قفا نحمد الأيام إن كان يحمد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قفا نحمد الأيام إن كان يحمد لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة قفا نحمد الأيام إن كان يحمد لـ ميخائيل خير الله ويردي

قِفا نَحمَدِ الأَيّامَ إِن كانَ يُحمَدُ

سُكونٌ عَلَى شَكٍّ يَثورُ وَيَخمُدُ

وَإِلا فَهُبُّوا كَالنُّسورِ تَسابَقَت

لِتَحقيقِ آمالِ البِلادِ وَرَدِّدوا

كَفانا فَخاراً أَنَّنا إِخوَةٌ مَعاً

إِذا ماتَ مِنّا سَيِّدٌ قامَ سَيِّدُ

وقولوا لِنُوّابِ العُروبَةِ كُلِّهِم

عَقَدنا عَلَيكُم مَأَمَلاً فَتَعَهَّدوا

فَما فيكُمُ باغٍ يَبيعُ ضميرَهُ

وَإِن نَمَّ مُحتالٌ وَضَلِّلَ مُفسِدُ

فَسُنُّوا لَنا ما فيهِ خَيرٌ لأنَّناَ

سَنَمضي وَإِيّاكُم إِلى حَيثُ نَقصِدُ

أَرى الوَطَنِيَّ الحَقَّ مَن رَدَّ غارَةً

وَنَفَّذَ ميثاقاً بِهِ نَتَقَيَّدُ

فَها غارَةُ التَّقليدِ وَالجَهلُ مُطبِقٌ

وَها غارَةُ الفَقرِ التي تَتَهَدَّدُ

وَها شَبَحُ الأَطماعِ فينا مُكَشِّرٌ

وَها شَبحُ الذُّلِّ الَّذي يَتَوَعَّدُ

أَلا فَاطرُدوا الأَشباحَ عَنّا فَإِنَّها

نَذيرُ البَلايا وَهيَ بِالعَزمِ تَطرَدُ

لَقَد أَزعَجَتَنا وَاستَلانَت قَناتَنا

أَلَيسَ لِرّدِّ الكَيدِ يا صَحبُ مَوعِدُ

لَعَلَّ لِبَعثِ المَجدِ في العُربِ ساعَةً

يَزولُ بِها مُستَعمِرٌ وَمُعَربِدٌ

فَهَلاَّ أَفَدتُم مِن أَذى الضَّيمِ عِبرَةً

وَهَلاّ رَأَيتُم ما رَآهُ مُحَمَّدُ

إِذا لَم نُهَيِّيء لِلمُلِمّاتِ عُدَّةً

فَلَيسَ لَنا في سُدَّةِ المَجدِ مَقعَدُ

وَكَم فاحِصٍ أَخلاقَنا قالَ إِنَّها

مِثالُ النَّدى لَكِنَّما الدَّهرُ أَرمَدُ

فَما نَحنُ مَن يَرضى لِجارٍ مَذَلَّةً

وَلا نَحنُ مَن لِلجَورِ ضَحَّوا وَعَيَّدوا

وَلا نَحنُ مَن يَنسى يَداً أَو مَبَرَّةً

فَهَل لِكرامِ الأرضِ في نَصرِنا يَدُ

إِلى اللهِ نَشكو ما أَصابَ دِيارَنا

فَقَد تَنفَعُ الشَّكوى وَيَنجو المُقَيَّدُ

وَما الذَّنبُ إِلاّ غِرَّةٌ وَتَنابُذٌ

فَهَل وَحَّدَ العُربَ الأُباةَ مُوحِّدُ

أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ مَن لا أَخا لَهُ

يَجورُ عَلَيهِ غاصِبٌ مُتَشَرِّدُ

وَيَحسَبُهُ الأَعداءُ غِرّاً مُقَصِّراً

وَقَد يَطمِسُ التَّاريخَ وَهُمٌ مُجَرَّدُ

نَموتُ وَلا نَرضى انتِداباً لأَنَّنا

حَمَلنا لِواءَ الرُّشدِ وَالدَّهرُ يَشهَدُ

فَيا وَطني إِنَّ الفَرَنسيسَ أُمَّةٌ

وَفيها مِنَ الأَحرارِ ما لا نُعَدِّدُ

تُراقِبُ مَسعانا وَتذكُرُ وَعدَها

وَإِنَّ الغَدَ الدّاني لِنِعمَ المُؤَيِّدُ

فقولوا لَها إِنَّا نُريدُ تَفاهُماً

فَإِن نَفَّذَت عَهداً فَذلِكَ أَحمَدُ

وَإِن فَرَضَت ذُلاًّ عَلَينا فَإِنَّنا

سَنَرفُضُهُ أَمَّا الذَّليلُ فَيُلحَدُ

فَهَل يَبتَغي أَحرارُها قَتلَ أُمَّةٍ

إِذا لَم تَكُن غَيرَ الكَرامَةِ تَنشُدُ

أُولئِكَ أَسيادٌ بَنَوا بِجِهادِهم

لِحُرِّيَّةِ الإِنسانِ ما لَيسَ يُجحَدُ

وَبَثُّوا هَواها في الشُّعوبِ فَسَطَّروا

لَهُم في سِجِلٍّ الفَضلِ ذِكراً يُخَلَّدُ

نُريدُ لَهُم واللهِ ما لا يُريدُهُ

لِدَولَتهِم نِدٌّ يَضُرُّ وَيحسُدُ

وَيَرميهِمُ مِن مَكرِهِ بِقَنابِلٍ

تُقَوِّضُ مشن بُستانِهم وَتُجَرِّدُ

وَمَن رامنَ خَيراَ ونازدِهاراً لِقَومِهِ

يَسيرُ عَلَى آثارِهِم وَيُشَيِّدُ

فَيا أَيُّها الأحرارُ ها رَوعَةُ اسمِكُم

وَتارِيخِكُم فَاقضوا بشما نَحنُ نَعهَدُ

فَمَن غَيرُكُم أَولى بِوُدِّ بِلادِنا

وَمَن غَيرُكُم أَهدى إِذا راحَ يُرشِدُ

وَما نَحنُ مِمَّن يَجهَلُ الحُكمَ جَدُّهُ

وَلكِنَّنا بِالجِدِّ سَوفَ نُجَدِّدُ

وَما نَحنُ مَن يَهوى حَياةً رَخيصَةً

فمِن إِرثِنا المَجدُ التَّليدُ المُؤَبَّدُ

وَما المَجدُ نَوحٌ وَاذَّكارٌ مُشَوِّقٌ

يُغَذّيهِ وَهُم عابِرٌ وَتَرَدُّدُ

فَما المَجدُ إِلاّ الجِدُّ وَالعِلمُ سُورُهُ

فَخَلِّد بِأَعمالٍ تُقيمُ وَتُقعِدُ

سَأَسعى إِلى مَجدٍ يَعُزُّ مِثالُهُ

فَلا يَدَّعيهِ ناسِخٌ أَو مُقَلِّدُ

مَرامٌ أُنادي العُربَ أَن يَقتَدوا بِهِ

وَمِثلي إِذا رامَ العَلاءَ يُجَوِّدُ

كَأَنَّ فُنوني حَذَّرَتني وَأَشفَقَت

عَلَى المَجدِ أَن يَبلى فراحَت تُغَرِّدُ

وَتُغري فُؤادي بِالخُلودِ فَإِن أَمُت

يُبَرِّر بَقائي في لحَياةِ التَّفرُّدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قفا نحمد الأيام إن كان يحمد

قصيدة قفا نحمد الأيام إن كان يحمد لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي