قصاراك أن تلقى الزمان مسلما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قصاراك أن تلقى الزمان مسلما لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة قصاراك أن تلقى الزمان مسلما لـ السري الرفاء

قُصاراكَ أن تَلقَى الزًّمانَ مُسلِّماً

فليسَ يعافً الظًّلمُّ أن يَتَظَلَّمَا

تَغيَّبَ عنّا وانتَحتَنا سِهامُه

ويُعجزُنا الرامي المُغيَّبُ إن رمَى

ولو أنَّه شَخصٌ تَحطَّمَ بينَنا

قنا الخطِّ أو شِيمَ الحديدُ مُثلَّما

غَرِيتُ بذَمِّ الحادثاتِ لأنَّني

أرى فِعلَها في المكرُماتِ مُذَمَّما

أَزَلنَ جِبالَ الأَزدِ عن مُستقرِّها

وفرَّقْنَها في الأرضِ فَذّاً وتَوأَما

وقد زَعْزَعَت منهم ثَبِيراً وقلَّعَت

شُماماً وهزَّت يَذبُلاً وَيَرَمْرَما

بُدورٌ تَجلَّت للعِراقِ فأشرَقَت

وأوحشَ نادي الحُصنِ منها فأظلَما

تَناءَوا ولمَّا ينصرِمْ حبلُ عِزِّهم

وحاشا لذاكَ الحبلِ أن يَتَصرَّما

فشَّرقَ منهم سيِّدٌ ذو حَفيظةٍ

وغرَّبَ منهم سيدٌ فَتشأّما

كأنَّ نواحي الجوِّ تَنثُرُ مِنهمُ

على كلِّ فجٍّ قاتمِ اللونِ أَنْجُما

فإن يُصبِحُوا شَتَّى المواطنِ للنَّوى

فقد صَبَّحوا العلياءَ عِقداً مُنظَّما

تولَّى ابنُ فَهدٍ والرجاءُ يَؤُمُّه

وَيسري إلى آوطانِه حيثُ يَمَّما

وصاحبتُ ضَيفَ الهمِّ بعدَ فِراقِه

وما كنتُ ألقَى الهمَّ إلاّ تَوهُّمَا

أكذِّبُ أنَّ النَّأيَ حَتفُ مُتَيَّمٍ

فألفيتُه حَتفاً ولستُ مُتَيَّمَا

وأُكبِرُ أن يُبكى على صاحبٍ دَماً

إلى أن بكَت عيني لِفُرقتِه دَما

ألا يا ابنَ فهدٍ أصبحَ العُرفُ مَجهلاً

ببابِك مجهولاً وقد كان مَعلَما

فكُن في جوار الله إن سِرتَ آلِفاً

ظُهورَ المَهَارى أو حَلَلتَ مُخَيَّما

فقد نَضَبَت غُدْرُ الكَلامِ وأصبحَت

كِعابُ القَوافي الغُرِّ بعدَك أَيِّما

وما زلتَ في الَّلأْواءِ غَيثاً وفي الدُّجَى

شِهاباً وفي الأحداثِ جيشاً عَرمرَما

نَراكَ إذا كان النَّدى في قَلِيبهِ

رشاءٌ فإن يَعلُ اتَّخذناك سُلَّما

شَكيتُ إلى جَورِ الخُطوبِ وظُلمِها

كأني ولم أسفَه سفيهٌ تَحلَّما

وقد كنتُ أُدعَى شاعراً بك مُفلِقاً

فعُدتُ عقيمَ الفِكرِ بعدَك مُفحَما

أَمرُّ بأفقِ البدرِ وهو مُغَيَّبٌ

أسائِلُ عنه كاسفَ البالِ أقتَما

كأنِّيَ لم أَشجُ العدوَّ بقُربِه

ولم أَغشَه قبلَ الصَّديقِ مُسلِّما

ولم يَكسُني وشيَ الثَّراء مُفوَّفاً

ولم أَكسُه وَشْيَ القريضِ مُنَمنَما

ولم آخُذِ الكأسَ الرويَّةَ من يدٍ

أناملُها تَنهلُّ بُؤسىً وأَنعُمَا

فليسَ ينامُ الدهرُ حتَّى أروعَه

بهبَّةِ ثُعبانٍ إذا هَمَّ صمَّما

دَهتني الليالي بعدَه ولربَّما

بَعثتُ عليها مِنه دَهياءَ صَيْلَما

فهل أَرَينَّ الدهرَ عنِّي مُنكِّباً

بأَوبتِه من بعدِ ما كرَّ مُقدِما

فهل لبني فَهدِ بنِ أَحْمَدَ عَوْدَةٌ

يَعُودُ بها شَملُ السماحِ مُلأَّما

مُلُوكُهُمُ حَلْيُ المدائحِ ما اكتسوا

حَلاها وثغرُ المجدِ إمّا تبسَّما

تلفتُّ في أوطانِهم فتكلمتْ

دموعي وهمَّ الشَّوقُ أن يتكلَّما

فمِن ناشدٍ للمكرُماتِ ومُنشِدٍ

عسَى وطنٌ يدنو بهم ولَعلَّما

وقد كان يستحبي الزمانُ خِلالها

حَياً منهمُ غَمراً ويَفرَقُ ضَيغما

فشَنَّ عليهم وهو سَكرانُ خَيلَه

ولو قد صحَا من سُكره لتندَّما

شرح ومعاني كلمات قصيدة قصاراك أن تلقى الزمان مسلما

قصيدة قصاراك أن تلقى الزمان مسلما لـ السري الرفاء وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي