قد أظلتك يا أبا إسحاق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قد أظلتك يا أبا إسحاق لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة قد أظلتك يا أبا إسحاق لـ السري الرفاء

قد أَظَلَّتْكَ يا أبا إسحاقِ

غارَةُ اللَّفظِ والمعاني الدِّقاقِ

وأَتاكَ الهُمامُ ذو النَّظَرِ الشَّزْ

رِ إليها والصِّلُّ ذو الإطراقِ

قَطرَةٌ لو تَجِفُّ من قُطرُبيٍّ

دَرَسَتْ بعدَها رُسومُ الشَّقاق

فاتَّخِذْ مَعْقِلاً لشِعْرِكَ يَحْمي

ه مُروقَ الخوارجِ المُرَّاقِ

قبلَ رَقْرَاقَةِ الحديدِ يُريقُ السْ

مَّ في صَفْوِ مائِهِ الرَّقراقِ

كنتُ مِنْ ثَرْوَةِ القَريضِ مُحَلًّى

فتحلَّيْتُ منه بالإِملاقِ

أيُّها الجَفْنُ غَيرَ دَمْعِكَ هذا

إنَّ ثُكْلَ الحبيبِ غيرُ الفراقِ

أَغداةُ الكُلابِ أَوْدَتْ بِشِعْري

فمَضَى أو عشيَّةُ التَّحلاقِ

غارَةٌ لم تَكُنْ بِسُمْرِ العَوالي

حينَ شُنَّتْ ولا السُّيوفِ الرِّقاقِ

جالَ فُرسانُها عَليَّ جُلوساً

لا أَقَلَّتْهُمُ ظُهورُ العِتاقِ

فُجعَتْ أنفُسُ الملوكِ أبا الهَيْ

جاءِ حَرباً بأنفَسِ الأَعْلاقِ

بِقَوافٍ مثلِ الرِّياضِ تَمَشَّتْ

بينَ أنوارِها مياهُ السَّواقي

ومَعانٍ فتَّقْتَهُنَّ فأَصبحْ

نَ لمِسْكِ الكَلامِ مثلَ الفِتاقِ

بِدَعٌ كالسُّيوفِ أُرْهِفْنَ حُسْناً

وسِقاهُنَّ رَوْنَقَ الطَّبْعِ ساقي

مُشرِقاتٌ تُريكَ لَفْظاً ومَعْنىً

حُمرةَ الحَلْيِ في بياضِ التَّراقي

يا لَها غارةً تُفَرِّقُ في الحَو

مَةِ بين الحَمامِ والأطواقِ

تَسِمُ الفارِسَ المُقَدَّمَ بالعا

رِ وبعضُ الإقدامِ عارٌ باقي

لو رَأَيْتَ القَريضَ يَرعُدُ منها

بينَ ذاكَ الإرْعادِ والإبراقِ

وقلوبَ الكلامِ تَخفِقُ رُعْباً

تَحتَ ثِنْيَيْ لِوائِها الخَفَّاقِ

وسُيوفَ الضَّلالِ تَفتُكُ فيها

بِعَذارى الطُّروسِ والأوراقِ

والوجوهَ الرِّقاقَ داميةَ الأَبْ

شَارِ في مَعْرَكِ الوُجوهِ الصِّفاقِ

لَتَنَفَّسْتَ رَحْمَةً لِلْخُدُودِ ال

حُمْرِ منهنَّ والقُدودِ الرِّشاقِ

والرِّياضَ التي ألحَّ عليها

كاذبُ الوَبْلِ صادِقُ الإحْراقِ

والنُّجومَ التي تَظَلُّ نجومُ ال

جَوِّ حُسَّادَها على الإشراقِ

بعدَ ما لُحْنَ في سَماءِ المعالي

طُلَّعاً وانتَشَرْنَ في الآفاقِ

وتَخيَّرْتَ حَلْيَهُنَّ فلم تع

دُ خِيارَ النُّحورِ والأعناقِ

وقطَعْتَ الشَّبابَ فيه إلى أن

هَمَّ بُرْدُ الشَّبابِ بالإخلاقِ

فهيَ مِثلُ المُدامِ بينَ صَفاءٍ

وبهاءٍ ونَفْحَةٍ ومَذاقِ

مَنْطِقٌ يُخْجِلُ الرَّبيعَ إذا حَلْ

لَ عليه السَّحابُ عِقْدَ النِّطاقِ

عربيٌّ روائحُ الشِّيحِ والقَي

صومِ منه والشَّثِّ والطُّبَّاقِ

سائلٌ من شِعابِ وَجْرَةَ ثاوٍ

بينَ أجزاعِها وبين البُراقِ

فهوَ ما شِئتَ من هَديرِ قُرومٍ

وهو ما شِئتَ من حَنينِ نِياقِ

يا هلالَ الآدابِ يا ابْنَ هلالٍ

صَرَفَ اللهُ عنكَ صَرْفَ المَحاقِ

أنتَ مَنْ تَسهُلُ المعالي عليه

وهي في مَعْشَرٍ صِعابِ المَراقي

سِلْعَةٌ ما لِمَنْ يحاولُ حِرْزٌ

حَيَّةٌ ما لِمَنْ يُساوِرُ راقي

سَوف أُهْدي إليك من خَدَمِ المَجْ

دِ إماءً تَعافُ قُبحَ الإباقِ

كلَّ مَطبوعَةٍ على اسِمك بادٍ

وَسْمُها في الجِباهِ والآماقِ

صادِقاتِ الوَدادِ تَصدُقُ فيها

ألسُنُ الحَمْدِ وافياتِ الصِّداقِ

إنني والعِدا على الدَّهْرِ شَرْبٌ

نتَساقَى الرَّدَى بكأسٍ دِهاقِ

لو تَلاقَتْ دِماؤُنا في مَقامٍ

لَتَفَرَّقْنَ عنه بعدَ التَّلاقي

وهي أوتارُنا القديمةُ لا تُخ

رِجُ أوتارَنا من الأَفواقِ

ليسَ فيها إلا ضِرابُ الهَوادي

وطِعانُ النُّحورِ والأحداقِ

أو تَرى غيرَ ما رَأيتَ فإني

صافِحٌ عن مُمَوِّهٍ مِخراقِ

زَوَّرَ الشِّعْرَ والشَّبابَ فأَضْحى

خَلَقَ الوَجْهِ مُظْلِمَ الأَخْلاقِ

كادَني مُغرِقاً ورُبَّ غريقٍ

خاضَ للكَيْدِ لُجَّةَ الإغْراقِ

وإذا كاشفَ العدوُّ فأبَدى ال

غِمْرَ أو دَبَّ في ظَلامِ النِّفاقِ

فأَنا الغَيْظُ في صُدورِ الأعادي

وشَجاها المُقيمُ في الأَحلاقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قد أظلتك يا أبا إسحاق

قصيدة قد أظلتك يا أبا إسحاق لـ السري الرفاء وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي