قصارى المرء رد المستعار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قصارى المرء رد المستعار لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة قصارى المرء رد المستعار لـ ابن هتيمل

قُصارَى المرء ردُّ المستعارِ

وسائِلَةُ الحياةِ إلى قَرارِ

ولسنا بالخيارِ على اللَّيالي

ولكنَّ اللَّياليَ بالخيارِ

فَلا يَأمَن عِثارَ الدَّهرِ حَيٌّ

فليسَ الدهرُ مأمونَ العِثارِ

وقد أفنَآ ذَوي يزنٍ وأخلَى

ديارَ الحُمسِ داراً بعدَ دارِ

وما شَعبٌ من العِرنَينِ إلاَّ

رَمى جَمراتِه رَميَ الجِمارِ

بِنَفسيَ أنفُساً غُصِبَت جِهارا

بأمرٍ دَقَّ عَن غَصبِ الجِهار

ولَو طُلبَت بحُكمِ الحَربِ عادَت

بحَربٍ دُونَها حَربُ الفِجار

بَنَت شَرَفاً بأعلامٍ طِوالٍ

مُعَطِّلَةٍ بأمصارٍ قِصارِ

مصابٌ عمَّ قحطانَ بن هُودٍ

وجَل فخصَّ حيّاً مِن نزار

فأيُّ زِمامِ عاديةٍ لقومٍ

ليومِ الخَطبِ أو يومِ المَغارِ

وأيُّ أشمّ وأيُّ أختٍ

رُزيتُ وأيُّ ظاريَةٍ وظاري

وأيةُ جارَةٍ ومَناخِ ركبٍ

وَنَجعَة مُرمِلين وأيُّ جار

غُلامٌ ليس كالغِلمانِ خُبرا

وجاريةٌ وليست كالجَواري

متَى تَرَبيتَها تَشبَع ومهما

ضَربتَ بهِ ضربتَ بذي الفِقار

وأيُّ يَدَيَّ مِن أخوي أشجَى

أأشجَى لليمينِ أمِ اليَسار

وأيُّهما عَلى الخَلوات أبكي

أبدرَ التَّمِّ أم شمسَ النَّهار

أحينَ تَكاملا أفَلا وأفضَى

سِوارُهما إلى غَيرِ السِّرار

ولو ذَهبا بِعُمرِ العَودِ هانا

على الباكينَ أو عُمرِ الحُوار

مَضَت ما أنضَتِ الصَّفَراتُ مِنها

وماتَ وما بَدا شَعرُ العِذارِ

فلا ضَعفُ الصِّغار أخلَّ منهم

بِمنفَعةٍ ولا هَرَمُ الكِبارِ

فيا رَبَّ العِمامَةِ كنتَ تَكفي

مِنَ الحَسَراتِ عن ذاتِ الخِمار

ويا عَفَّ الإزارِ لقد رُزينا

عَلَى الاسبُوعِ طاهِرةَ الإزار

أكَفُّكَ بالقَناةِ أشَفُّ حسنا

بها أم كفُّ أختِكَ في السَّوار

وخَدُّكَ بالطَّلاقَةِ كان أبهى

ضياً أم خَدُّها بالجُلّنار

مَحاسِنُ مِنك ما دَنِسَت بِعارٍ

ولا دَنسَت مَحاسِنها بِعارِ

ألم تُرِنا وجُوهَ البيضِ سُوداً

كأنَّ جِباهَها طُليَت بِقار

أبعدَكُما يًحاذَرُ ما يُجافَى

وكانَ عليكُما كلُّ الحَذارِ

رأيتُكما أرقَّ على اليَتامى

وأرأَفَ في التَّحَنُّنِ مِن صُوار

وأحفَظُ للحُقُوقِ إذا أضيعَت

لذي القُربَى وأرعَى للجِوار

إذا حَجَبَ الدُّخانُ عَنِ المَوالي

وأجهَضَتِ الأجنَّةُ للقُتار

فلا أدري لِطيبِ الأصلِ أُرثي

وطيبِ الفَرعِ أو طيبِ النَّجار

وأيُّكما أبُتُّ عليهِ قَلبي

لِبَتَّةِ ذلِك السَّبَبِ المُغار

لما يُثني الزًّمانُ مِن افتِقادٍ

إلى وَجهَيكُما ومِن افتِقارِ

وما نَزلَ المنازِلَ مِن خَرابٍ

وما عَمَرَ المقابِر

يَمُرُّ الرّاغِبُونَ به وأنسى

زيارَتَها على قُربِ المَزار

فَرِزءُ مُتَمِّمٍ رُزئي وفَجعي

كَفجَعتِه بصاحِبِ ذي الخِمار

فلا وَأبي وجَدّي لا تُناهَى

على وَجدِ الفرزدق في نَوار

فَيا مُخفي الشَّماتَة أيُّ شيءٍ

حَصُلتَ عَلَيهِ في سَحَقِ المزارِ

أتعَجَبُ للجواهِرِ أَن تَفانَت

وَتَفرَحُ بالسَّلامَةِ للحِجارِ

تَوقّع ما لَقُوه ولا تُؤَمِّل

رَفاهيةً فإنَّك في الأثار

فمُهلِكُ فاطِمِ مُلوٍ بهند

ومُفني صالِحٍ مُفني قِدارِ

إذا غيضَ البِحارُ وهنَّ أدنَى

إلى شَرَفٍ فأوشِك بالغِمارِ

ولا عجبٌ فإن الدَّهرَ يُبقي

جَواهِرَهُ ويَرمي بالمحارِ

غدت لكُما الغَوادي مُثقلاتٍ

وراحت أو سَرت لكُما السَّواري

ولا زالت عيونُ المزنِ تُذري

عَلى قبرَيكُما هَلَل القَطارِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قصارى المرء رد المستعار

قصيدة قصارى المرء رد المستعار لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي