قضى وطرا منك الحبيب المودع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قضى وطرا منك الحبيب المودع لـ الخريمي

اقتباس من قصيدة قضى وطرا منك الحبيب المودع لـ الخريمي

قَضى وَطَراً منك الحَبيبُ المُوَدِّع

وَحَلَّ الَّذي لا يُستَطاع فَيَدفَعُ

وَأَصبحت لا أَدري إِذا بانَ صاحِبي

وَغودرتُ فَردا بعده كَيفَ أَصنَع

أَأَفني الحَياةَ عِفَّةً وَتجلدا

بِعافيَة أَم أَستَكين فَأَهلَع

بَلى قَد حلبت الدَهرَ أَشطرَ دَرّه

فَأَبصرت منه ما يضرّ وَيَنفَع

فَأَيقنت أَن الحيّ لا بُدَّ مَيّت

وَأَنَّ الفَتى في أَهلِهِ لا يُمَتَّع

وَقالوا أَلا تَبكي خَريم بن عامِر

فَقُلتُ وَهَل تَبكي الذلول المُوَقَّع

لَقَد وَقَذَتني الحادِثات فَما أَرى

لنازلة من ريبها أَتَوَقَّع

صبَرت وَكانَ الصبر خَيراً مغبةً

وَهَل جَزعٌ مُجدٍ عليّ فأَجزَع

ملكت دُموع العَين حَتّى رَدَدتها

إِلى ناظِري إِذ أَعيُن القَلب تَدمَع

أَعزت خُطوب الدهر نَفساً صَليبَةً

لما نابها مِن حادث لا تَضعضع

أَلَم تَرَني أَبني عَلى اللَيث بَيته

وأَحثو عليه الترب لا أَتخشّع

أرُدّ حَواشي بُرده فَوقَ سنّة

إخال بِها ضوءاً مِن البَدر يَسطَع

كَأَنّيَ أَبني في الحَفيرة باسِلاً

عَفيراً يَنوء لِلقيام وَيَضرع

تُخال بَقايا الروح فيه لِقُربِهِ

بعهد الحَياة وَهوَ ميت مقنع

وَكانَ خَريم مِن أَبيهِ خَليفة

إِذا ما دَها يَوما مِن الشَرِّ أَشنَع

أصانع عِندَ الدهر أَرجو بَقاءه

وَنفس من الأُخرى شُعاعاً تطلع

تذكرني شَمس الضُحى نور وَجهه

فَلي لَحظات نَحوَها حينَ تطلع

وَأعددتُه ذُخراً لِكُلِّ ملمّة

وَسَهمُ المَنايا بِالذَخائر مولع

بَقيةُ أَقمار من الغرّ لَو خبت

لَظَلَّت معدّ في الدُجى تَتَسَكَّعُ

إِذا قَمَرٌ مِنها تَغوَّر أَو خَبا

بَدا قمر في جانِب الأُفق يَلمَع

فَلَو شئت أَن أَبكي دَماً لبكيته

عليك وَلَكِن ساحةُ الصَبر أَوسَع

وَإِنّي وان أَظهرت صَبراً وَحِسبةً

وَصانعت أَعدائي عليك لموجع

شرح ومعاني كلمات قصيدة قضى وطرا منك الحبيب المودع

قصيدة قضى وطرا منك الحبيب المودع لـ الخريمي وعدد أبياتها اثنان و عشرون.

عن الخريمي

إسحاق بن حسان بن قوهي الصفدي أبو يعقوب الخريمي. أبو يعقوب الصفدي أصلاً التركي جنساً الخريمي ولاءً والصفد كورة قصبتها سمرقند وقيل هما صفدان صفد سمرقند وصفد بخارى. شاعر مطبوع وصفه أبو حاتم السجستاني بأشعر المولدين. خرساني الأصل من أبناء الصفد ولد في الجزيرة الفراتية وسكن بغداد واتصل بخريم الناعم فنسب إليه أو كان اتصاله بابنه عثمان بن خريم. ثم اتصل بمحمد بن منصور بن زياد كاتب البرامكة ومدحه ورثاه بعد موته وأدركه الجاحظ وسمع منه. وعمي قبل وفاته وهو صاحب الرائية في وصف الفتنة بين الأمين والمأمون يقول فيها: يا بؤس بغداد دار مملكة دارت على أهلها دوائرها وهي من 135 بيتاً أوردها الطبري في التاريخ كلها وجمع علي جواد الطاهر ومحمد جبار المعيبد ما ظفرا به من شعر الخريمي في ديوان -ط.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي