قد زرت ست الغواني
أبيات قصيدة قد زرت ست الغواني لـ أبو بكر العيدروس
قد زرت ستّ الغواني
عتيم والناس رقد
وانقضت لي أماني
من كل مطلب ومقصد
وزال ما كنت عاني
من شائب الوجد والصد
وازداد صفو الجنان
بقرب مايسة القد
قد قرّت اعياني بملتقاها
وبان عنها شهدها لقاها
وزال لسعة باطني رقاها
وطاب قرب التداني
واشتفى كلّ معمد
بوصل حسن المعاني
قيانة الجعد الأسود
وهتانة ما كماها
في حسنها والجمال
الشمس يزرى بهاها
بنورها والهلال
سبحان من قد براها
ذي الكبريا والجلال
ما إن لها قط ثاني
جمالها جاوز الحدّ
لها على كل الملاح سلطان
وحسنها قد فاق حور رضوان
ولا تكوّن كونها في الأكوان
فخرت جميع الحسان
بالطرف والأنف والخد
حصنتها بالمثاني
وقل هو اللَه الأوحد
ليلى بسلمى الحقائق
أضحى كضوء النهار
كم في هواها خلائق
هاموا بها في البراري
تركوا جميع العلائق
وأهلهم والذراري
من هم واصل وعاني
من بعدها أمسى مسهد
أهل الشريعة بالنصوص يفتون
وأهل الطريقة بالسلوك يحدون
وكلهم لا نحوها يعودون
هي أصل كل المباني
لها على الكلّ سؤدد
قلبي بها يا أمّ هاني
راض وفي الكلّ يزهد
سلبت سلمى فؤادي
وسبت جميع الخواطر
رضيت لقائي أو بعادي
أنا لها الدوب شاكر
مرادها هو مرادي
في نهبها والأوامر
شاتني أو لم تشاني
أنا لها عبد في اليد
يا أهل العزائم والنهى والألباب
جمع الغنائم والعطا والأوهاب
في اقتفا سنة عروس الأحباب
الهاشمي اليماني
الحاشر الطاهر أحمد
ومدحه جاء في القرآن
تاج المفاخر محمد
شرح ومعاني كلمات قصيدة قد زرت ست الغواني
قصيدة قد زرت ست الغواني لـ أبو بكر العيدروس وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.
عن أبو بكر العيدروس
أبو بكر بن عبد الله الشاذلي العيدروس، من آل باعلوى. مبتكر القهوة المتخذة من البن المجلوب من اليمن، كان صالحاً زاهداً، ولد في تريم (بحضرموت) وقام بسياحة طويلة، ورأى البن في اليمن، فاقتات به فأعجبه، فاتخذه قوتاً وشراباً وأرشد أتباعه إليه، فانتشر في اليمن ثم في الحجاز والشام ومصر، ثم في العالم كله، وأقام بعدن 25 سنة وتوفي بها. ولجمال الدين بحرق الحضرمي كتاب فيه سماه (مواهب القدوس في مناقب ابن العيدروس) . له كتاب في علم القوم سماه (الجزء اللطيف في علم التحكيم الشريف) تصوف على طريقة الشاذلية، و (ثلاثة أوراد) ونظم ضعيف جُمع في (ديوان) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب