قد جاء يا أم وقت فوتي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قد جاء يا أم وقت فوتي لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة قد جاء يا أم وقت فوتي لـ جميل صدقي الزهاوي

قد جاء يا أم وقت فوتي

ولم يجئ آه بعد صبري

إن جاءَ يا أمُّ بعد موتي

فالتمسي أن يزور قبري

إن جاء يا أم بعد دفني

فخبِّريه أني انتظرته

وخبريه يا أم أني

لساعة الموت قد ذكرته

قولي له عند ما يعودُ

سلمي قضت وهي في انتظارك

لم تخل في ساعة تجود

بالنفس فيها من ادّكارك

قد قاومت بعدك الرزايا

لم تألُ في دفعهن جهدا

وآخرا جاءت المنايا

فما استطاعت لهن ردا

يا أم إني إذا بكيت

فلا تلومي على بكائي

ألم ترى أنني حكيت

غصنَ نقاً جف في الهواء

يا أم أبكي على ضياعي

يا أم ابكي على شبابي

فإنما الليلة اضطجاعي

يكون يا أم في التراب

في جسدي والرجاء يكبو

تنازع الموت والحياة

بينهما لو علمتِ حرب

لابد أن يغلب الممات

آهٍ على العمر كيف ولَّى

آه على العيش إذ تبدَّلف

هلا تأنّى الحمام هلاً

حتى يؤوبَ الذي ترحل

في الصبح إذ زارني الطبيب

أحسستُ في الوجه منه يأسا

فبان لي أنني قريب

من سكني في التراب رمسا

يا ع أم يا أم قد يطول

مكثى بقبري ويستمرّ

هل صادق قول من يقول

إن الدجى فيه مكفهر

أودُّ لو كان ما أود

أني عنكم أطوى المسيرا

لكنما الموت مستبد

فلا يراعي قلباً كسيرا

إن رام عني الحبيب بعدا

لم ينأَ عن مقلتي خياله

إن لم يكن شخصه المفدى

فإنه دائماً مثاله

في يقظة كنت أو منامِ

أراه يا أُمُّ نصب عيني

كأنه واقف أمامي

كأنه آسف لحيني

ما باله ساكتاً ملياً

يَغض من طرفهِ خُشوعا

أظنه باكياً خفيا

فانه يمسح الدموعا

يا أم هاتي نبيلا ابني

منه أنل قبلة الوداع

يا أم هاتيه لي فمني

قَرُبت ساعة النزاع

أدنته منها الأمُّ الأسيفه

وهي لبادي الدموع تخفى

فقبلته سلمى النحيفة

ثم ارتمى رأسها لضعف

طفلٌ صغيرٌ في السن جداً

كصورة الحسن والجمال

بملك خدا يُظن وردا

وأعينا هنَّ للغزال

يريدُ في لفظهِ كلاماً

وهو على ذاك غيرُ قادر

يُهدى إلى أمهِ ابتساما

ويُمسك الشعر والضفائر

فأغمضت أمه قليلا

ثم أرعوت تنظر السماء

رافعة طرفها الكليلا

بصورة تجلب البكاء

قائلةً ربِّ لا تفارق

بين نبيل طفلي وبيني

أعتق حياتي حتى يراهق

يا رب والموت بعد ديني

دعت كذا دعوة وطاحت

في رقدة مالها انتباهُ

وأمها بالعويل صاحت

وبان صبري يُدنى خطاه

باغته في اللقاء بهتُ

إذ شاهد المنظر الكئيبا

فساد من في المكان صمت

تخاله مِصقعاً خطيبا

وصاح بعد السكوت حينا

من كبد كاللهيب حرّى

كنت لرود زهت قرينا

فاغتالها الموت آه غدراء

قد كان لي زهرة لطيفة

في رونق العمر والشباب

هبت عليهِا ريح عنيفه

فبدَّدتها على التراب

ماذا حياتي من بعدُ تنفع

كان الذي خفت أن يكونا

ما حيلتي آه كيف أصنع

إنا إلى اللَه راجعونا

شرح ومعاني كلمات قصيدة قد جاء يا أم وقت فوتي

قصيدة قد جاء يا أم وقت فوتي لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها خمسون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي