قفا تريا حالا تجل عن الوصف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قفا تريا حالا تجل عن الوصف لـ ابن حجر العسقلاني

اقتباس من قصيدة قفا تريا حالا تجل عن الوصف لـ ابن حجر العسقلاني

قِفا تريا حالاً تجلّ عَن الوصف

وَقوما اِنظرا شمسَ الضُحى وَهيَ في كَسفِ

وَجودا مَعي فَضلاً بفيض مَدامِعٍ

وَإِن كانَ دَمعُ العين يُشجي وَلا يشفي

وَلا تَعجَبا أَنّي أَموتُ تلهّفاً

بَلى إِن أَعِش من غير لَهفٍ فَيا لَهفي

إِلى اللَهِ إِنّا راجِعونَ وحسبنا

وَنِعمَ الوَكيلُ اللَهُ ذو المنّ وَاللُطفِ

بَكيتُ عَلى تلك الشَمائل غالَها

كَثيفُ الثرى بَعدَ التَنعّمِ وَاللُطفِ

بَكَيتُ على حلم وعلم وَعِفّةٍ

تقارنُ مع عِزّ الهُدى هزّةَ الطرفِ

بَكيت عَلى الغصن الَّذي اِجتُثَّ أَصلُهُ

وَلَم أَجنِ من أَزهارِهِ ثمرَ القَطفِ

بَكيت عَلى دينار وَجهٍ مَلَكتُهُ

فَعاجَلَني فيهِ التفرّقُ بِالصَرفِ

بَكيت عَلى البَدر المنقَّلِ لِلنَّوى

ولكنّه ما زال في القَلب وَالطرفِ

وَشمسٍ تَوارَت بِالحجاب من الثَرى

وَما الشَمسُ تأوي لِلتُراب من العُرفِ

وَجَوهَرَةٍ رُدَّت وَكانَت يَتيمةً

إِلى صدف من تُربِها طيّبِ العَرفِ

وَظَبيَةِ أُنسٍ نُفِّرَت وَاِلتفاتُها

لما خَلَّفَت عند التفرّقِ من خِشفِ

صغيرَينِ ذاقا فَجعةَ اليُتمِ بعدها

وَذلك حالٌ لَيسَ يَحتاجُ لِلكَشفِ

وَقيل تَصَبرَّ قلت هَيهات إِنَّها

غزَتني بِجَيش من هموميَ مصطَفِّ

ثبتُّ وَقَد لاقيتُ حربَ فراقها

فَيا ليت أَنّي قَد فررت من الزحفِ

تَقولُ وَقَد آن الرَحيلُ وَشاهدَت

دَواعي فِراقٍ لا تُدافَعُ بِالكَفِّ

أَتى أمرُ رَبّي مَرحَباً بِقَضائِهِ

فَسُبحان مؤويها من الخلد في كهفِ

فَأَينَ اِصطِباري بَعدَها قَد فَقَدتُهُ

كَما أَنَّ قَلبي قَد تَولّى بِلا خُلفِ

أَسيّدةَ الركبِ الرَحيلَ رأَيتُهُ

فَهَل من سَبيل لِلقُفول ومن عطفِ

سَكَنتِ بجنّات النَعيم وَمُهجَتي

عَلى نار بُعدٍ منك لَيسَ لَها مَطفي

مضيتِ وَخلَّفتِ الدِيار وَأَهلها

بِمَضيَعَةٍ وَالحالُ أَفضَت إِلى خَلفِ

فَقَدتُ بك الأَهلينَ قُربى وَأُلفَةً

فَأقسمت ما لي بَعدَ بُعدِك مِن إِلفِ

وَراجعت سهدي وَالتأسّفَ وَالأَسى

وطلَّقَ لما أَن رَحَلتِ الكرى طَرفي

وَقَلبيَ لا ثَوبي عَلَيكَ شَقَقتُهُ

وَنادَيتُ يا أَجيالَ حلمي أَلا خِفّي

وَأَمّا أَنيني وَالتولُّهُ وَالبكا

يعيذُك طَرفي بَعضُ ما قَد جَرى يَكفي

تولُّهُ مَهجور وَأَنَّةُ مفردٍ

وَذِلَّةُ مَقهورٍ وَوحشةُ مُستَخفِ

وَإِنّي غَريبٌ لَو سَكَنتُ بِبَلدَتي

وَإِنّي وَحيدٌ لَو رَكَنتُ إِلى إِلفِ

سَلام وَرضوان وروح وَرَحمَةٌ

عَلَيكَ مِنَ الرَحمَن ذي الجود وَالعَطفِ

فَقَلبي من يَوم النَوى في تَغابُنٍ

إِلى أَن أَرى في الحشر شخصَك في صَفي

أَبعدَ حَياتي أَرتَجي راحَةَ البقا

فَيا تَعَبي إِن كانَ يُبطئُ بي حَتفي

إِلَهي تداركني بلطف فَإِنَّني

إِذا لَم تُغِثني يا قَويُّ لفي ضعفِ

إِلَهي حَسبي أَنتَ فاِرحم تَذَلُّلي

فَإِنّيَ فيما نابني بك أَستَكفي

وصلّ على خَيرِ الأَنام وَآله

وَأَصحابه ما اِشتاقَ ناءٍ إِلى إِلفِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قفا تريا حالا تجل عن الوصف

قصيدة قفا تريا حالا تجل عن الوصف لـ ابن حجر العسقلاني وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن ابن حجر العسقلاني

أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر. من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث. ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل. تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط) ، و (لسان الميزان-ط) تراجم، و (ديوان شعر-ح) ، و (تهذيب التهذيب-ط) ، و (الإصابة في تمييز الصحابة-ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن حجر العسقلاني في ويكيبيديا

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي