قصيدة واقعية جداً …

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قصيدة واقعية جداً … لـ نزار قباني

1
عرفتُ نساء هنا .. ونساء هناك ..
ووجهاً جميلاً هنا ..
وقواماً رشيقاً هناك ..
وغنيتُ أحلى القصائد تحت نوافذ كل بلد ..
ولكنني لم أقل مرة
لأية سيدة جالستني .
وأية عابرة صافحتني .
(( أحبك حتى الأبد )) .
فليس هنالك في لغة العشق ..
شيء يسمى ( الأبد ) …
فكل الجميلات يأتين يوماً ..
ويرحلن يوماً ..
ويبقى الوحيد الأحد !! …

2
أنا أكتب الشعر للشعر ..
لا للوصول إلى جنة المعجبات .
ولا أخلط الشعر بالعشق ..
والجنس بالأغنيات ..
ولست أساوم يوماً على مقتنياتي
فأقدس مقتنياتي ، هي الكلمات …

3
أنا قد أكون رقيقاً وعذباً
ولكنني لا أبيح لنفسي
ابتزاز الجميلات والساذجات ..
ولست أبيح لنفسي اغتيال اللغة ..
وذبح التعابير والمفردات .
فقلبي ، إذا ما عشقتُ
يدق بصدر اللغات …

4
إذا كنت أنت .. مدينة حبي
ستبقى القصيدة عاصمة الكبرياء …

5
أنا قد أكون أحبك ..
لكنني لا أورط نفسي بتنميق أي كلام ..
ولا أتسلى برشوة نهديك ..
عند الصباح وعند المساء ..
أنا رجل لا يريق دم الياسمين
ولا يتعدى على كبرياء الرخام …

6
أنا لا أضيع رأسي
أمام كؤوس الجمال .
ولا أترنح ذات اليمين .. وذات الشمال ..
ولا أتورط في قول ما لا يقال ..
وأعرف كيف أقيس المسافة
بين قصائد شعري .. وبين سرير الوصال …

7
أنا لست أغرق ، حين أحبك ،
في شبر ماء ..
ولا أتفاصح . لا أتثاقف .
لا أتجمل كالديك .. في لحظات اللقاء
ولا أتمسكن كالذئب بين الظباء ..
أنا لا أغش بأوراق حبي
ولا أستطيع الكتابة فوق الهواء ..

8
أنا لا أمثل دور العشيق ..
وراء الستارة ..
فحبك ليس مجازاً ..
وليس استعارة ..
ولكنه حجر ..
في أساس الحضارة ..

9
أنا لا أقول بأني
سأطلِع من ناظريك القمر ..
ولا أدعي أنني
سوف أسقط من شفتيك الثمر ..
ولا أدعي أن حبي
يغير مجرى القضاء ومجرى القدر ..
فلا تقلقي من سلوكي الغريب .
أنا شاعر يتسلى بأخذ الصور !! .

10
أنا شاعر لا يزال على شفتيه
حليب الطفولة ..
فلا تسمعي ما يقول رجال القبيلة عني
فإني مذ كنت في بطن أمي
رفضت قرار القبيلة !! .

11
أنا لا أثرثر ..
حين أكون بحالة عشق كثيرا ..
ولا أدعي أنني قد نقلت الجبال
لأجلك أنت .. و أني شققت البحورا ..
ولكنني أكتفي بسكوتي
فتغدو أصابع كفي طيورا ..
ويصبح صمتي حريرا …

12
أنا قد أموت اشتهاءً وعشقاً
ولكنني لا أقايض شِعري
بطرف كحيل .
وخصر نحيل .
ونهد يخبئ لي الطيبات ..
فإن القصيدة أجمل سيدة في حياتي
فهل بعد نشر اعترافي
تسامحني السيدات ؟؟ …

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي