لي

مَولَآ فَهَل لَكَ في عَبدٍ بِلا ثَمَنِد

إستَفتِ نَفسَكَ في رِقّي فَرُبَّتَما

أَفتَتكَ فيَّ بِرِقِّ الحاذِقِ الفَطِنِ

قُل لي إذا لَم تَكُن لي مِنكَ عارِفَةٌ

فيمَن أحُوكُ قَوافي الشَِّعرِ أَو لِمَن

طالَت زَمانَةُ حالي فاحتَسَبتُ فَما

أشكُو لِمَصلَحَةِ الأَعواضِ في الزَّمَنِ

وَإنَّ أَعجَبَ ما تَأتي الحُظُوظُ بِهِ

فَوزُ الجَحاشِ بِحَظِ السّابِقِ الأَرِنِ

أم مَن أُقَرِّظُ أَم مَن ذا أُطَوِقُ أَم

مَن ذا أُتَوِّجُ مِن عَدنانَ وَاليَمَنِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قان المدام بكأس الشادن الغنن

قصيدة قان المدام بكأس الشادن الغنن لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها أربعون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي