قضت لك بالنصر السيوف القواطع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قضت لك بالنصر السيوف القواطع لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة قضت لك بالنصر السيوف القواطع لـ شرف الدين الحلي

قضت لك بالنصر السيوف القواطع

وجرد المذاكي والرماح الشوارع

هي النفس إن همَّتْ بإدراك مطلب

فسيّان دانٍ تبتغيه وشاسع

نهضت بما أعيا الملوك وما استوى

ضليع يرى الإعياء غُنماً وضالع

فإن راعهم خطب يروع سماعه

فبأسك للخطب المروع رائع

فمن ذا إلى مجد يجاريك أو عُلاً

وأنت لأشتات المحامد جامع

ومن في ملوك الأرض غيرك يحتمي

به الدين أو عن سرب ملك يدافع

ينير الهدى منك النهوض إلى العدا

وخوض الردى في وقت تخشى الوقائع

وتبتسم الدنيا سروراً لعلمها

بأن إليك الأمر والنهي راجع

فخذ في الذي تهوى فعزمك ماله

عن الغاية القصوى إذا هم وازع

فبأسك مرهوب وجيشك ناصح

ونصرك مكتوب ورأيك ناصع

فلا يغرر الأعداء منك تَثَبُّتَ

تروز به الأمر الذي أنت تابع

فإن يصح جوّ من سطاك ولم تقم

ولم تغشهم منك السيول الدوافع

فبشرك أغراهم وغَرَّ ولم تزل

تدل على الغيث البروق اللوامع

وإن يكُ قد هبت رياحك فيهم

رُخاء ففيها عن قريب زَعَازع

وإن طارت الجرد العتاق إلى مدى

فأغلب ظني أنَّ سخطك واقع

فما بك عن حرب قصور وإنما

لأمر تداري قادراً وتصانع

وإن لم يعد جيش العدو ولم يعذ

بعفوك إذ سدَّت عليه المطالع

سأنشد بيتاً نابغيّاً معظماً

تردِّده خوفاً وبأسك سامع

فإنك كالليل الذي هو مدركي

وإن خلتُ أن المنتأى عنك واسع

رفضت الهوينا فانتضى العزم ماضياً

اباؤك والقلب الجريّ المتابع

فأوليت أهل الشرّ شرّاً وبعضهم

كذي العُرِّ يكوى غيره وهو راتع

فباتوا إذا نامت طلائعك انبرت

تطلّ عليهم من سطاك طلائع

فيا ابن الذي أخلى الكنائس فاغتدت

بأقصى بلاد الشرك وهي جوامع

لواؤك مرفوع وسيفك جازم

وبعض رقاب الناس فعل مضارع

فعزماً غياثيّاً فبالدين غُلَّة

لها عزمك الناريّ مُروٍ وناقع

فقد آن أن تحيي العباد وتغتدي

ومالك في ملك البلاد منازع

أخذت بأنفاس العدوّ فلم يجد

إلى معقل إلا وذكرك رائع

أدرت عليه حتفه في انتباهه

وسقت إليه رُعْبَهُ وهو هاجع

فإن يتنبه فالمنايا وإن ينم

فأسوأ حال ما تريه المضاجع

لك الله رفقاً بالمواهب واللُّهَى

إذا لم يكن رفق لخصم تنازع

فقد ضجت الأموال مما تهينها

وملت سيوف الهند مما تقارع

امنتزعي من قبضة الدهر بعدما

مكثت وروحي في السياق تنازع

بك اجتنبتني الحادثات وأصبحت

على رغمها شزراً إليَّ تطالع

فكم ولَّدت نعماك شكري صنيعة

وما الشكر إلا حيث تزكو الصنائع

غدا وهو في وجه المحامد غرة

وفي أفق العلياء زهر طوالع

وليس كشكري كلما أيقظ الندى

لواحظه ألقيته وهو هاجع

فكم آنستني منك في كل خلوة

مواهب أبكار عليَّ رواجع

كأن الليالي فوضت ما أهمها

إليك اقتناعاً بالذي أنت صانع

فلا معتفٍ إلا بسيبك آمل

ولا معتدٍ إلا بسيفك خاشع

غمام على العافين في الجدب واقع

وسُمٌّ على العادين في الحرب ناقع

فيا قبلة الإقبال دم لممالك

مفاتحها عند الملوك ودائع

فلا عدم الشهر الأصم مواقفاً

بمدحك فيها تستلذُّ المسامع

فلا تلفت إلا بأسيافك العدا

ولا ألفت إلا ثناك المجامع

شرح ومعاني كلمات قصيدة قضت لك بالنصر السيوف القواطع

قصيدة قضت لك بالنصر السيوف القواطع لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي