قد اطلعت على سري وإعلاني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قد اطلعت على سري وإعلاني لـ صريع الغواني

اقتباس من قصيدة قد اطلعت على سري وإعلاني لـ صريع الغواني

قَدِ اِطَّلَعتَ عَلى سِرّي وَإِعلاني

فَإِذهَب لِشَأنِكَ لَيسَ الجَهلُ مِن شاني

إِنَّ الَّتي كُنتُ أَنحو قَصدَ شِرَّتِها

أَعطَت رِضىً وَأَطاعَت بَعدَ عِصيانِ

حَسبي بِما أَدَّتِ الأَيّامُ تَجرِبَةً

سَعى عَلَيَّ بِكَأسَيها الجَديدانِ

دَلَّت عَلى عَيبِها الدُنيا وَصَدَّقَها

ما اِستَرجَعَ الدَهرُ مِمّا كانَ أَعطاني

إِما تَرَيني أُزجّي العيسَ مُنتَظِراً

وَعدَ المُنى أَرتَعي في غَيرِ أَوطاني

فَقَد أَروحُ نَديمَ الدَهرِ يَمزُجُ لي

كَأسَ الهَوى وَيُحَيِّني بِرَيحانِ

سائِل جَديدَ الهَوى هَل كُنتُ أُخلِقُهُ

إِذ لِلصِبى مُهجَةٌ تَمشي بِجُثماني

أَيّامَ لِلعَذلِ إِكثارٌ وَمَعصِيَّةٌ

وَالراحُ تُسرِعُ في عَقلي وَأَحزاني

لا أُوحِشُ الخِدرَ مِن شَخصي وَبَيضَتَهُ

وَلا أُوَحِّدُ بِالصَهباءِ نُدماني

وَلَيلَةٍ ما يَكادُ النَجمُ يَسهَرُها

سامَرتُها بِقَتولِ الدَلِّ مِفتانِ

إِذا أَطاعَت عَصاها ثِقلُ رادِفِها

كَالدِعصِ يَفرَعُهُ غُصنٌ مِنَ البانِ

كَأَنَّها بَعدَ ما قامَ الصَباحُ بِها

وَسنى تَمَشَّت بِها أَعطافُ نَشوانِ

وَلَّت كَما اِنسابَ ثُعبانٌ وَقَد نَهَضَت

إِلّا وَقيذَةَ أَردافٍ وَأَركانِ

أَدرَكتُ في الدَهرِ أَيّاماً بَلَغتُ بِها

رِضى الشَبابِ الَّذي قَد كانَ عاصاني

سَعَت عَلَيَّ لَياليها بِزائِرَةٍ

زَفَّ الكَرى طَيفَها وَهناً فَحَيّاني

باتَت تَأَبّى وَما تَدري بِما صَنَعَت

بِنائِمٍ وَرَّثَتهُ سُؤلَ يَقظانِ

فَالآنَ أَقصَرتُ إِذ رَدَّ الزَمانُ يَدي

وَنافَرَتني اللَيالي بَعدَ إِذعانِ

حاشى لِعَينَيَّ أَن تَفنى دُموعُهُما

عَلى هَوى نازِحٍ أَو نَأيَ جيرانِ

ما كُنتُ أَدَّخِرُ الشَكوى لِحادِثَةٍ

حَتّى اِبتَلى الدَهرُ أَسراري فَأَشكاني

إِلى الأَمامِ تَهادانا بِأَرحُلِنا

خَلقٌ مِنَ الريحِ في أَشباحِ ظُلمانِ

كَأَنَّ إِفلاتَها وَالفَجرُ يَأخُذُها

إِفلاتُ صادِرَةٍ عَن قَوسِ حُسبانٍ

نَستَودِعُ اللَيلَ أَسرارَ الهُمومِ إِذا

باحَ النُعاسُ بِعَجزِ الصاحِبِ الواني

تَهوى بِأَشعَثَ لَو يَسطيعُ أَعقَبَها

تَفري مَجاهِلَ غيطانٍ لِغيطانِ

قَضَت عَلى اللَيلِ بِالإِدلاجِ هِمَّتُهُ

فَقَدَّهُ بِسَؤُورِ اللَيلِ مِذعانِ

تَلَوَّمَ الصُبحُ فيهِ ثُمَّ قَوَّضَهُ

وَاِرتَدَّ وَجهُ النَهارِ الفاقِعِ القاني

يَنسابُ في اللَيلِ لا يَرعى لِهاجِسِهِ

كَأَنَّهُ راكِبٌ في رَأسِ ثُعبانِ

لَم يُغمِدِ السَيفَ مُذ نيطَت حَمائِلُهُ

يَوماً وَلا سَلَّهُ إِلّا عَلى جانِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قد اطلعت على سري وإعلاني

قصيدة قد اطلعت على سري وإعلاني لـ صريع الغواني وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن صريع الغواني

مسلم بن الوليد الأنصاري بالولاء أبو الوليد. شاعر غزِل، من أهل الكوفة نزل بغداد فاتصل بالرشيد وأنشده، فلقبه صريع الغواني فعرف به. قال المرزباني: اتصل بالفضل بن سهل فولاه بريد جرجان فاستمرّ إلى أن مات فيها. وقال التبريزي: هو مولى أسعد بن زرارة الخزرجي.! مدح الرشيد والبرامكة وداود بن يزيد بن حاتم ومحمد بن منصور صاحب ديوان الخراج ثم ذا الرياستين فقلده مظالم جرجان. وقال السهمي: قدم جرجان مع المأمون، ويقال إنه ولي قطائع جرجان وقبره بها معروف. وهو أول من أكثر من البديع في شعره وتبعه الشعراء فيه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي