قبل أن يبصر الظلام الضيا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قبل أن يبصر الظلام الضيا لـ صالح الشرنوبي

اقتباس من قصيدة قبل أن يبصر الظلام الضيا لـ صالح الشرنوبي

قبل أن يبصر الظلام الضيا

ء وتكون الحياة والأحياء

كان من كان بدؤه بدء دنياه

ومن لا يحده الانتهاء

كان والفكرة العظيمة حلم

بعضه الأرض والسما والفضاء

حلمٌ يعجزُ الخيال سموّاً حق

قته الإراده العصماء

وصحا الكون بعد غفوته

الكبرى وفي جفنه رؤى عذراء

واستخف الوجود حسن مجاليه

وهامت بكلها الأجزاء

ورأى الله كل شيء كما شاء

ولله أن يرى ما يشاء

وتراءى فاهتز قلب الروابي وتجلى

فاستغشت الأنحاء

وتسامت إليه من كل أفق

صلوات ينساب فيها الدعاء

رب هذا الوجود من صنع كفي

ك فأنت الباني ونحن البناء

رب والكون كله صفحات لك

فيها الأسرار والآلاءُ

رب هذا الجمال جوهر معناك

فمعناه مستسِرٌّ خفاءُ

ربّ والكائنات روحك فيها فم

داها صيرورةٌ لا فناءُ

ربّ كل الأشياء تبنض فيها حيَ

واتٌ لكنّها خرساءُ

رب أعجزت فليُذع سرّ إعجاز

ك صوتٌ تشيعه الأصداء

رب هذا الإنسان ظلّك في الأرض

شعور وحكمةٌ وذكاء

رب والناس كالقطيع وهذي الدار

الدنيا لها صحراء

رب فاختر من القطيع حداةً

يتناهى بهم إليك الحداء

دينه أنت والحقيقة والحب

فكل الأديان فيه سواء

واسقه خمر المقدّس حتى

تتناسى كيانَها الأعضاء

وتُنَوّر له الطريق فقد يعثر

فيها وقصده الاهتداء

واحبه من عوالم السحر نايا

تتناغى بهمسه الأرجاء

ويراعا مؤلّمها أبدياً تتساقى

رحيقه الآناء

وليكن في اسمه من الخلد معنى

تتمنّى جماله الأسماء

قالت الحكمة القديمة هذا

مطلبٌ لا يجيبه الأرجاء

فلتهنأ بما تحب البرايا

فبحولي الإيجاد والإنشاء

بع حين تجرى المقادير بالدهر

وفيها السراء والضراء

بعد حين ينوح من خانه الحظ

ويشدو بالفرحة السعداء

لم يكن من تناقض الخلق بدٌّ

فمحال أن تيتوى الأشياء

كل شيء مسخر لسواه

فلنور الصباح كان المساء

وشقاءٌ مميّزٌ بهناء وهناء

يدبّ فيه الشقاء

وقلوب مخمورة بالأماني

وقلوب إلى الأماني ظماء

والذي يجمع الشتات مثال عش

قته الأضدادُ والنظراء

ذلك الخالق الذي أنا فيه

قوة يشتفى بها الضعفاء

شاعر الكون لا يقيده الكون

وإن ضمه تراب وماء

ساحر النور والظلام وكم يسمو

فتفنى في نوره الظلماء

هو قلب الحياة يشدو إذا غنّت

ويبكى إذا شجاها البكاءُ

هو روح مجسدٌ روحه الله

وفكر عقل هويّه إسراء

صورته مشاعر الناس أفقاً

تتلاشى في جوه الأجواء

قلقٌ كالحياة تقتله الأغلال

وهو المُقَيّد العداء

ساكن كالفناء يخلق بالأحلام

مالا يجرى عليه القضاء

يستلذّ الآلام في نشوة الوحي

وفيها الدواء والأدواء

طائر عشّه الزمان ومهوى

جانِحَيه القلوب والأهواء

مِزهرٌ لحنُه الحياة وينبوع أغ

نيه ما تظل السماء

غنوةٌ ذابت الأحاسيس

فيها وصداها القلوب والأهوان

قلبه العالم الكبير ونجواه حنان

ورحمة وإخاء

خلقه كالضياء في كل حال

فهو في الحان والمصلى ضياء

عقله مسرح بنته المقا

دير ووشّت ظلاله الأضواء

مسرح مخرج الروايات

فيه من إليه الإحياء والإفناء

أزليّ ممثّلوه رؤاه والأماني

المجنونة الحسناء

يشهد الليل والنهار عليها

قصة جنّ دونها العقلاء

قصّة الموت والحياة وكم حارت

لديها وضلّت الآراء

شغلته عن الحياة معانيها وأغرا

ه بالدفين الطلاء

فاستحال الظهور فيه خفاءً

واحتوى الكون كونه الوضاء

وانتشت روحه الطليقة في الدهر

بخمر مزاجها الإيحاء

ومضى كالشعاع يستبق العمر

ودنياه ثورة وامتلاء

جامح الفكر مستثار الخيالات

قصاراه لذّة وانتشاء

لذّة الخالق الصغير إذا ما

أشهدته الحقيقة العلياء

يسأل الله وهو في ذاته الحي

رى وجود مشعشع لألاءُ

فيناديه لا تُرَع إن تعامت

عن سناك الظواهر الجوفاء

أنت منّى منذ استوى الكون طفلا

واستقلّت عن ذاتها الأشلاء

فأنر للأنام ما تحجب الأغلال

عنهم والشهوة الرقطاء

رسلٌ كلهم وأنت كتابي

ولساني والوحي والأنباء

سوف تشقى وسوف تسعد كالناس

وكل الذي تراه ابتلاء

فاحي للناس لا لنفسك يا شاعر

واصدح حتى يموت الغناء

فإذا مات وانطلقت من القيد

فعندي لأصغريك الجزاء

جنّة عرضها السماوات والأرض

وخلدٌ يناله الأصفياء

لا يهولنك الحديث عن النار

فإني الرحيم والرحماء

فأدر لولب السفين كما شئت

ولا تقهرنك الأنواء

فهنا الشاطىء المغلف بالأسرار

حيث المسيرُ والإرساء

وغداً تلتقى بذاتك ذاتي لت

قول الحياة والأحياء

مات فردٌ ممّن شدا الحق

فيهم أنتم الناس أيّها الشعراء

شرح ومعاني كلمات قصيدة قبل أن يبصر الظلام الضيا

قصيدة قبل أن يبصر الظلام الضيا لـ صالح الشرنوبي وعدد أبياتها اثنان و سبعون.

عن صالح الشرنوبي

صالح بن علي الشرنوبي المصري. شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها. دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم. ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام. ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً. له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط) .[١]

تعريف صالح الشرنوبي في ويكيبيديا

صالح علي شرنوبي (1924م - 1951م / 1370 هـ)، ولد في 26 مايو 1924 بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ. حفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات. درس بمعهد دسوق الديني وحصل على الابتدائية من معهد القاهرة عام 1939م. حصل على الثانوية الأزهرية من المعهد الأحمدي بطنطا عام 1947م. فشل في الالتحاق بدار العلوم بعد أن اجتاز الامتحان التحريري. التحق بكلية أصول الدين ثم هجرها بعد سبعة أشهر من الدراسة. بعد عام من تركه كلية أصول الدين عاد إلى بلطيم ليعمل مدرسا بالمدرسة الابتدائية. ترك بلطيم إلى القاهرة. كتب قصائد الشك والحزن والحرمان والموت وهو مقيم بحجرة الدجاج على سطح أحد المنازل، أو وهو ملتجئ ـ بعد أن طردته صاحبة البيت لعجزه عن دفع الإيجار - إلى مغارة بجبل المقطم، أو وهو مقيم في بدروم تحت الأرض يخيل إلى داخله أنه يستنشق هواء قد سبق تنفسه حسب تعبير الدكتور عبد الحي دياب. عمل مدرسا بمدرسة أجنبية للبنات هي مدرسة «سان جورج» لكنه فصل منها لكثرة تخلفه وعدم التزامه بمواعيد الحضور والانصراف. مرة ثانية حاول الالتحاق بكلية دار العلوم ليلقى نفس النتيجة التي لقيها عام 1947 م. التحق بكلية الشريعة، ولكنه سرعان ما هجرها لنفس الأسباب التي هجر بها كلية أصول الدين. تعرف على الممثلين والممثلات وكتب أغنيات بعض الأفلام، كما أنه عرف وذاق كل خصائص عالم الفن إلى درجة التخمة. علم كامل الشناوي بمأساة الشاعر صالح الشرنوبي فعينه مصححا في جريدة (الأهرام) لتظل الماساة قائمة نتيجة لنمط الحياة التي قد استغرقت هذا الشاعر. في إجازة عيد الأضحى عاد الشاعر إلى بلطيم لتكون النهاية الحزينة، ولتشيع بلطيم شاعرها إلى مثواه الاخير يوم 17 سبتمبر 1951 م الموافق 15 من ذي الحجة 1370 هجرية. خلف صالح الشرنوبي عدة دواوين وبعض الأزجال والقصص القصيرة والمسرحيات، وقصائد النثر والشعر الحر جمعت كلها في مطبوع ضخم (675 صفحة) في سلسلة «من تراثنا» مع مقدمة للدكتور عبد الحي دياب[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. صالح الشرنوبي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي