قد أسمعتك أنينها الأوطان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قد أسمعتك أنينها الأوطان لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة قد أسمعتك أنينها الأوطان لـ جميل صدقي الزهاوي

قد أسمعتكَ أنينها الأوطان

بضعيف صوت ملؤه الأشجانُ

مدَّت إليك يد الشكاة لأنها

قد عاث فيها الظلم والعدوان

أدرك بها الضعفاء واستعجل فقد

عزَّ النصير وقلَّت الأعوان

إن كنت تنصرها وتحمي حوضها

عن غاصبٍ فلقد أتى الإبَّانُ

أدرك بنصرك أمرَ قومِك إنهم

ظلموا فريع الشيب والشباب

وجرت دموع الحزن فوق خدودهم

وتقرحت منهم بها الأجفان

لا بدَّ من أن تستهل دموعهذ

من كان تضغط قلبه الأحزان

قد يُستدل على الحزين بدمعهِ

مثل الكتاب دليله العنوان

يا غيرةَ اللَه ابطشي بعصابة

الهاهمُ الجبروت والطغيان

فلقد أهين العدل في ديوانهِ

ولقد أهين العلم والعرفان

ولقد أهينت للمساجد حرمة

وأهين في محرابها القرآن

جعلوا الحكومة في البلاد ذريعة

للغدر حتى رجَّت البلدان

لا شيء يحظى من قلوب سراتهم

بالحب إلا الأصفر الرنان

قوم جفاة مالهم من رحمة

لو لان صخر جامدٌ ما لانوا

سلبوا القبائل مالها بوسائل

لا يستطيع كخلقها الشيطان

لم يرتضوا من بعد سلب ثرائها

إلَّا بأن تتهتك النسوان

حتى إذا وقفت عن استرضائهم

ظنوا بأن وقوفها عصيان

فتواثبوا يتصيدون رجالها

بقوى الرصاص كأنهم غزلان

وتهاربت منها البقية خشيةً

من أن تنال حياتها النيران

لم تبق في تلك الديار أمامهم

إلا نساء الحيِّ والولدان

فتفرَّق العادون بين بيوتها

وأتوا فظائع جمة وأهانوا

يا ويلها بالمال منهم ما نجت

هذا لعمر أبي هو الخسران

ويح المواطن إنها لبست بهم

ثوب الخراب فما بها عمران

محقورة في عينهم لا أهلها

أهل ولا إنسانها إنسان

تاللَه يا طمع الولاة عَرَقتنا

وأكلت ما لا يأكل الغرثان

يا عدل إنك أنت محبوب لنا

حتامَ هذا الصدُّ والهِجران

يا عدلُ ألقى الياس في أرواحنا

يا عدل منك المطلُ والليانُ

يا عدل منذ صددت عنا مالنا

يا عدل عنك بحالة سلوان

يا عدل إنا قد تفارقنا كما

تتفارق الأرواح والأبدان

يا ربّ قد شاع الفساد كما ترى

وتهدمت من دينك الأركان

يا رب قد بيعت حقوق ضعافنا

للأقوياء وحيزت الأثمان

يا ربّ ضاع الصدق بين سراتنا

يا رب عم الزُّور والبُهتان

حتامَ يختار الشقاقُ مقامه

في المسلمين وإنهم إخوان

حتام هذا الحقد بين رجالنا

حتام هذا البغض والخذلان

حتام لا تأتي النفوس صلاحها

حتام لا تتنبه الأذهان

قوم لعمري في الجهالة نوَّم

والشرُّ فيهم وحدَه يقظان

كل الأنام تقدموا في أمرهم

ونصيبنا من بينهم حرمان

انظر إلى إيران كيف تملصت

من خطة فيها أذى وهوان

جاءت بإصلاح يعلِّى شأنها

لِلّهِ ما جاءت به إيران

عمدت إلى الشورى فسنت مجلساً

فيهِ لرأي الأمة السلطان

رفعت لواء العدل فوق بلادها

حتى استوى المسكين والخاقان

شرح ومعاني كلمات قصيدة قد أسمعتك أنينها الأوطان

قصيدة قد أسمعتك أنينها الأوطان لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي