قطتي الشامية

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قطتي الشامية لـ نزار قباني

أضناني البرد .. فكومني
داخل قبضتك السحرية
خبئني فيها أياماً
إحبسني فيها أعواماً..
إحبسني كالطير المرسوم..
على مروحةٍ صينيه..
فالحبس لذيذ ٌ و مثير ٌ..
داخل قبضتك السحريه..
لا تفتح كفك .. و اتركني..
أرعى كالأرنب..
في غابات يديك الوحشية..
لا تغضب مني.. لا تغضب
فأنا قطتك الشاميه
هل أحدٌ..
يغضب من قطته الشاميه؟

أتركني .. ألعب كالسنجاب
على الأدراج العاجية
وفتات السكر ألحسه
داخل قيضتك السحريه
أمنيتي تلك.. وما عندي
أغلى من تلك الأمنيه
لو أملك زاويةً بيديك..
لكنت ملكت البشرية..
خبئني في خلجان يديك..
فإن الريح شماليه
خبئني.. في أصداف البحر
وفي الأعشاب المائيه
خبئني في يدك اليمنى
خبئني في يدك اليسرى
لن أطلب منك الحريه..
فيداك.. هما المنفى.. وهما
أروع أشكال الحريه
أنت السجان .. وأنت السجن
وأنت قيودي الذهبيه
قيدني .. يا ملكي الشرقي
فإني امرأة ٌ شرقيه..
تحلم بالخيل .. وبالفرسان
و بالكلمات الشعريه
إني مولاتك .. يا مولاي
فغص في صدري كمديه
سافر في جسدي كالأفيون
وكالرائحة المنسيه
سافر في شعري في نهدي
كطعنة رمح و ثنيه
سافر.. ياملكي حيث تريد
فكل شطوطي رمليه..
سافر .. فالريح مواتيه
وأنا .. راضية ٌ مرضيه

ضيعني ..
في أ حراج يديك
سئمت .. سئمت المدنيه
حيث الأشجار بلا عمرٍ
حيث الأزمان خرافيه
أرجعني .. صافيةً كالنار
و كالزلزال بدائيه..
حررني من عُقدي الأولى
مزق .. أقنعتي الشمعيه..
وادفني .. تحت رماد يديك
شهيدة عشق صوفيه..
أدفني..
حيث يشاء الحب..
أنا رابعة العدويه..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي