قف فالعيون إلى سناك تشير

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قف فالعيون إلى سناك تشير لـ عبد المحسن الكاظمي

اقتباس من قصيدة قف فالعيون إلى سناك تشير لـ عبد المحسن الكاظمي

قِف فالعُيونُ إِلى سَناكَ تُشيرُ

وَاِهنأ فملكك في القُلوب كَبيرُ

قِف واِستَمِع مِن ناظِمٍ أَو ناثِرٍ

يَعنو له المَنظومُ وَالمَنثورُ

مِدَحاً لَها في كُلِّ سمع نَشوَةٌ

وبكلّ قَلبٍ طربةٌ وَسُرورُ

جُملاً يفصّلها البَيان مصوِّراً

وَبَيان أَفصح ناطِق تَصويرُ

إِنَّ الشعور إِلى ثَناكَ مُوَجَّهٌ

لَولاكَ ما هَزَّ الأَنامَ شُعورُ

صُنتَ الحُقوق فَقَدَّرَتكَ رِجالُها

وَكَذا الرِجالُ وَهَكَذا التَقديرُ

أَطراكَ حَتّى شانَئوكَ وَطأطأوا

لَكَ صاغرينَ وَفي القُلوبِ سَعيرُ

نَظَروا إِلَيكَ فأذعَنوا إِذ لَم يَروا

رجُلاً يُقالُ لَهُ سِواكَ خَطيرُ

وَمناوئين تقصَّدوكَ وأدركوا

أَنَّ التَعرُّضَ للأُسود غُرورُ

خبطت ضَمائرهم بليل ظنونها

أَزمانَ والظنّ المُريبُ كَثيرُ

حَتّى بَدا صُبحُ الحَقيقة واِنجلَت

تِلكَ الغَياهِبُ واِنمحى الديجورُ

لَجأوا إِلَيكَ وَأَنتَ دونَ المُلتَجى

حِصنٌ مَنيعُ الجانَبينِ وَسورُ

كَم مَوقِف صَلّوا لذكركَ عنده

وَعَلا لك التَهليلُ وَالتَكبيرُ

طَلَبوا نظيرك آملين جِهادَه

لَو كانَ لِلبدر المُنير نَظيرُ

وَلفسَّروا آياتِ فَضلك في الوَرى

بالنجم لَو لَم يَعوز التَفسيرُ

لَو كانَ مأوى الفَضل أَجواز الفَلا

لَسَعَت إِلَيكَ أَكامُها وَالغورُ

أَو كانَ في نهر المَجَرَّة مَعبَرٌ

لِلمَجدِ كانَ بِها إِلَيكَ عُبورُ

شهدت لك الدُنيا وَلَمّا يَستَطِع

إِنكارَ فَضلِكَ جاحِدٌ وَكَفورُ

في كُلِّ جيل من صَنيعك منّة

وَبكلّ دار حامد وَشَكورُ

كَم رحت توقظ كلّ غرٍّ جاهِلٍ

حَتّى اِستَفاق الجاهِل المَغرورُ

وَظَلَلت تَقتَصِد الحَياة إِلى الَّتي

أَودى بِها الإِسراف وَالتَبذيرُ

لَك يا عَليّ عَلى البِلادِ فَرائض

قَد حانَ وَقت أَدائها وَنذورُ

قَد كانَ منك لَها عَلى طول المَدى

هاد يُضيء سَبيلها وَيُنيرُ

يفديك يا مَن هَمّه إِرشادُها

من همّه التَضليلُ وَالتَغريرُ

علمتها وَالجَهل في أَعماقها

كالنارِ يَكمن تارَة وَيَثورُ

وَأَريتها وَالأَمر غير ميسّر

أَنّ العَسير عَلى المَجدِّ يَسيرُ

لا الدهرُ يَمنَع عاملاً أَن يَرتَقي

لعلىً ولا عنت الخطوب يضيرُ

مَن لَم يكن بالجدّ يدرك قصدهُ

لا الرأي ينفعه وَلا التَدبيرُ

لَولا اِختِلافات المَدارك ما اِعتَلى

منّا عَظيم واِستكان حَقيرُ

كَم قصّرَ الساعون في أَغراضهم

وَالسعي في غير الهُدى تَقصيرُ

ما كلّ ذي طمرين يصدق عزمهُ

فلربّ دعوى في العَزائِم زورُ

ما كلّ من أَبصرته بين الوَرى

نطس بأدواء العباد بَصيرُ

ما كلّ مَن أَعلى عقيرته عَلى

تَذليل آيات الصِعاب قَديرُ

لَو أَنّ كلّاً بالِغٌ ما يَشتَهي

ما كانَ في هَذا الوجود فَقيرُ

يا مَن أَرانا العلم كَيفَ رواجه

بَينَ الملا وَالجَهل كَيفَ يَبورُ

يَحيا صَنيعك في الأَنام وَبعضهم

يَحيا وَذكر صنيعهم مَقبورُ

ما لِلبِلاد سِوى يراعك مرشدٌ

وَسوى جهادك منقذ وَمجيرُ

مَن ذا يَكون لَها وَيحسن قودها

إِن جلجلت نوب وَساءَ مَصيرُ

بُعثت بعصرك لِلمَكارِم وَالعلى

حِقب تقادم عهدها وَعُصورُ

وَشأى اليَراع بك الظبى وَتفرّعت

مِن بحرِ فكرك للأنام بحورُ

جوّ السِّياسة أَنتَ ملء فراغه

فيبابه بكَ آهلٌ مَعمورُ

ما زالَ منك لحلّها إِن أَشكلت

حذق بكشف الغامِضاتِ خَبيرُ

قَد صدرتك فزنت عاطِل جيدها

شَرفاً وحقّ لمثلك التَصديرُ

أَدركت بالأمدِ القَصير محلّة

مِن دونها الأمد الطَويل قَصيرُ

عشرونَ شدّت إِلى العلا وَثلاثة

أَضحت لها تومي العلا وَتُشيرُ

واصلتَ سعيكَ ربع قرنٍ هادِياً

وَالسَعي في طرق الهدي مَشكورُ

وَوهبت للأَوطانِ نفسك هادِراً

تَحمي الحُقوق وَللفَنيق هَديرُ

مَن كانَ مثلك فادِياً أَوطانه

فَبِمِثلِهِ الوَطن العَزيز فَخورُ

مَسعاك لِلعَدل المحبّب في الوَرى

محيي وَللظلم الذَميم مبيرُ

كَم قمت تَهتف طالِباً بِحقوقها

فَرداً وَردّد صوتك الجمهورُ

وَوقفت في وجهِ الزَمان مُعارِضاً

مِن أَن يغير عَلى الحقوق مغيرُ

مُتَبسِّماً وَالحادِثات عَوابِس

في وَجهه وَفم الخُطوب فغورُ

كالأَرقمِ النضناضِ ليسَ يَروعهُ

ناب وَلا يلوى به أظفورُ

بِعَظيم مَسعاك الَّذي أَفرغته

ملئت قُلوب بالهدى وَصدورُ

وَبقصرِ همّتك الَّذي شيّدتهُ

شيدت بروج للعلى وَقصورُ

أَرضٌ نبت بجوها بك أَصبحَت

وَلها مَرابِع في النُجوم وَدورُ

أُوتيت مِن حكمٍ يحارُ بِكُنهها

وَصف ويقصر دونها التَعبيرُ

وَصَرائم مَوصولةٌ بصرائمٍ

يَرنو إِلَيها الدهر وَهوَ حَسيرُ

وَثبات جأشٍ لا يزعزع ركنهُ

صرف وَلَيسَ يَروعه مَقدورُ

وَحميّة لا تَنطَفي جَمراتها

فَشرارها في الخافِقَين يَطيرُ

آراؤُكَ اِختَمَرَت وَسارَ بذكرِها الس

ساري وَرأي الأَكثَرينَ فَطيرُ

وَبذورُ فِكرك قَد نَمَت وَتفرّقت

مِنها بِآفاق البلاد بُذورُ

أَنعافها وَالورد عذب صارِدٌ

وَالرَوض فينان الفُروع نَضيرُ

ماذا يَقول الكاتِبون بِفاضلٍ

لولاه ما فضل الصَليل صَريرُ

كانوا النجوم وَكنت بَدراً بينهم

وَاليَوم كلّ الكاتبين بدورُ

قالوا اِستَقال من المُؤيد ربّه

وَسَرى إِلى جسم البَيان فُتورُ

وَتقوّل المتخرّصون وَذو القلى

لك عاذِل وَأَخو الوداد عَذيرُ

أنّي وَفي الحالين أَنّك قطبه

وَعليك أَفلاكُ البَيان تَدورُ

مِمّا يزيل الهمّ قولك لم تن

هممي وَلا قَلَمي الرَهيف كَسيرُ

عد لِليَراع محبّراً وَمحرّراً

يَزهو بك التَحبير وَالتَحريرُ

لا تغمدن شبا يراعك إِنَّه

عضبٌ يفلّ شبا الخطوب طَريرُ

حكّم يراعك فهو أَعدَل حاكِمٍ

إِن راح يظلم حاكِم وَيَجورُ

فَإِذا أَبيت وَكانَ عذرك واضِحاً

وَهُناك أَنباء قضت وَأُمورُ

فَاِبعَث إِلَينا من لدنك خَليفةً

يَحمي حِمى أَوطانه وَيجيرُ

وَاِختر لنا مَن يَحذو حَذوكَ سالِكاً

سُبل الهُدى وَيسير حيث تَسيرُ

إِنَّ المُؤَيّد وَالقُلوب تَحوطَه

رَغم الحسود مؤيّدٌ مَنصورُ

أَولاكَ مَولى المجد أَعظَم مَنصِب

سامٍ وَأَنتَ بِما وليت جَديرُ

يهنيك منصبك الجَديد وإنّه

نسب يصير المجد حيث يَصيرُ

جاءَ البَشير به إِلَيكَ وَجاءَنا

منه لعشّاق اليَراع نَذيرُ

لا غرو أَنَّكَ من سلالة أَحمَدٍ

وَعلى سلالته الكِرام غَيورُ

كثر التطرّق في الطَرائق فاِبتَدَر

وَاصلح فَأَنتَ المصلح المَشهورُ

بَينَ الحَقائق وَالطَرائق في الوَرى

حجب يَحول سدولها وَستورُ

فَاِجهَد لَها حَتّى تبين بِنورها

ما ثَمَّ محتجب وَلا مَستورُ

وَلَقَد أَقول لمنكريك وَما لهم

في ذاكَ إِلّا الحزن وَالتَفكيرُ

إِنّ اِبن يوسف وَالهلال وَليده

قمرٌ يُضيء دجا الزَمان مُنيرُ

بَيناه مُكتَهِلٌ يخفّ إِذا بِهِ

شَيخ كَما شاءَ الجَلال وَقورُ

يهدي وَلَيسَ لما يسجّل في الوَرى

بِهُداه تَبديل وَلا تَغييرُ

إِيه عليٌّ فَأَنتَ ملك فَضائلٍ

لكَ في العلا تاج علا وَسَريرُ

آلاؤُكَ الغرّ الحسان تمنّعت

مِن أَن يُقال لبعضها مَحصورُ

أَثمار غرسك في الوَرى قَد أَينعت

فالجهل علم وَالغَياهِب نورُ

هَذى عَزائمك الَّتي قَد أَصبَحَت

تَنبو العَزائم دونَها وَتَخورُ

جاءَت بِما باتَ الحَسود لأجلهِ

تَغلي مَراجل حقده وَتَفورُ

شيّدت حزباً واِبتنَيت جَماعَةً

يَأوي لَها المثؤور وَالمَوتورُ

هَذاك للإصلاح شيدَ وَهذه

بالصالِحاتِ فَناؤُها مَعمورُ

رُفعت لِتَخفيف المَصائب رايَة

هيَ في الحُروب إِلى السَلام سَفيرُ

علم فُؤاد الصالِحات بنشره

جذل وطرف المكرمات قَريرُ

في ظِلِّهِ الضدّان قَد جُمعا عَلى

كرمِ الهِلال فَمُذنِب وَغَفورُ

قالوا الهِلال فهلّلت سوح الوَغى

وَتهلّل المَجروح وَالمَكسورُ

أَضحَت تُرفرف في الوَغى أَعلامه

وَلها ورود في الرَدى وَصُدورُ

تُمسي وَتُصبِح وَالمنون مصرّة

يَطوي المَنايا ظلّها المَنشورُ

وَالحقد بَينَ رحابه مُتزايل

وَالذَنب تَحتَ ظِلاله مَغفورُ

عطف النَبيّ يرفّ حول بنوده

وَعلى جَوانبه الحَنان يَدورُ

وَمشاهد قَد أَصبَحَت من هَولِها

الأَرضُ ترجف وَالسَماءُ تَمورُ

ثَبَتَ الهِلال بِها وَلَو نادوا لَها

رَضوى هَوى رَضوى وَزالَ ثَبيرُ

طلعَ الهلال وَلَم تغر حَسَناته

حيثُ الخُطوب المُزعجات حضورُ

بِاللَه وَالرُسل الكِرام مَعوّذ

مِن أَن يثير به الشُكوك مثيرُ

لا تبطل الأَعداء سعيَ رجاله

الحقّ مُنتَصِر لهم وَظَهيرُ

بُشرى جماعات الهِلال بذكرهِ

فَهوَ اللباب وَما عَداه قشورُ

عطرت بِذكركم البلاد وَذكركم

مسك تضوّع نشره وَعَبيرُ

لَو كانَ لِلجبل الأشمّ ثَباتكم

ما دُكَّ لمّا خرّ موسى الطورُ

أَو كانَ في أسد الشَرى إِقدامكم

ما كانَ في تلك الأُسود أَسيرُ

قولوا لِروما ما لِروما عِندَنا

إِلّا النكال المرّ وَالتَدميرُ

فَعَظيمهم يومَ الجلاد محقّر

وَكبيرهم يَومَ الطراد صَغيرُ

كثرت جموعهم وَمن أَفرادهم

بَينَ الخيام الكلب وَالخَنزيرُ

دُم يا عليّ لَها فإِنّك ذخرها

وَنَصيرها إِن قيل عزّ نَصيرُ

ما زلت تبعثُ في النُفوس أَمانيا

وَتَجِدّ حَتّى يَبعَث الدُستورُ

وَنُجوم سعدك لا تَزال طَوالِعا

وَشُموس فضلك لا تَزال تُنيرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قف فالعيون إلى سناك تشير

قصيدة قف فالعيون إلى سناك تشير لـ عبد المحسن الكاظمي وعدد أبياتها مائة و سبعة عشر.

عن عبد المحسن الكاظمي

عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم. من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً. ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان. قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.[١]

تعريف عبد المحسن الكاظمي في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن علي الكاظمي (20 أبريل 1871 - 1 مايو 1935) (30 محرم 1288 - 28 محرم 1354) عالم مسلم وشاعر عراقي عاش معظم حياته في مصر. ولد في محلة دهنة في بغداد ونشأ في الكاظمية وإليها ينسب. كان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف. حاول والده أن يدخله التجارة لكنّه لم يَمِل إليها، فتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، واستهواه الأدب فنهل من علومه وحفظ كثيرًا. اتصل بالجمال الدين الأفغاني حين مرّ بالعراق، فطارده العهد الحميدي ففر إلى إيران ومنها إلى عشائر العراق وإمارات الخليج، وللهند ثم إلى مصر، فلاذ بالإمام محمد عبده الذي رحّب به، وأغدق عليه فأقام في مصر في كنفه، ولمّا توفي الإمام، ضافت به الأحوال وأصيب بمرض يقال أذهب بعض بصره، فانزوى في منزله في مصر الجديدة في القاهرة حتى توفّي. تميّز بخصب قريحته وسرعة بديهته وذوق رفيع سليم وألفاظ عذبة رنّانة، وكان يقول الشعر ارتجلاً وتبلغ مرتجلاته الخمسين بيتًا وحتى المئة أحيانًا. يلقب بـأبو المكارم و شاعر العرب ويعد من فحول الشعراء العرب في العصر الحديث. ضاع كثير من مؤلفاته وأشعاره أثناء فراره من مؤلفاته ديوان الكاظمي في جزآن صدرته ابنته رباب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي