قلبي إلى وجه سلمى مغرم عاني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قلبي إلى وجه سلمى مغرم عاني لـ عبد الغني النابلسي

قلبي إلى وجه سلمى مغرمٌ عاني

وحبها معدم آثارَ أعياني

فيا رفيقي حديث الغير أعياني

روِّح فؤادي بذكر النازح الداني

فذكرُه لم يزل روحي وريحاني

من لي بمن هو باد في غلالته

كالبدر يشرق من صافي غمامته

فغنِّ لي باسمه وافصح بآيته

واصرف همومي بصرفٍ من مدامته

فدنُّها من جناب العز أدناني

بالله يا بارق الأسرار قف نفسا

فالكون نور ومن يلهو يرى غلسا

إني أردت الهدى خذ منه لي قبسا

واحطط رحالي بباب الدير ملتمسا

راحاً فقيُّوم ذاك الدير لي داني

شمس المعاني بأفلاك العلى بهرت

وقصة العشق في أهل الهوى اشتهرت

والحسن أحكامه بين الورى قهرت

ولي بهيكله محجوبة ظهرت

من بعد ما خفيت عني بجسماني

شعر الشعور يحاكي حية لسعت

فلو دعا كلَّ نفسٍ نحوه لسعت

لكن حقيقتنا هذا الذي صنعت

منيعة الوصل إلا عن فتى منعت

في الحب معناه أن يصبو إلي ثاني

عن العلو علت من فرط عزتها

والكون قد غاب في أنوار طلعتها

حقيقة أنا فان في محبتها

نادمتها فمحتني عند رؤيتها

وكان محوي بها أصلاً لوجداني

ما غافل عن تجليها كمنتبه

والقلب راق بها يا صفو مشربه

وقد أزالت لدينا كلَّ مشتبه

ولو شرحت الذي منها خصصت به

يوماً لأصبح من في الكون يهواني

على التقادير بالإيجاد منعمةٌ

لما تجلت وفي وجه الرضى سمةٌ

من الأعاريب أمر العشق معجمةٌ

أشتاقها وهي في سري مخيمةٌ

ونورها ظاهر ما بين أجفاني

ركبت للشوق في بيدائها نُجُبا

والكون يخفق منها قلبه وجبا

يا لائمي في الهوى لومي غدا عجبا

وكيف يصبح عنها الطرف محتجبا

وحسنها في جميع الخلق يلقاني

مطوَّل الوجد مني ذاك مختصرُ

والعشق أجمعه في القلب منحصرُ

يا قوم إني على الأغيار منتصرُ

إن غيبت ذاتها عني فلي بصرُ

يرى محاسنها في كلِّ إنسان

عني محت سائر الأوهام والشبهِ

لما تجلت بأمر غير مشتبهِ

وإنني لم أزل فيها بمنتبهِ

ما في محبتها ضدٌّ أضيق بهِ

هي المدام وكل الخلق ندماني

شرح ومعاني كلمات قصيدة قلبي إلى وجه سلمى مغرم عاني

قصيدة قلبي إلى وجه سلمى مغرم عاني لـ عبد الغني النابلسي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن عبد الغني النابلسي

عبد الغني النابلسي. شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها. له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و (تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و (ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط) ، و (علم الفلاحة - ط) ، و (قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ) ، و (ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.[١]

تعريف عبد الغني النابلسي في ويكيبيديا

عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي (1050 هـ - 1143 هـ / 1641 - 1731م) شاعر شامي وعالم بالدين والأدب ورحالة مكثر من التصنيف. ولد ونشأ وتصوف في دمشق. قضى سبع سنوات من عمره في دراسة كتابات «التجارب الروحيّة» لِفُقهاء الصوفية. وقد تعدّدت رحلاته عبر العالم الإسلامي، إلى إسطنبول ولبنان والقدس وفلسطين ومصر والجزيرة العربية وطرابلس وباقي البلاد السورية. استقر في مدينته دمشق وتوفي فيها.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي