قضى بوقوف الركب حق المواقف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قضى بوقوف الركب حق المواقف لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة قضى بوقوف الركب حق المواقف لـ السري الرفاء

قضَى بوقوفِ الرَّكْبِ حَقَّ المواقِفِ

فروَّى صَداها بالدُّموع ِالذَّوارِفِ

رسومٌ كأنَّ الطَّرْفَ يَقرأُ كلَّما

تأمَّلَها آيَ الهَوى من صَحائفِ

أباري بها دَمْعَ الحَيا وهو ذَارِفٌ

وأخلُفُه في رَبْعِها غيرَ ذارِفِ

وأعْرِفُها لولا الذي فَعَلَ البِلَى

وأنْكِرُها لولا نَسيمُ المَعارفِ

سقاكَ الهَوى صوبَ الدموعِ مُلاطِفاً

وأيُّ هوىً يَلقاكَ غيرَ مُلاطفِ

فلم تُنسِني الأيَّامُ فيك وقد دَجَت

سَوالفَ أيامٍ مَضَتْ كالسَّوالفِ

وأخضرَ من وَشْي الحَدائقِ مُعْلَمٍ

تَجُرُّ عليه السُّحْبُ وَشْيَ المَطارفِ

إذا انصاتَ في قَرْنٍ من الشَّمْسِ ضاحكٍ

تَمايلَ في دَمْعٍ من المُزْنِ واكفِ

ولا بِسةٍ في كأسِها ثوبَ آمنٍ

جلاها علينا الماءُ في ثَوبِ خائفِ

إذا رَعَفَتْ منها الأباريقُ خَيَّلَتْ

لأَعيُننا سِربَ الظِّباءِ الرَّواعفِ

تمسَّكْتُ بالإنجيلِ لمَّا أباحَها

وخالفْتُ فيها نصَّ ما في المَصاحفِ

أُرَدِّدُ لَحْظَ العَيْنِ بينَ شَمامسٍ

مُصَوَّرَةٍ في كأسِها وأساقفِ

فمِنْ بَيْنِ عارٍ لم يَنَلْ من ثيابِها

ومُلتَحِفٍ منها بحُمْرِ المَلاحفِ

أَأَطلُبُ إسعافَ الزَّمانِ وقد ثَنى

إلى العاجزِ المأفونِ عَطْفَ مُساعفِ

وآمُلُ أن يَجلو لذي اللُّبِّ بعدَما

ترَشَّفَهُ ذو الجَهْلِ حُلْوَ المَراشفِ

إذا لم يكن للنَّقْصِ يَوماً بمُنْكرٍ

فما هو للفَضْلِ المُبينِ بعَارفِ

سأمنَحُ حَلْيَ الشِّعْرِ صائِغَ حَلْيِه

وإن لم يَصُغْهُ لارتيادِ العَوارفِ

ثناءً كأفوافِ الرِّياضِ يَشوبُه

عتابٌ كأنفاسِ الرِّياحِ الضَّعائفِ

تَرقرَقَ ماءُ الطَّبعِ في وَجَناتِه

تَرَقرُقَ إفرنْدِ السّيوفِ الرَّهائفِ

أبا حسَنٍ إنَّ المَكارِمَ جَمَّةٌ

وأحسنُها إنصافُ خِلٍّ مُناصِفِ

تناسَيْتَ وُدِّي من قديمٍ وحادِثٍ

وأغفَلْتَ شُكْري من تَليدٍ وطارفِ

وأهملَتني حتَّى تحيَّفَني العِدا

وكم ذُدْتَ عنّي الحَيْفَ من كلِّ حائفِ

عصائبُ رَقَّ السِّتُر بيني وبينَهم

فمن ساترٍ ما في الضَّميرِ وكاشِفِ

يَدبُّونَ في لَيْلِ النِّفاقِ كأنَّهم

عَقارِبُ دَبَّتْ في دُجىً مُتكاثِفِ

إذا نَسَمَتْ ريحُ الصديقِ عليهمُ

أَهَبُّوا عليها كلَّ نَكْبَاءَ عَاصِفِ

وما نَقَمُوا إلا مَقالَةَ مُعْلنٍ

بأنَّ أبا السِّبْطَينِ خَيْرُ الخَلائفِ

إذا شِئْتَ أن تُهدي لِغلِّ صدورِهِمْ

فأَغْضِبْهُمُ يَبْدو كُمونُ الكتائفِ

أَلستَ تَراهم إنْ رأوا لك نِعمةً

يَفيضونَ غَيْظاً من صدورٍ لواهفِ

تَرى أوجُهاً تَصفَرُّ حِقْداً كأنَّما

يُدافُ على أَبشارِها وَرْسَ رائفِ

وخُزْرَ عيُونٍ لم تكنْ لَحظَاتُها

لتصدُرَ إلا عن قُلوبٍ رَواجفِ

أَلَم تَرَني أقصرتُ غيرَ مُقَصِّرٍ

وأَعرَضْتُ عن أعراضهِمْ غيرَ خائفِ

وكيفَ يَبيعُ الحُرُّ عِرْضَ ابنِ حُرَّةٍ

بأعراضِ أبناءِ الإماءِ المَقارف

أغَرَّكَ منهم ذو لسانٍ مُلاطِفٍ

وقلبٍ لإفراطِ الغليلِ مُسايفِ

فأعطيتَهم مضدْحاً كزاهِرِةِ الرُّبا

ووُدّاً كإيماضِ البروقِ الخَواطفِ

وكنتَ جديراً أن تَحُثَّ إليهمُ

قَواصِفَ لَفْظٍ كالرُّعودِ القَواصفِ

وتَسلَمَ عن أعراضهِمْ بشوارِدٍ

مسوَّمَةٍ تُوهي صَفاةَ المُقارفِ

فليسَ يكونُ المرءُ سِلْمَ صَديقِهِ

إذا لم يكنْ حربَ العدوِّ المُخالفِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قضى بوقوف الركب حق المواقف

قصيدة قضى بوقوف الركب حق المواقف لـ السري الرفاء وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي