قصيدة سريالية

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قصيدة سريالية لـ نزار قباني

-1-
لا أنت ، يا حبـيـبـتي ، معقولة ٌ
ولا أنا معقول ..
هل من صفات الحب ..
أن يحطم العادي ، والمألوف ، والمعقول ؟
هل من شروط الحب ..
أن نجهل ، يا حبـيـبتي ، أسماءنا ؟
هل من شروط الحب ، يا حبيـبتي ؟
أن لا نرى أمامنا ..
ولا نرى وراءنا ..
هل من شروط الحب يا حبـيبتي ؟
بأن أسمى قاتلاً حين أنا المقـتول ..

-2-
لا أنت يا حبـيبتي معقولة ٌ..
ولا أنا معقول
فـشـطـّـبي ـ حين أكون غاضباً من كلماتي ، نصف ما أقـول ..
وهـذبي مشاعـري ..
وقــلـّمـي أظافـري ..
ولملمي جميع ما أرميه من شوك ومن وحول وصدقـيني دائما ..
حين أجيء حاملا يا حبـيبتي
الأزهار ..والأقـمار ..والفصول ..

-3-
لا أنت يا حبيـبتي معقولة
ولا أنا معقول ..
ورغم هذا ..
يستمر الرفض والقبول
ورغم هذا ..
يستمر الضحك ، والصراخ ، والشروق ، والأفول
فما الذي نخسر يا حبيبتي ؟
لو أنت قد أعطيتني يديك
وسافرت يداي فـوق الذهب المشغول وما الذي نخسر يا مليكتي
لو انطلقـنا مثل عصفورين في الحقول
وما الذي نخسر يا أميرتي ؟
إذا طبعت قـبلة في الأحمر الخجول ..
وما الذي نخسر يا سبيكتي ؟
إذا ارتفعنا مثل صوفيّ إلى مرتبة الفناء والحُـلـُـول
وما الذي نخسر يا حبيبتي ؟
لو نحن صلينا على الرسول ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي