قف بالمدائن يمناها ويسراها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قف بالمدائن يمناها ويسراها لـ العشاري

اقتباس من قصيدة قف بالمدائن يمناها ويسراها لـ العشاري

قف بِالمَدائن يمناها وَيُسراها

وَسرح الطرف أَدناها وَأَقصاها

مَنازل نَزَلت غر السحاب بِها

وَوابل الغَيث وافاها فَحَياها

وَغد كَساها الحَيا مِن نسجه حللاً

وَالوَرد بِالحُسن وَشاها وَحَلاها

تَنوع الحُسن في أَرجائِها فَلذا

قُلوبنا وَقُلوب الناس تَهواها

لَم أَترك الدار لَولا حب ساكنها

وَلَم أُفارق حَبيب القَلب لَولاها

فانظر لقيصومها قَد مَد ساعده

وَآسها ماد حَتّى طابَ رياها

وَالرند يَعبق في الأَقطار حينَ رَنت

كَتائب الشيح فاستغنى برؤياها

وَالنرجس الغَض يَرنو نَحوَ نَرجسها

شزراً فَيَضرب أولاها بِأُخراها

وَالأَرض تَهتز مِن حَيث الرَبيع فَلا

تَعجب فَربك بَعدَ المَوت أَحياها

وَنَهر دجلة يَجري في مَجرته

شِعاره كانَ بسم اللَه مجراها

وَالجَو يضحك إِعجاباً بقدرة من

بناصع الحسن أنشاها وَسواها

فروح القَلب في تلكَ المرابع إِن

أَطعت نصحي وَلا تجنح لأشقاها

وَمرغ الخَد وَالعَينين مُعتَمداً

لقبر سلمان وَاترك عَنكَ سلماها

وَقف عَلى ذَلك القَبر المُنير فَكَم

بِهِ تَوارَت عُلوم جل أَدناها

ضَمت مِن الجَوهر المَكنون أَحسنه

وَمِن نجوم الهُدى وَالفَضل أَضواها

نال السَعادة وَالأَقطار مُظلمة

لَما تجبر كلب الفُرس كسراها

رقي معالم دين لا انتهاء لَها

وَنالَ مِن صَهوات العز أَعلاها

حدا بِهِ الشوق حَتّى سار عَن وَطن

وَعَن ديار بِأَرض الفُرس خلاها

وَلَم تَزَل واردات السعد تنقله

حَتّى أَتى بَلد الهادي وَوافاها

وَفازَ بالشرف الأَعلى وَقَد ظفرت

يَداه بالكنز سقياها وَرعياها

أَزالَ عَنهُ العَنا وَالرق وَاِنفرجت

عَنهُ الشَدائد وَانحلت شَظاياها

وَفي بَيضة تبر دينه فَغَدا

حراً وَقَد كانَ يُدعى قَبل مَولاها

وَأَثمر النَخل في عام فَلا عَجب

في كَف من سبحت في الكَف حصباها

وَكَم لَهُ غرر أربت عَلى غرر الن

نُجوم فاذكر فَإِني لَستُ أَنساها

إِذ قامَ في غَزوة الأَحزاب مُنتصباً

لملة الحَق نور الدين يَرعاها

كَفاه إِن قال خَير المُرسلين لَه

سلمان مِنا فَخاراً بَل كَفى جاها

يا سَيداً عَلق القَلب المشوق بِه

حَتّى عَلاه مِن الأَشواق أَعلاها

أنوي إِليك شخوصاً وَالزَمان لَه

قَواطع لَم أطق دَفعاً لأَدناها

حَتّى نَهضت نُهوض اللَيث مُنتهزاً

لفرصة كانَ في النادي ترجاها

وَجئت بابك يا كَهف العفاة مَتى

حَلت بِناديه أَعطاها فَأَغناها

مُستمطراً بِكَ مَنسوباً إِليك كَما

نسبت حَقاً إِلى خَير الوَرى طاها

فاقبل بحقك تَقصيري وَكُن سَندي

وَعدتي لأمور صرت أَخشاها

وَامدد بِفضلك أَطفالي وَكُن لَهُم

ذُخراً وَحصناً بِدنياها وَأخراها

وَقَد سَأَلتك يا كنز الفَقير وَلَم

أَدر لغيرك يا مولى النَدى فاها

وَخص رَبك أَعلى المُرسلين عَلي

برحمة وَصَلاة طابَ رياها

وَآله الغر وَالصحب الكِرام وَمَن

حَدوا الحُدود فَحدوا من تعداها

شرح ومعاني كلمات قصيدة قف بالمدائن يمناها ويسراها

قصيدة قف بالمدائن يمناها ويسراها لـ العشاري وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن العشاري

هـ / 1737 - 1780 م حسين بن علي بن حسن بن محمد بن فارس البغدادي الشافعي نجم الدين أبو عبد الله. يعود أصله إلى العشارة وهي بلدة تقع على ضفة نهر الخابور وكانت تابعة في العهد العثماني إلى لواء دير الزور، ولد وتعلم ببغداد، وفي تاريخ ولادته خلاف إذ وجد رسالة كتبها باسم والي بغداد إلى الشريف مسعود بن سعيد بن زيد المتوفى سنة 1165هـ‍ وهي بالتالي تناقض التاريخ الذي ذكره المرادي أنه ولد سنة 1150هـ‍. وكان من أساتذته الشيخ جمال الدين عبد الله ابن حسين السويدي البغدادي المتوفى سنة 1174 هـ‍ وولده الشيخ عبد الرحمن السويدي المتوفى سنة 1200هـ‍ وكان خطه جميلاً نسخ به كثيراً من الكتب. له: (حاشية على شرح الحضرمية لابن حجر الهيتمي) ، (حاشية على جمع الجوامع في أصول الفقه) ، (رسالة في مباحث الإمامة) ، (ديوان الشعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي