قرأت بعض ما رأيت في القصص

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قرأت بعض ما رأيت في القصص لـ محمد عثمان جلال

اقتباس من قصيدة قرأت بعض ما رأيت في القصص لـ محمد عثمان جلال

قَرَأتُ بَعضَ ما رَأَيتُ في القصص

حينَ اِنتَهَزت جُملَةً مِن الفُرَصُ

وَعايَنت بَينَ السُطور عَيني

حِكايَةً تَكتب بِاللُجَين

حِكايَةً عَن رَجل طَحّان

مَع اِبنِهِ في غابر الأَزمان

وَذَلِكَ الطَحّان كَان شَيخا

أَما اِبنه فَكانَ غِرّا شَمخا

فَذَهَبا يَوماً لِبَيع الجَحش

وَحكما عَلَيهِ أَن لا يَمشي

وَرَبَطاه يا أَخي بِالأَربَعَه

وَهوَ بلا مرشحةٍ وَبردعه

وَحَملاه في الخَلا بِعود

مُرتَبِطاً مِن مَوضع القُيودِ

يا لَيتَما رَأَيتَهُ لِتصفَه

معلَّقاً بَينَهُما كَالنَجفَه

أَول مَن رَآه في الخَلا ضَحك

وَقالَ ذا أَمرٌ عَليَّ مشتبك

لا شَك أَن الشَيخ هَذا أَحمَرُ

مِن الحِمار وَبِجَهلٍ أَكثَرُ

فَسمع الطَحّان قَول الرَجُل

وَوَضع الحِمار بَعدَ الحَملِ

وَفك مِنهُ بَعد ذا القَوائِما

فَجاءَ مِن بَعد اِضطِجاع قائِما

وَأَركَب اِبنه عَلى قَفاه

وَالشَيخ مِن وَرا مَشي قَفّاه

فَقالَ شَيخٌ مَرَّ بِالغُلام

هَذا عمىً في العَين أَم تَعامي

تركب أَنتَ فَوقَ ظَهر الجَحشِ

وَذَلِكَ الشَيخُ المُسِنّ يَمشي

إِنزل وَمَكِّنه مِن الرُكوبِ

فَالناس بِالمَقام وَالتَرتيب

فَنَزل الغُلامُ وَالشَيخ رَكب

لِيتّقي لائِمه وَيَجتَنب

وَبَعدَ ذا مَرَّ ثَلاث نسوه

قُلن عَلامَ ذا الشَقا وَالقَسوه

يا كَبدي هَذا الغُلام يَمشي

وَالثَور يَعلو فَوقَ ظَهر الجَحش

قالَ لَهُنَّ الشَيخ أَيُّ ثَور

يَعيش في الدُنيا لمثل عُمري

وَلَم تَزَل بَينَهُم المُكالَمَه

وَقارَبت تُفضي إِلى المُشاتَمَه

فَأَردَف اِبنَه وَراءَ ظَهره

وَالجَحش راحَ آخِذاً في سَيره

حَتّى أَتَت أَمامَهُم جَماعَه

قَد اِشتَروا مِن سوقهم بِضاعَه

وَنَظَروا الاثنين راكِبَينِ

وَالجَحش يَشكو لغراب البَينِ

فَأَمسَكوا الشَيخَ وَعَنَّفوه

وَمِن كَلام النَقص شَنَّفوه

فَنَزلا وَأَطلَقا الحِمارا

هُما وَرا وَهوَ أَماماً سارا

وَمَرَّ شَخصٌ بَعدَ ذا يَقولُ

هَل صَحَّ مثل ذاكَ يا جَهول

تَمشي وَرا الجَحشِ عَلى الأَقدام

وَلا تُبالي حالَةَ الغُلام

قالَ لَهُ الشَيخ أَخيراً مالك

خَيبت في نَصيحَتي آمالك

وَاللَه لَو تَفعل مَهما تَفعَلُ

تعقل في فعلك أَو لا تعقلُ

وَلَو طَلَعت أَو نَزَلتَ يَوما

وَلَو صَدَدتَ أَو وَصَلتَ قَوما

وَلَو تَنام أَو تَقوم ساعَه

وَحدك أَو مِن جُملة الجَماعَه

لَما سَلمت مِن مَلام اللُوَّمِ

فَاِسمَع لِما أَقول وَاِرحَم تُرحم

شرح ومعاني كلمات قصيدة قرأت بعض ما رأيت في القصص

قصيدة قرأت بعض ما رأيت في القصص لـ محمد عثمان جلال وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن محمد عثمان جلال

محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي. شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده (1249 هـ 1833 م) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد. اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي. وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية، ثم عينه الخديوي توفيق (وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية. ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط. ولاقته المنية1898 م. له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.[١]

تعريف محمد عثمان جلال في ويكيبيديا

محمد عثمان يوسف جلال، شاعر ومترجم وأديب مصري من واضعي أساس القصة الحديثة والرواية المسرحية في مصر، وكان من ظرفاء عصره. ولد عام 1828 ببلدة «ونا القس» مركز الواسطى محافظة بني سويف بمصر، وتوفي بالقاهرة عام 1889م[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمد عثمان جلال - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي