قتل الحب يا ليالي الوداد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قتل الحب يا ليالي الوداد لـ مصطفى صادق الرافعي

اقتباس من قصيدة قتل الحب يا ليالي الوداد لـ مصطفى صادق الرافعي

قُتِلَ الحبُّ يا ليالي الودادِ

فاسلمي بالقلوبِ والأكبادِ

مهجةٌ تتلظى غراماً ولكنْ

ألفُ قلبٍ يغلي من الأحقادِ

وصدورٌ كالنارِ غطّىَ عليها

من سوادِ الرياءِ شبهُ الرمادِ

وهمومُ الحياةِ تخلقُ للقل

بِ وأيُّ امرئٍ بغيرِ فؤادِ

ما أمِنَّا الزمانَ إلا كما يأ

منُ إبليسَ زاهدُ الزهادِ

كلُّ يومٍ يصيحُ بالناسِ صوتاً

كضجيجِ الساعاتِ في الميعادِ

أينَ من يأمنُ العواديَ والنا

سُ بأجناسهم ثمارُ العوادي

من تَدَعْهُ فريثما يدركُ النض

جُ وربُّ البستانِ بالمرصادِ

وقتيلٌ من كانَ في الغابِ حيّاً

تتولاهُ أعينُ الآسادِ

إنما الناسُ من يوقّرهُ النا

سُ وإن كانَ أمرهمْ للنفادِ

إن ذكرَ الذينَ شادوا وسادوا

لم يزلْ راسخاً معِ الأطوادِ

وإذا المرءُ أودعَ الأرضَ سرّاً

نبشتْ سرّهُ يدُ الآبادِ

إن تشأ أن ترى حديثكَ بعدَ ال

موتِ فانظرْ إلى حديثِ العبادِ

كم تُرينا الأيامَ من عبرٍ شتّى

كأنَّ الأيامَ في استعدادِ

وأراها في عبرةٍ قد طوتها

كانطواء المليونِ في الأعدادِ

في مليكٍ كساهُ أمسٌ جلالاً

فغدا اليومَ بالي الأبرادِ

كانَ فوقَ السريرِ فانقلبَ الد

هرُ فأمسى بهِ على الأعوادِ

وقضى العمرَ يومَ عيدٍ فلما

ماتَ ضنتْ أيامهُ بالحدادِ

ومن الهمِ أن ترى أدمعَ ال

موتِ من غيرِ أدْمعِ الميلادِ

شُدَّ ما يؤخذُ الظلومُ إذا ما

سارَ في الناسِ سيرةَ استبدادِ

إنما أنفسُ الأنامِ سيوفٌ

إن تحركْ سالتْ من الأغمادِ

أينَ من كانَ في الثغورِ ابتساماً

وهو اليومَ مضغةُ الحسادِ

أينَ من كانَ للبلادِ رجاءً

وهو اليومَ عبرةٌ في البلادِ

سطروا ذكرَهُ على صحفِ التاري

خِ من سوءِ فعلهِ بمدادِ

وأروهُ أن الفسادَ وإن طا

لَ فعقبى أمورهِ للفسادِ

لم يكن يجهلُ الرشادَ ولكنْ

عميَ الحبُّ عن سبيلِ الرشادِ

وأضلُّ الهوى هوى ملكُ الأر

واحِ يبغي محاسنَ الأجسادِ

إنَّ للتاجِ ربةً لا تزين التا

جَ إلا بطلعةِ الأولادِ

لا كتلكَ التي هي الصدفُ الفا

رغُ نحساً لطالعِ الصيَّادِ

عذلوهُ فيها فكانَ مريضاً

ساخراً بالطبيبِ والعُوَّادِ

وإذا كانَ للخطيئةِ عذرٌ

أيُّ عذرٍ لمخطئٍ في التمادي

أبعدوها عن القلوبِ فلم ير

ضَ وصعبٌ تجاورُ الأضدادِ

هو ألقى في النارِ فحماً فلما

أجَّ لم يختطفْ سوى الوقّادِ

ليسَ للملكِ من يسوقُ هواها

حاملِ التاجِ مثلَ سوقِ الجيادِ

أنضجتهُ بالحبِّ حتى إذا ما

بلغَ النضجُ أطعمتهُ الأعادي

وأرتهُ العينانِ أنَّ بياضَ ال

حظِّ قد شابهَ الهوى بسوادِ

جردتْ من لحاظها فاتكاتٍ

جرّأتْ كلَّ تكلُّمِ الأجنادِ

ليتها حينَ لم تقدْهُ لمجد

لم تخلَّ الزمامَ للقوَّادِ

ليتها حينَ أسهرتهُ عليها

ما جزتهُ بمثلِ هذا الرقادِ

قَتَلَتْهُ بِبَغيِها وتَلَتْهُ

وأرى البغيَ جامعاً كالودادِ

أيّ أيدٍ قد بدلت ذلكَ الدر

بحبِ الرصاصِ فوقَ الهوادي

أوما خافتِ الكواكبُ أنْ تس

قطَ من غيرةٍ على الأجيادِ

ما لتلكَ اللحاظِ وهيَ حدادٌ

أصبحتْ في العدوِ غيرَ حدادِ

لم تؤثر في قلبهِ نظراتٌ

ربما أثرتْ بجسمِ الجمادِ

قتلوا ظبيةَ القصورِ ولكنْ

قتلةَ الصائدينَ حيةُ وادي

حسبوها فأراً وهمْ قططُ البي

تِ فلم يأكلوهُ قبل الطرادِ

وكذا يقدمُ اللصوصُ إذا ما

أبصروا الرأسَ مالَ فوق الوسادِ

ما أرى هذهِ الشهامةَ إلّا

حمقاً من فظاظةِ الأكبادِ

عربدوا في الدمِ المراقِ وما الو

حشُ إذا اغتالَ يترك الدم بادي

شرح ومعاني كلمات قصيدة قتل الحب يا ليالي الوداد

قصيدة قتل الحب يا ليالي الوداد لـ مصطفى صادق الرافعي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن مصطفى صادق الرافعي

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر. أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به. شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول. وله رسائل في الأدب والسياسة. له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و (تاريخ آداب العرب -ط) ، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط) ، (حديث القمر -ط) ، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها[١]

تعريف مصطفى صادق الرافعي في ويكيبيديا

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري (1298 هـ- 1356 هـ الموافق 1 يناير 1880 - 10 مايو 1937 م) ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية في أول وعاش حياته في طنطا. ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي. تولى والده منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر، وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعي فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي