قد عشت في الناس غريبا وها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قد عشت في الناس غريبا وها لـ عبد الرحيم محمود

اقتباس من قصيدة قد عشت في الناس غريبا وها لـ عبد الرحيم محمود

قَد عِشتَ في الناسِ غَريباً وَها

قَد مُتَّ بَينَ الناسِ مَوتَ الغَريبْ

وَالناسُ مُذ كانوا ذَوو قَسوَةٍ

وَلَيسَ لِلبائِسِ فيهِم نَصيبْ

لَو كُنتَ في حَبلِكَ شَنّاقَهُم

لَوَلْوَلُوا حُزناً وَشَقّوا الجُبوبْ

أَو كُنتَ مِن سِلكٍ رَزّاقَهُم

لَقامَ عِندَ السَلِّ أَلفا خَطيبْ

وَنَزَّهوا حَبلَكَ عَن عَيبِهِ

وَبَلَّلوا السَلَّ بِذَوبِ القُلوبْ

لكِنَّكَ الحَمّالُ لَم يَطمَعوا

فيكَ وَلَم يَخشوا أَذاكَ الرَهيبْ

رَغيفُكَ الطاهِرُ غَمَّستَهُ

مِن عَرَقِ زاكٍ وَدَمعِ صَبيبْ

ما كُنتَ سَلّاباً أَخا غَصبَةٍ

بَل كُنتَ ذا حَقٍّ سَليبٍ غَصيبْ

فَرُحتَ لَم يَسكُب عَلَيكَ اِمرؤٌ

دَمعاً وَلا قَلبٌ رَفيقٌ يَلوبْ

وَلَم يُوَدِّعكَ حَبيبٌ وَقَد

يُهَوِّنُ الصَعبَ وَداعُ الحَبيبْ

حَبلُكَ وَالسَلُّ لَقَد أَودَيا

بِهَيبَةِ المَوتِ الوُقورِ الرَهيبْ

وَفيهِما لَو أَنصَفوا رِفعَةٌ

وَشاهِداً أَفضَلَ وَخَيرٍ وَطيبْ

قَد مَرَّ أَهلُ الدَربِ لَم يَأبَهوا

لِلمُهمَلِ المَطروحِ فَوقَ الدُروبْ

كَم قَد سَأَلتَ الناسَ ماءً فَلَم

يُجِبكَ النَزعُ شَفيقٌ مُجيبْ

أَو اِستَعَنتَ الطَبَّ لكِنَّما

لَم تَملِك الأَجرَ فَفَرَّ الطَبيبْ

أَو رُبَّما أَوصَيَت أَو شِئتَ أَن

توصي فَلَم يَسمَعَك حانٍ قَريبْ

رُبَّ صَغيرٍ لَكَ خَلَّفتَهُ

مُنتَظِراً إِيّاكَ حَتّى تَؤوبْ

يَرجوكَ لِلجوعِ الَّذي شَفَّهُ

يا غائِباً عَنهُ وَطالَ المَغيبْ

إِنَّ قَوافِيَّ عَلى قَحطِها

تَلقى بِمَرآكَ المَجالَ الخَصيبْ

بُرودكَ الهادىءُ قَد هاجَها

فَجَرَّرَت غَضَبي ذُيولُ اللَهيبْ

يامَوقِظَ النِقمَةِ في أَضلُعي

بَشَّعَتَ في عَيني الجَمالَ العَجيبْ

لِثَوبِكَ الرَثِّ وَإِخلاقَهُ

كَرِهتُ أَثوابَ الحَريرِ القَشيبْ

وَالجَسَدُ الجامِدُ في يُبسِهِ

كَرَّهَ لي الغُصنَ الطَرِيَّ الرَطيبْ

وَصَمتُكَ الرائِعُ يا موحِشي

بَغَّضَ لي الصَوتَ الحَنونَ الطَروبْ

زَهَّدَتني بِالعَيشِ في مَعشَرٍ

عارٍ عَنِ الرَحمَةِ خاوٍ جَديبْ

حَياتُكَ المَأساةُ مَثَّلتَها

ذِروَتَها الفَصلُ الأَخيرُ الكَئيبْ

وَراقَبَ الناسُ تَفاصيلَها

لكِنَّهُ ما إِن وَعاها رَقيبْ

يا حَسرَتاهُ قَد فاتَني بَدؤُها

وَأُسدِلَت قَبلي عَلَيها الحُجوبْ

أَولا فَلَو أَبصَرتَها كُلَّها

لَكُنتُ مِن وَجدي وَحُزني أَذوبْ

إِنّي مِنَ الناسِ وَلكِنَّني

في رِقَّتي عَنهُمُ بَعيدٌ جَنيبْ

أَبكي عَلى الظالِمِ مِن رِقَّةٍ

وَخِنجَر الظالِمِ مِنّي شَريبْ

فِراقُ هذا الناسِ عيدٌ فَلا

تَجزعْ وَذي الراحَةِ بَعدَ اللُغوبْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قد عشت في الناس غريبا وها

قصيدة قد عشت في الناس غريبا وها لـ عبد الرحيم محمود وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن عبد الرحيم محمود

عبد الرحيم بن محمود بن عبد الرحيم أبو الطيب العنبتاوي. شاعر ثائر شهيد، من أهل فلسطين، ولد ونشأ في (عنبتا) من قرى طولكرم، وتعلم بها وبكلية النجاح في نابلس. وعين مدرساً في النجاح إلى سنة 1936، ونشبت الثورة ضد الإنجليز فخاضها وله البيت المشهور الذي ألقاه بين يدي سعود بن عبد العزيز يوم زار فلسطين عام 1935. المسجد الأقصى أجئت تزوره أم جئته قبل الضياع تودعه وطورد من قبل البريطانيين فذهب إلى العراق والتحق بكلية بغداد العسكرية، وعين مدرساً في البصرة، وعمل في ثورة رشيد عالي الكيلاني (1941) ثم عاد إلى بلده. وعمل مدرساً في النجاح سنة (1948) وقامت المعركة في فلسطين فدخل جيش الإنقاذ برتبة ملازم، وخاض حرباً حتى أصيب بشظية مدفع في معركة الشجرة في الناصرة، واستشهد فيها. وجمع ما وجد من شعره بعد وفاته في (ديوان -ط)[١]

تعريف عبد الرحيم محمود في ويكيبيديا

عبد الرحيم محمود (ولد عام 1913- استشهد في 13 يوليو 1948)، ثوري وشاعر فلسطيني ولد في عنبتا. كتب قصائد شعرية سياسية أشهرها «الشهيد». شارك في ثورة 1936-1939 وفي حرب 1948، واستشهد بالقرب من قرية الشجرة في شمال فلسطين.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عبد الرحيم محمود - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي