قفا فاسألا في ساحة الأجرع الفرد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قفا فاسألا في ساحة الأجرع الفرد لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة قفا فاسألا في ساحة الأجرع الفرد لـ لسان الدين بن الخطيب

قِفا فاسْأَلا في ساحَةِ الأجْرَعِ الفَرْدِ

مَعالِمَ محّتْها الغَمائِمُ منْ بَعْدي

وجرّتْ علَيْها الرّامِساتُ ذُيولَها

على أنّها تزْدادُ طِيباً على البُعْدِ

وعُوجا علَيْها فاسْأَلا عنْ أنيسِها

وإنْ كانَ تسْآلُ المَعالِمِ لا يُجْدي

ولكنّها نَفْسٌ تَجيشُ ونَفْثَةٌ

تُروِّحُ منْ بَثٍّ وتُطْفِئُ منْ وَجْدِ

مَرابِعُ أُلاّفِي وعهْدُ أحِبّتي

سَقى اللهُ ذاكَ العَهْدَ مُنْسَكِبَ العِهْدِ

وجادَ بِها منْ جودِ كفِّ محمّدٍ

مُلِثٌّ هَمولٌ دونَ بَرْقٍ ولا رَعْدِ

وإنّ أحَقَّ الغيْثِ أنْ يَرْوِيَ الثّرَى

لَغَيْثٌ زكيٌّ صابَ منْ مَنْشإِ المجْدِ

إمامُ هُدىً منْ آلِ سَعْدٍ نِجارُهُ

ونَصْرُ الهُدى ميراثُهُ لبَني سعْدِ

غَمامُ نَدىً جادَ البِلادَ فأصْبَحَتْ

تُجرِّرُ ذيْلَ الخصْبِ والعِيشةِ الرّغْدِ

وفرْعٍ زدكيٍّ منْ أصولٍ كريمَةٍ

حَباها كما قُدَّ الشِّراكُ منَ الِجلْدِ

فتُلْحَظُ منْ أنْوارِهِ سورَةُ الضُّحى

وتُحْفَظُ منْ آثارِهِ سورَةُ الحَمْدِ

منَ النَّفَرِ الوضّاحِ والسّادَةِ الأُلى

يُغيثونَ في الجُلّى ويوفونَ بالعَهْدِ

محمّدُ قد أحْيَيْتَ دينَ محمّدٍ

وأنْجَزْتَ من نصْرِ الهُدَى سابِقَ الوَعْدِ

طَلَعْتَ على الدُّنْيا بأيْمَنِ غُرّةٍ

أضاءَ بها نورُ السّعادَةِ في المَهْدِ

وكمْ رصَدَتْ منّا العُيونُ طُلوعَها

فحُقِّقَ نصْرُ اللهِ في ذلِكَ الرّصْدِ

هَنيئاً لمُلْكٍ فاتَحَتْكَ سُعودُهُ

وعِزٍّ على الأيّامِ مُنْتَظِمِ العِقْدِ

وعُقْدَةِ مُلْكٍ كانَ ربُّكَ كالِئاً

لَها وأصيلُ السّعْدِ يُغْني عنِ النّقْدِ

جمَعْتَ بِها الأهْواءَ بعْدَ افتِراقِها

فقَدْ كانَ فيها الضِّدُّ يأنَسُ بالضِّدِّ

أمَوْلايَ هَذا الأمْرُ جِدٌّ وإنّما

يَليقُ بِه مَنْ عامَلَ الجِدَّ بالجِدِّ

ودونَكَها منْ ناصِحِ الجيْبِ مُخْلِصٍ

وصيّةَ صِدْقٍ أعْرَبَتْ لكَ عنْ وُدِّ

أفِضْ في الرّعايا العَدْلَ تحْظُ بحُبِّها

وحَكِّمْ علَيْها الحَقَّ في الحَلِّ والعَقْدِ

وما منْ يَدٍ إلا يَدُ اللهِ فوقَها

ومنْ شِيَمِ الموْلَى التّلطُّفُ بالعَبْدِ

فكُنْ لهُمْ عَيْناً على كلِّ حادِثٍ

وكُنْ فيهمُ سمْعاً لدَعْوَةِ مُسْتَعْدي

وأنْتَ ثِمالُ اللّهِ فابْسُطْ نَوالَهُ

إذا بسَطَ المُحْتاجُ راحةَ مُسْتَجْدي

وأوْجِبْ لأرْبابِ السّوابِقِ حقَّها

ولا تمْنَعِ المعْروفَ مَنْ لكَ منْ جُنْدِ

همُ الحَدُّ في نحْرِ العدوِّ وهلْ تَرى

دِفاعاً لمَنْ يَلْقى العدوَّ بِلا حدِّ

وشاوِرْ أولي الشّورى إذا عنّ مُعْضِلٌ

فمَنْ أعْملَ الشّورى فَما ضَلّ عنْ قَصْدِ

وكُنْ بكِتابِ اللهِ تأتَمُّ دائِماً

هوَ الحقُّ والسّورُ المُبينُ الذي يَهْدي

ألا لا يَرُعْ منّا الزّمانُ عِصابَةً

مؤكَّدَةَ الميثاقِ مرْهَفةَ الحدِّ

تُقابِلُ أمْرَ اللهِ بالبِشْرِ والرِّضى

وتلْقى الذي ترْضاهُ بالشُّكْرِ والحمْدِ

وتَخْلُفُ فيمَنْ خلّفَتْهُ مُلوكُها

برَعْي الذِّمامِ الحُرِّ والحِفْظِ للعَهْدِ

وما هيَ إلا أنْفُسٌ مُسْتَعارةٌ

ولابدّ يوْماً للعَواريِّ منْ رَدِّ

غَنينَا عنِ البحْرِ الذي غاضَ بالحَيا

وعنْ كوْكَبِ العَلْياء بالقَمَرِ السّعْدِ

حياةٌ جَناها النّهْرُ منْ شجَرِ الرّدى

سَريعاً ووِجْدانٌ تكوّنَ عنْ فَقْدِ

وسَيْفانِ هَذا سَلَّهُ الدّهْرُ ماضِياً

صَقيلاً وهَذا رَدُّهُ الدّهْرُ في غِمْدِ

وقَتْ مُلْكَكَ المَحْروسَ منْ كُلِّ حادِثٍ

عِنايَةُ مَنْ يُغْني عن الآلِ والجُنْدِ

ودونَكَها منْ بحْرِ فِكري جَواهِراً

تُقلَّدُ في نَحْرٍ وتُنْظَمُ في عِقْدِ

رَكَضْتُ بِها خيْلَ البَديهَةِ جاهِداً

وأسْمَعْتُ آذانَ المَعاني على بُعْدي

فَجاءَتْ وفي ألْفاظِها لَفَفُ الكَرى

سِراعاً وفي أجْفانِها سِنَةُ السُّهْدِ

وإنّي وإنْ أطْنَبْتُ فيكَ لَقاصِرٌ

ومَنْ ذا يُطيقُ الرّمْلَ بالحَصْرِ والعَدِّ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قفا فاسألا في ساحة الأجرع الفرد

قصيدة قفا فاسألا في ساحة الأجرع الفرد لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها أربعون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي