قف بالديار وأي الدهر لم تقف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قف بالديار وأي الدهر لم تقف لـ أبو دلامة

اقتباس من قصيدة قف بالديار وأي الدهر لم تقف لـ أبو دلامة

قِف بالدِّيارِ وأيَّ الدَّهرِ لم تَقِفِ

على المَنَازِلِ بَينَ الظَّهرِ والنَّجَفِ

وَمَا وُقُوفُكَ في أطلالِ مَنزِلَةٍ

لَولا الَّذي استحدثَت في قَلبِكَ الكَلِفِ

إن كُنتَ أصبَحتَ مَشغوفاً بجارِيَةٍ

فلا وَرَبِّكَ لا تَشفِيكَ مِن شَغَفِ

ولا تَزِيدُكَ إلّا العَلَّ مِن أسَفٍ

فَهَل لِقَلبِكَ مِن صَبرٍ على الأسَفِ

دَع ذا وَقُل في الذي قَد فَازَ مِن مُضَرٍ

بِالمَكرُماتِ وعِزٍّ غَيرِ مُقتَرَفِ

هذي مَقَالَةُ شَيخٍ مِن بَني أسَدٍ

يُهدِي السَّلامَ إلى العَبَّاسِ في الصُّحُفِ

تَخُطُّها مِن جَوَاري المِصرِ كَاتِبةٌ

قَد طالما ضُرِبَت في اللَّام والألِفِ

وَطَالَما اختَلَفَت صَيفَاً وشاتِيةً

إلى مُعَلِّمِها باللَّوحِ والكَتِفِ

حتّى إذا ما استَوى الثَّديَانِ وامتَلآ

مِنها وخِيفَ على الإسرَافِ والقَرَفِ

صِينَت ثَلاثَ سِنينَ ما ترى أحداً

كَمَا تُصَانُ بِبَحرٍ دُرَّةُ الصَّدَفِ

بينَا الفَتَى يَتَمَشَّى نَحوَ مَسجِدِهِ

مُبَادِراً لِصَلاةِ الصُّبحِ بالسَّدَفِ

حانَت له نَظرةٌ مِنها فَأَبصَرَهَا

مُطِلَّةً بين سِجفَيها مِنَ الغُرَفِ

فَخَرَّ في التُّربِ ما يَدرِي غَدَاتَئِذٍ

أخَرَّ مُنكَشفاً أم غَيرِ مُنكَشِفِ

وَجَاءَهُ القَومُ أفواجاً بِمَائِهِم

لِيَنضحُوا الرَّجلَ المَغشِيَّ بالنُّطَفِ

فَوَسوَسُوا بِقُرانٍ في مَسَامِعِه

خوفاً من الجِنِّ والإنسانُ لم يَخَفِ

شيئاً ولكِنَّهُ مِن حُب جاريةٍ

أمسَى وأصبَحَ مَوقوفاً على التَّلَفِ

قالُوا لَكَ الخَيرُ ما أبصَرتَ قُلتُ لَهُم

جِنِّيَّةٌ أقصَدَتنِي من بني خَلَفِ

أبصَرتُ جَاريَةً مَحجُوبَةً لَهُمُ

تَطَلَّعَت من أعالي القَصرِ ذي الشُّرُفِ

فَقُلتُ مَن أيُّكُم واللهُ يَأجُرُهُ

يُعيرُ قُوَّتَهُ مِنّي إلى ضَعَفِي

فَقَامَ شَيخٌ بَهِيٌّ مِن تِجَارِهِمُ

قَد طَالَمَا خَدَعَ الأقوامَ بالحَلِفِ

فابتَاعَها لي بِألفي دِرهَمٍ فَغَدَا

بِها إلَيَّ فألقاها على كَتِفِي

فَبِتُّ ألثِمُها طَوراً وتَلثِمُنِي

طَوراً ونَفعَلُ بَعضَ الشَّيء في اللُّحُفِ

بِتنا كذلِكَ حتّى جاءَ صَاحِبُها

يَبغِي الدَّنَانِيرَ بِالمِيزانِ ذي الكَفَفِ

وذَاكَ حَقٌّ على زَندٍ وكَيفَ بهِ

والحَقُّ في طَرَفٍ والعَينُ في طَرَفِ

وبَينَ ذاك شُهُودٌ لم أُبالِ بِهِم

أكُنتُ مُعتَرِفاً أم غَيرَ مُعتَرِفِ

فإن تَصِلنِي قَضَيتُ القَومَ حَقَّهُمُ

وإن تقل لا فَحَقُّ القومِ في تَلَفِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قف بالديار وأي الدهر لم تقف

قصيدة قف بالديار وأي الدهر لم تقف لـ أبو دلامة وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن أبو دلامة

زند بن الجون الأسدي. شاعر مطبوع من أهل الظرف والدعابة، أسود اللون، جسيم وسيم كان أبوه عبداً لرجل من أسد وأعتقه. نشأ في الكوفة واتصل بالخلفاء من بني العباس، فكانوا يستلطفونه ويغدِقون عليه صِلاتِهم، وله في بعضهم مدائح. وكان يتهم بالزندقة لتهتكه، وأخباره كثيرة متفرقة.[١]

تعريف أبو دلامة في ويكيبيديا

أبو دُلامة شاعر ساخر عاش في العصر العباسي، وكان عبدا لرجل من أهل الرقة من بني اسد واعتقه في ما بعد، وهو أحد الشعراء المعاصرين لخلفاء بني العباس الثلاث الأوائل وهم السفاح والمنصور والمهدي، بل يعتبر شاعرهم ونديمهم الخاص، وكان أبو دلامه فكها مرحا فهو حسن الحديث ممتع الرواية.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أبو دُلامَة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي